كتبت علياء الهواري
انتشر على القنوات الفضائية مسلسل”المداح” بطوله الفنان حماده هلال
وأثناء عرض اولى حلقات المسلسل فى أول أيام شهر رمضان ظهر بالمسلسل شعار يهودي وهو الشمعدان السباعي”مينوراه” مما أثار غضب الشعب الإسرائيلي باعتباره شعار ديني خاص بيهم.
مينوراه أو الشمعدان السباعي، كما يوصف في التوراة، هو الشمعدان العبري القديم المصنوع من الذهب النقي الذي وضعه موسى في خيمة الاجتماع في البرية وثم في الهيكل في القدس. كان الكهنة يشعلون أنقى نوعية زيت الزيتون في شموعه كل ليلة لإنارته.
كانت المينوراه ترمز إلى اليهودية منذ الزمن القديم واتخذتها دولة إسرائيل رمزا لها في شعارها.
ومن المرجح أن الشمعدان السباعي اليهودي يرمز إلى عناصر اللاهوت اليهودي السبع وهي التوحيد/الاختيار”شعب الله المختار”/ ارض الميعاد/ الهيكل بيت الرب/ الوصايا العشر / الملك الأحادي لكرسي داوود / المسيح المنتظر.
من بين الأمور المقدسة تحتل المنوراه مكانة هامة ومحترمة في أدب الحكماء. “نحن ننفذ في مواضع كثيرة أمر الرب بخصوص الشموع وإشعالها”. وعمل المنوراه، هكذا ظهر، أهم بكثير من تقديم القرابين: لماذا تتبع مسألة المنواره لمسألة رؤساء أسباط إسرائيل؟ وفقاً لما رآه أهرون فإن تربية الرؤساء أضعفت فكرة، لأنه لم يكن معهم في التربية، لا هو ولا سبطه، قال له الرب المبارك: أبتسم، خاصتك أكبر من خاصتهم، لانك تُشعل وتخدم الشموع”. وفي الجمارا :”شواهد هي للإنسانية، بأن الروح القدس تسري في إسرائيل”. وهناك أوامر عديدة مرتبطة بالمنوراه وموجودة في جميع أنواع الأدب التوراتي.
بإحصاء الوصايا عدل
وصية فعل المنوراه ذُكرت بالتفصيل في التوراة:
“وتصنع منارة من ذهب نقي. عمل الخراطة تُصنع المنارة قاعدتها وساقها. تكون كاساتها وعُجرها وأزهارها منها” (الخروج 25-31) ولكن، لايُحتسب وفق كثرة الوصايا كأمر خاص بين الأوامر الـ 613، ولا يُحسب أيضا ضمن باقي الأدوات المقدسة. الرابي موسى بن ميمون ضم عمل الأدوات في أمر بناء الهيكل، بأنه “يتضمن أصناف عديدة، هي الشمعدان والطاولة والمذبح وجميعهم أجزاء مقدسة وكلها يطلق عليها مقدس”. وكتب أيضا في كتاب التعليم :” لبناء بيت للرب… وهذا الأمر يتضمن معه الأدوات المطلوبة للعمل في بيت الرب، مثل المنوراه وباقي الأدوات جميعها”. لكن في مقابلهم نجد أن الرابي موشيه بن نحمان، الذي اختلف مع رأي الرابي موسى بن ميمون ، زعم أن عمل المنوراه تتضمن بوجه عام أمر إشعال الشموع، وكذلك عمل الطاولة في أمر خبز الوجه. أي أن الأدوات هي مناسبة للأوامر المرتبطة بها”.
شكل المنوراه مفصل هو الآخر في التوراة (الخروج 25، 31-40) كاسات وبراعم وزهور وفق الترتيب المفصل هناك. “الكاسات تشبه كؤوس الإسكندرية التي تكون فتحاتها واسعة وأطرافها قصيرة. والبراعم من نوع منتفخة ومطوقة طولها مثل البيضة تقريباً وكلا رأسيها متساوي. والزهور مثل زهور الأعمدة من النوع القصير التي تكون حروفها مزدوجة للخارج”. في قلب الشمعدان يوجد أربعة كاسات وخمسة براعم وثلاثة زهور، وستة مواسير تخرج من الشمعدان، ثلاثة من كل جانب، وفي كل ماسورة ثلاثة كاسات وبرعم وزهرة. إجمالي جميع الكاسات اثنين وعشرين. والزهور تسعة. والبراعم أحد عشر. وجميعها تتشابك مع بعضها البعض وحتى تنقص واحدة منها. والاثنين والأربعين متعرجة جميعها”. وهناك تفاصيل أخرى وردت بالتوراة :”وفي المنواره أربعة كاسات مربوط بها براعمها وثمارها”. وجاء الحكم :”كاسات معقودة” أو “معقود بها براعمها وزهورها”–وهذه إحدى خمس مصادر ليس لها سلطه. ومن هذا المنطلق حكم الرابي موسى بن ميمون لحومرا :”الكل معقود”. ونائب الملك تعجب: الشك ينحصر فقط على المربوطين الذين في الآية الخاصة بالمنوراه، لكن ليس في الآية الخاصة بمواسير الشمعدان. هناك لا يجب أن نكتفي:” ثلاثة كاسات معقودة بماسورة واحدة برعم وزهرة. “المربوطين” محاطة بالبراعم فقط.
تحولت المنوراه في التاريخ اليهودي لتصبح أحد رموز اليهودية. واليوم هي الشعار الرسمي لدولة إسرائيل، والموساد، وحركة بيتار، وحركة فرض السلطات، والعديد من المنظمات اليهودية، والمعابد.