كتب : محمد جمعة الشافعي
ميتا الصحفية:
قال”نبيل ابو الياسين” الكاتب الحقوق والبحث في القضايا العربية والدولية، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الثلاثاء» للصحف والمواقع الإخبارية، إن مشكلة تهريب السلاح والمخدرات، أصبحت حالياً من أكبر المشاكل، والقضايا التي تعاني منها دول المنطقة، ولا سيما الدول المجاورة، لمناطق الصراعات والنزعات السياسية كـ”سوريا، على سبيل المثال، لذلك تُسخر المملكة الأردنية الهاشمية مؤخراً جهودها لمحاربتها بكل قوة، لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الإجتماعية، والإقتصادية والأمنية والصحية، فضلاًعن؛ إنها تمثل خطراً جسيماً على الآمن القومي الأردني والمنطقة بأكملها، وإنه لم تعُد مشكلة المخدرات بشكل خاص قاصرة على نوع واحد من المخدرات، أو طبقة محددة من المجتمع، بل شملت جميع الأنواع والطبقات.
وأضاف”أبوالياسين” أنه قد ظهرت أنواع عديدة جديدة لها تأثير واضح علي الجهاز العصبي والدماغ أيضاً، يُستهدف بها شباب المملكة بشكل خاص، وجميع شباب المنطقة بأكملها بشكل عام، وتعتبر جزءً من الحرب التي تتعرض لها المملكة وأمنها القومي منذُ عدة سنوات، وهذا ما دفع “الجيش الأردني” بتنفيذ غارة جوية، أمس “الاثنين”، في جنوب سوريا، أسفرت عن مقتل أكبر مهرب مخدرات يُدعى “مرعى الرمثان”، بعد تكرار إحباط محاولات تهريب المخدارت والأسلحة، وكان أبرزها «الأسلحة والقنابل اليدوية عبر مسيّرة مفخخة» قادمة من سوريا في 25 فبراير من العام الجاري 2023، وفق بيان الجيش الأردني.
مضيفاً؛ ولقد عانَى”الأردن” متاعِب كثيرة لعدة سنوات من الخطر الذي يتعرض له الأمن القومي للبلاد، وتتوالىّ جهود رجال الجيش الأردني البواسل في إحباط عمليات التهريب المتكررة والمتواصلة للمخدارت والسلاح، ففي 16 يناير من عام 2022 فقدت القوات المسلحة إحدى راجلها، وأعلنت آنذاك عن مقتل ضابط وإصابة 3 جنود في إشتباك مع مهرّبين على حدود سوريا، وبعد فرار المهربين إلى العمق السوري تم تفتيش المنطقة وتم ضبط كميات كبيرة جداً من المواد المخدرة، وحذر الجيش حينها من محاولة العبث بأمن البلاد.
كما أضاف؛ ومن خلال متابعتنا عن كثب نرىّ ونسمع من حين لآخر الجيش الأردني يُعلن عن إحباط عمليات تهريب أسلحة ومخدرات قادمة من الأراضي السورية، وخلال السنوات الماضية شهد “الأردن “مئات من محاولات التسلل والتهريب، بوسائل وطرق مختلفة، خاصة من العراق “شرقا” وسوريا “شمالا”، وفي 17 فبراير من العام الماضي 2022، أعلن الجيش الأردني عن إحباط عدد كبير من محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود الممتدة على نحو 375 كيلومتراً من قبل جهات خطيرة باتت منظمة وأصبحت تستعين بالطائرات المسيّرة وتحظىّ بحماية مجموعات مسلحة كبيرة، وقد أحبطت السلطات الأردنية خلال أقل من شهرين في مطلع عام 2022 دخول أكثر من 16 مليون “حبة كبتاغون”، وهو ما يعادل الكمية التي تم ضبطها طوال عام 2021 بأكملها، وفق موقع القوات المسلحة.
وعلى صعيد متصل لفت “أبوالياسين”، إلى عملية تهريب المخدارت الكبيرة من نوعها التي أحبطها الجيش الأردني في 27 أغسطس 2022، على غرار سابقيها، قبل تسللها إلى أراضي المملكة، وقال؛ مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة حينها، إن المنطقة العسكرية الشمالية أحبطت، فجر “السبت” 27 أغسطس، على إحدىّ واجهاتها محاولة تسلل، وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية، وأوضح؛ المصدر أنه جرىّ تطبيق قواعد الإشتباك مع المهربين، مما أدىّ إلى إصابة أحدهم وفرارهم بإتجاه الأراضي السورية، وأنه جرىّ ضبط المركبة المحملة بكميات كبيرة من المواد المخدرة، والتي تحوي 578 كف حشيش، و6 ملايين و447 ألف حبة كبتاجون، و1876 حبة كبسول مخدرة نوع لاريكا، وعدد من الأجهزة والمعدات المستخدمة لغايات التهريب، وتم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة.
