كتب : محمد جمعه الشافعي
ميتا الصحفية:
قال”نبيل أبوالياسين” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأني العربي والدولي في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «الأربعاء» للصحف والمواقع الإخبارية، عمان تستدعي سفيرها من إسرائيل فهل تستدعي باقي الدول العربية سفيرها إسوةً بموقف المملكة الأردنية الهاشمية التي إحترمت الإرادة الشعبية ونظرت لمشاعر الشعب الأردني الغاضب خاصة والشعوب العربية والإسلامية على العموم الذي يتألم غضباً من المجازر المتواصلة من الإحتلال الإسرائيلي الغاشم ضد قطاع غزة على الملأ وعلى مرأ ومسمع من العالم بأكملة دون أن يحرك ساكناً، وتساؤلات هل نرىّ مواقف ممثالة من جميع قادة الدول العربية والإسلامية وتحترم مشاعر شعوبها الغاضبة وتسحب سفيرها من إسرائيل؟.
وأضاف”أبوالياسين” أنه أصبحت الشعوب العربية والإسلامية الغاضبة تقولها وبكل صراحة ووضوح، إن الذين يقفون اليوم موقف المتفرج الصامت تجاه ما يحدث من قتل لآلاف الأطفال والنساء من الفلسطينيين في غزة، لن يبقى لحديثهم أي قيمة في أي قضية غداً في إشارةً؛ منهم إلى أنظمتهم الحاكمة، وأضاف؛ بعضهم أن الحديث المهم هو في الأوقات الصعبة ولا نرى أوقات صعبة أكثر من ما نراة في قطاع غزة الأن حيثُ يتم إبادة جماعية لأشقاءنا في غزة في ظل صمت مخزي ومميت، لذا؛ يجب عليهم جميعاً اليوم وليس الغد أن يقوموا بواجبهم الوطني ويتحملوا المسؤولية ويكشفوا الحقائق أمام شعوبهم، فإن جميع المجازر التي نفذت في غزة نفذت بغطاء دولي وأمريكي.
مضيفاً: بعد مجزرة “جباليا” أكد؛ العدو الصهيوني وبمشاركة أمريكا والغرب أنهم إستهتروا بشكل سافر وخطير بحياة العرب والمسلمين بموجب الصمت العربي الغير مبرر الذي لا يفعل غير التنديد والشجب لـ 25 يوماً، الذي شجع وحول هذا الكيان المجرم إلى ذئب هائج مصاب بسُعارِ قتل الأطفال والنساء والأبرياء، وشجعه على ذلك أيضاً الصمت الذي يعُد كصمت الموتى في قبورهم الذي أصاب عالمنا العربي والدولي، وشل إرادتهُ وقدرتهُ عن لجم هذا الكيان، فإن صمت الدول العربية والإسلامية بصفة خاصة ودول العالم بصفة عامة، وعدم إعتراضهم بشكل لأئق على المجازر التي تقوم بها إسرائيل، والمدافعون عن الحق في المياه العذبة لن يأتي الخير أبداً منهم لا لشعوبهم ولا لأوطانهم ولا للإنسانية ولا للعالم أيضاً، وجميع الشعوب أصبحت تؤمن
بذلك، وباتت تفقد ثقتها في قيادتها يوماً بعد يوم، وأصبحت المقاومة الفلسطينية تتحرك وفق ذلك، وتواصل الحفاظ على موقفها القوي والثابت في هذا الآمر.
وفاجئت الجميع منذ قليل الخارجية الأردنية والتي أعلنت عن إستدعاء سفيرها لدىّ إسرائيل إلى المملكة فوراً، ورغم إنه تأخر كثيراً لكنة يستحق الثناء، ويعتبر موقف متقدم نسبياً، رغم أنه كان يجب قطع العلاقات مع الإحتلال وإلغاء كافة الإتفاقيات السياسية والإقتصادية أيضاً، ويجب أن تحذو حذو القيادة الأردنية جميع قادة الدول العربية بلا إستثنى وخاصةً المتطبعين منهم دون تراخي وتقدر مشاعر شعوبها الغاضبة والتي وصل غضبهم حد الغليان التي أتت بهم إلى عروشهم، وتستدعي سفيرهما من إسرائيلي وقطع العلاقات معها كأقل تقدير على المجازر والابادة الجماعية في قطاع غزة.
وقرر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني “أيمن الصفدي”، اليوم الأربعاء، إستدعاء السفير الأردني في إسرائيل إلى الأردن فوراً، تعبيراً عن موقف الأردن الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، والتي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتحمل إحتمالات خطرة لتوسعها، ما سيهدد أمن المنطقة كلها والأمن والسلم الدوليين، ووجه “الصفدي” الدائرة المعنية في وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بإبلاغ وزارة الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها الذي كان غادر المملكة سابقاً.
وبيّن الصفدي أن عودة السفراء ستكون مرتبطة بوقف إسرائيل حربها على غزة ووقف الكارثة الإنسانية التي تسببها وكل وإجراءاتها التي تحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء وحقهم في العيش الآمن والمستقر على ترابهم الوطني، وشدد “الصفدي “على أن الأردن سيستمر في العمل من أجل وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين وحماية المنطقة من تبعاتها ومن أثرها الكارثي على مستقبل المنطقة وحقها في السلام العادل الشامل على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من يونيو للعام 1967 والذي يمثل السبيل الوحيد لضمان أمن كل شعوب المنطقة ودولها.
