كتب : ياسر عبدالله
فقدان الهوية يعد من أصعب الأمور التي يمكن أن يواجهها الإنسان في حياته. فأثناء محاولة تحديد هوية الشخص، يتم الإعتماد على العوامل الإجتماعية والثقافية والأسرية والجنسية والدينية واللغوية وغيرها، وبعد فقدان أي من هذه العوامل الرئيسية، يمكن أن يتبدل الشخص نفسه. إذا فقد الإنسان هويته، فإنه يجد صعوبة في التعرف على نفسه أو معرفة الأشياء التي تجعله فريدًا. ومن هنا يبدأ الإحساس بالفوضى والتشوش. فمعظم البشر يعتمدون على هويتهم كطريقة ليتفاعلوا مع العالم ونهجهم. والفقدان الذي يحدث في هذا الصدد يشوش الإنسان ويجعله في حيرة من أمره.
وعلاوة على ذلك، فإن فقدان الهوية يمكن أن يؤثر على العلاقات الإجتماعية . فإذا لم يكن الشخص قادرًا على التعرف على نفسه، فإنه يجد صعوبة في التفاعل مع الآخرين. ويمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى الإنعزال والشعور بالوحدة.
ولكن من الجدير بالذكر أن فقدان الهوية لا يعني بالضرورة نهاية المطاف. فالإنسان يمكنه أن يتعلم كيفية إعادة بناء هويته وطريقة التفاعل مع العالم بطريقة جديدة ومختلفة. وهذا يستلزم العمل الشاق والمواظبة على ممارسة الأنشطة التي تجعل الإنسان يشعر بالثقة والحماس.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يعتبر الإنسان أن هويته هي شيء يمكن تشكيله وتحريكه بشكل دائم. فاللاعبون والفنانون ورجال الأعمال الناجحون يقومون بتغيير العديد من جوانب هويتهم خلال مسيرتهم المهنية. فعندما يفقد الإنسان هويته، فإنه يجب أن يستغل هذه الفرصة لإعادة تشكيل هويته وصقلها.
في النهاية، فإن فقدان الهوية على الرغم من كونه أمراً صعباً إلا أنه من الممكن تحقيق الإنتعاش وإعادة الإنسان إلى الطريق المناسب. ذلك يتطلب العمل الشاق والصبر والإصرار على المضي قدماً. ومع ذلك، يمكن للإستشاريين النفسيين والمدربين والأصدقاء المقربين أن يكونوا دعمًا قويًا للحصول على الإرشادات والدعم اللازم.