بقلم الدكتورة : سحر العمدة
وسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب:
تشهد وسائل التواصل الاجتماعي انتشارًا واسعًا في حياتنا اليومية، مما أثر على طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع الآخرين. ومع ذلك، تظهر دراسات متزايدة تشير إلى أن هذه الوسائل قد تسهم في زيادة أعراض الاكتئاب، خاصة بين الأفراد الأكثر عرضة لهذه الحالة النفسية.
الآثار النفسية لوسائل التواصل الاجتماعي
تتمثل المشكلة الأساسية في عدم وسائل التواصل الاجتماعي بحد ذاتها، بل في كيفية استخدامها. الأفراد الذين يقضون وقتًا طويلًا في التصفح قد يجدون أنفسهم محاصرين في دوامة من المقارنات الاجتماعية، حيث يتعرضون لصور مثالية لحياة الآخرين. هذا الأمر قد يؤدي إلى مشاعر العزلة والإحباط، ويزيد من احتمالية ظهور أعراض الاكتئاب.
متلازمة FOMO
من أبرز الظواهر المرتبطة بالاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي هي متلازمة “FOMO” (Fear of Missing Out)، أو الخوف من تفويت الفرص. يشعر الأفراد في هذه الحالة بأنهم دائماً في حالة من القلق والتوتر بسبب خوفهم من أن يفوتوا أحداثًا اجتماعية أو لحظات مميزة. هذا الشعور المستمر قد يساهم في تفاقم الاكتئاب ويؤدي إلى ضعف جودة الحياة.
سبل التخفيف من الآثار السلبية
للتخفيف من آثار وسائل التواصل الاجتماعي السلبية، يجب على الأفراد اتخاذ خطوات فعالة، مثل:
1. تحديد الوقت: وضع حدود زمنية للاستخدام اليومي لهذه الوسائل.
2. تنويع الأنشطة: الانخراط في أنشطة اجتماعية حقيقية بعيدًا عن الشاشات.
3. تغيير المحتوى: متابعة حسابات تحفز على الإيجابية وتنمية الذات، بدلاً من تلك التي تثير مشاعر الغيرة أو الاستياء.
في الختام، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية إذا لم تُستخدم بشكل صحيح. يجب على الأفراد أن يكونوا واعين لكيفية تأثير استخدامهم لهذه الوسائل، وأن يسعوا لتحقيق توازن صحي يساعد في الحفاظ على صحتهم النفسية.