ترك تحصيله العلمي من أجل الفن | قصة حياة الفنان الراحل سراج منير.
بقلم محمد عبودة
محرر لدي جريدة ميتا
في ١٥ يونيو ١٩٠٤ ، ولد الفنان الكبير الكبير سراج منير، أحد اهم النجوم في عصر السينما الذهبي ، وأول فنان مصري يمثل في هوليوود ، والده هو عبد الرحمن بك حسن وكان مديراً للتعليم العالي في وزارة الأوقاف المصرية، ومن أشقائه المخرجان حسن وفطين عبد الوهاب ، درس سراج في المدرسة الخديوية ، وكان عضواً في فريق المسرح لدى المدرسة ، وبدأت عنده هواية التمثيل عام ١٩٢٢، فقد دعاه أحد أصدقائه إلي سهرة في منزل إحدى الزملاء ، وكانت السهرة عبارة عن مسرح في حوش المنزل والحاضرون يمثلون في إحدى المسرحيات ، وكان سراج هو المتفرج الوحيد ، حيث ولد في داخله شغف التمثيل ، وبالتالي أصبح عضواً في فريق التمثيل إلي المدرسة ، وأستمر كذلك حتى أنهى دراسته وسافر إلي ألمانيا ليدرس الطب .
وفي سبيل تأمين نفقته لجأ للعمل ، فكانت بدايته في استوديوهات برلين ، حيث عمل هناك ككومبارس في أفلام ألمانية عدة ، وبدأ يهمل دراسته يوم بعد يوم حتى تركها نهائيا وتفرغ للتمثيل الذي عشقه ووجد نفسه فيه ، وفي ألمانيا تعرف على المخرج المصري محمد كريم ، حيث درسا الإخراج السينمائي معاً .
وقبل أسابيع من الحرب العالمية الثانية ، عاد سراج إلي مصر لتكون عائلته على موعد مع صدمة تركه للدراسة بعد كل تلك السنوات مما توترت علاقة سراج مع عائلته ، وعمل مترجما وتاجر ، إلا ان حنينه للتمثيل جعله ينضم لفرقة رمسيس وفرقة نجيب الريحاني وغيرها من الفرق ولمعت من خلالها موهبته ولفت أنظار المخرجين ليقع عليه الاختيار للمشاركة في فيلم زينب ليكون أول فيلم سينمائي له وتتالت أعماله وشارك بعدها فيما يقرب ١٤٠ فيلماً سينمائياً أبرزها ” القلب له أحكام ” و”رصاصة في القلب ” وغيرهما من الأفلام.
أثناء عمله في فيلم «أبناء الشعب» عام ١٩٣٤ إلتقى سراج بالفنانة ميمي شكيب ليعيش معها قصة حب أعتبرها أحد أقوى الإرتباطات الفنية ، وخاصة أنه تغلب على العديد من الصعاب التي واجهت الزوجين من عائلة الفنانة بسبب رفضها على سراج ، وتزوجها عام ١٩٤٢، ومن أشهر الأفلام التي جمعت بين النجمين الكبيرين «الحل الأخير»عام ١٩٣٧، و«بيومي افندي»عام ١٩٤٩، و«نشالة هانم» عام ١٩٥٣.
وتوفى صاحب الشخصية الفريدة والموهبة النادرة عام ١٩٥٧ بشكل مفاجئ ،وكان يعاني من مشاكل قلبية ، وذلك بعد عودته من الإسكندرية في رحلة فنية مع الريحاني وكان يردد دائما انه يتمنى ان نهايته تكون مريحة كنهاية صديقه الذي توفى قبله .