وأشار”أبوالياسين” إلى مقالة الصحفي في 13 فبراير من العام الجاري 2023، والذي حمل عنوان «الشباب بين فخ «الإدمان على المخدارت» والعودة لبناء حياتهم»، والذي طالب فيه جميع الدول العربية بصفة خاصة، والعالم بصفة عامة، بالتصدي ومكافحة، الإتجار بالمخدرات بسبب الزيادة القائمة والناشئة في المرحلة الأخيرة، والتي تؤثر بشكل خطير على دول عديدة من خلال الأزمات الصحية والإنسانية، كما طالب في مقالة آنذاك؛ مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات، والجريمة مساندة الدول، والدعوة لحماية حق الصحة لأكثر الفئات ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والشباب، والأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، والأشخاص الذين يعانون من إضطرابات تعاطي المخدرات، وكذلك الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحصول على الأدوية الخاضعة للمراقبة.
مشيراً؛ إلى تعليق وزير الخارجية الأردني”أيمن الصفدي” أمس”الأثنين”على تقرير بشأن تنفيذ الجيش الأردني غارة جوية في سوريا وأسفرت عن مقتل مهرب المخدرات البارز “مرعى الرمثان”، وأضاف”الصفدي”، أن عمّان ستُعلن عن أي خطوة تتخذها لضمان أمنها بالوقت المناسب، في تعليقه على تقارير تحدثت عن إستهداف سلاح الجو الأردني مصنعاً للمخدرات في سوريا، رد على سؤال؛ بشأن تنفيذ الغارة الجوية في سوريا، خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الهولندي “فوبكه هويكسترا” بالعاصمة عمان، قائلاً؛ إنهُ عندما نتخذ أي خطوة لحماية الأمن الوطني سنعلنها في وقتها المناسب، وقضية المخدرات تهديد كبير للمملكة والمنطقة في ضوء تصاعد عمليات التهريب.
كما أضاف”الصفدي” أنه تمّت مناقشة الموضوع في إشارةً؛ منه إلى “تهريب المخدرات” في إجتماع عمّان التشاوري مع الجانب السوري من أجل تشكيل فريق أمني سياسي لمواجهة هذا الخطر، وتابع؛ سأتصل قريباً بوزير الخارجية السوري”فيصل المقداد” حتى نترجم هذا الإتفاق إلى آلية عمل مشتركة، وجاء حديث “الصفدي” عقب تناول العديد من وسائل الإعلام العربية، والغربية، تقارير عن تنفيذ غارة جوية “أردنية” داخل الأراضي السورية، تم خلالها إستهداف مصنع للمخدرات في محافظة درعا جنوبي البلاد.
وفي وقت سابق حذرت “السلطات الأردنية” من تداعيات تهريب المخدرات على أمن المملكة، وإستطاع جيشه إحباط آلاف من محاولات التهريب عبر أراضي سوريا، نتيجة تردي الأوضاع الأمنية في سوريا، وفي نفس السياق، فقد نقلت “رويترز” عن مصادر محلية وإستخبارية أن الأردن نفذ ضربات جوية “نادرة” على جنوب سوريا، إستهدفت مصنع مخدرات مرتبطاً بإيران وفق”رويترز”
ونقلت وكالة”فرانس برس” بعد عصر أمس “الأثنين”عن ناشطين أن غارة جوية استهدفت مهرّب مخدرات بارز مع عائلتهُ في منزلهم بقرية الشعاب بريف السويداء الشرقي جنوبي سوريا، ووفق الناشطين، يعُد “الرمثان” من “أبرز تجار المخدرات بينها الكبتاغون في المنطقة، والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الدول المحيطة.
وأكد”أبوالياسين” في بيانه الصحفي على أن إستمرار الجهل والآمية والبطالة ساعدت بشكل كبير، وملحوظ بموازاة الفرص المحدودة المتاحة أمام المجتمعات المهمّشة، وعدم الإستقرار السياسيّ والصراعات والنزاعات السياسية المستمره في تحفيز مستويات مرتفعة من عرض المخدّرات، وزيادة ملحوظة في الوفيات المرتبطة بها، وعلى سبيل المثال وليس الحصر في عام 2015، سجّل معدّل الوفيّات المرتبطة بالمخدّرات إرتفاعاً بنسبة 60 في المائة، وزادت بشكل خطير في العامين الماضيين مع وقوع مئات الألاف من حالات الوفاة المروعة أمّا على مستوىّ الطلب، فقد أعاقت في الواقع السيّاسات القمعيّة، والسياسات التي يمكنها أن تعالج بعض العوامل الإجتماعيّة التي تؤدي إلى ضعف الفرد أمام تعاطي المخدرات، وتفاقم نتائجها الضارة على المجتمعات بل وإسْتَفْحل شَرُّه وأصبح خطير ومفزع.
مؤكداً: أنه قد أتت هذه الغارة الأردنية النادرة من نوعها داخل الأراضي السورية، بعد إجتماع في العاصمة “عمان” مطلع الشهر الجاري، ضمّ كلاًمن ؛ وزراء خارجية المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة سوريا، ودولة العراق وجمهورية مصرالعربية، والمملكة العربية السعودية، والذين أكدوا؛ على تعزيز التعاون المشترك بين سوريا ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الإتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية، ودعا”أبوالياسين” باقي قيادات الدول العربية، وغيرهم من الدول المتضرره، ومنظمات المجتمع المدنيّ بدعم الجهود المبذولة لحماية المنطقة التي أصبحت غارقة في وحل المخدرات، وحماية شبابها الذين وقعوا في هذا الفخ الشيطاني «الإدمان على المخدارت».