ولفت”أبوالياسين” إلى أن على مدار أكثر من ثلاثة أسابيع، رأينا زعماء ورؤساء دول وسياسيين ومسؤولين يعقدون إجتماعات عاجلة ليرددون مراراً وتكراراً نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ويجب إحترام القانون الدولي الإنساني، ويجب توفير المساعدات الإنسانية للمدنيين، ويجب إطلاق سراح الرهائن، وفي نفس تلك الـ25 يوماً شاهدنا واقعاً مختلفاً تماماً على أرض الواقع شاهدنا الموت والمعاناة والدمار والجوع ونقص المياه والدواء والعاز، وعمليات جراحية تجرىّ بدون تخدير.
متواصلاً؛ وشاهدنا أيضاً وعلى مرأى من الجميع “الهُوَّة” الساحقة بين الكلمات والأفعال، والإنهيار الواضح في النظام العالمي، وكذلك الانسانية فى أسوأ صورها، كما شاهدنا الرئيس الأمريكي “جوبايدن” الذي أعطىّ الضوء الأخضر لـ”نتنياهو ” بقتل الفلسطينيين بقسوة وقام الأخير بإرتكاب المجازر البشعه في غزة، وعندما أدرك “بايدن” أنه سيتم تقديمه للمحاكمة كشريك في جميع المجازر التي تمت في قطاع غزة وكافه مدن فلسطين حاول وقف المجازر ولكن يبدوا أنه فقد السيطرة على “نتنياهو” الذي يحاول جر المنطقة بأكملها في حرب مفتوحة لإنقاذ نفسة من وحل الهزيمة والجريمة اللذان يُلاحقانهُ من المجتمع الإسرائيلي ومن الجنائية الدولية بتهمة جرائم الحرب ولم يفلت من العقاب هو ومن دعمه وشاركة تلك “جرائم الحرب” الموثقه جميعها وشاهدها العالم بأكملة.
لافتاً؛ إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت بشكل قاطع لا تصلح لإدارة العالم، ولاتصلح للحديث بعد اليوم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان
لانها الراعي الرسمي والداعم الرئيسي للإرهاب وإرتكاب جرائم الحرب في العالم ، واصبحت الان بشكل رسمي متهمه في جرائم الحرب على الملأ، وشاهدها العالم بأسره في غزة كـ”شريكة وداعمة وراعية” لجميع المجازر التي وقت في قطاع غزة وراح ضحيتها قرابة قرابة 9000 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء، لذا؛ لا ينبغي من اليوم السماح لأي دولة بقتل المدنيين، وقطع الوصول إلى المياه والغذاء والوقود والكهرباء وأي وسيلة إتصال عن المدنيين في إنتهاك مباشر للقانون الدولي دون أي عواقب، ويجب أن ينتهي غطاء الإفلات من العقاب الذي توفره أمريكا والغرب المجرمين لان هذا أصبح غير مقبول.
وأكد”أبوالياسين” في تصريحة الصحفي أن الولايات المتحدة وشركاءها من الغرب جعلوا من العالم نادي للعصابات الدولية وبدعمهما المستمر وعلى الملأ لجرائم الحرب قدموا شهادة وفاة لـ “القانون الدولي ومجلس الآمن وجميع المنظمات الدولية التابعة للآمم المتحدة، فضلاًعن؛ أنهما شلو مجلس الأمن وقاموا بمنعهُ دائماً من إتخاذ قرار تحمي الأبرياء وأصبحوا يدعمون الإنتهاكات للقانون الدولي وجرائم الحرب والمجازر الجماعية في غزة وفي دول عدة، فضلاًعن: أن الولايات المتحدة وشركاءها من الغرب أصبحوا يحتاجون إلى فوضىّ مستمرة في الشرق الأوسط ولذلك؛ يشوهون سمعة من يريدون وقف سفك الدماء، وحتى الأمم المتحدة تتعرض للإضطهاد، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال تبرير الأحداث
المرعبة في غزة.
وختم”أبوالياسين” بيانه الصحفي حيثُ قال؛ من أبرز مظاهر الحرب النفسية التي دجّج بها “أبو عبيدة” خطابه، إثارة الرعب في نفوس الصهاينة بالإشارة إلى لعنة العقد الثامن، التي تشير إلى إنتهاء الممالك اليهودية القديمة في عقدها الثامن، وهو ما يقر به الساسة الإسرائيليون أنفسهم منهم نتنياهو، وإيهود باراك رئيس الوزراء الأسبق، وهو ما يتخوف منه الشعب اليهودي، وعتمد “أبو عبيدة” في هذه المسألة على كون الكيان الإسرائيلي تأسس على فكرة الدين والنبوءات، وإستغل ذلك بحنكة في التكريس لفكرة زوال دولة الإحتلال في العقد الثامن أسوة بالممالك القديمة، وهو ما يتزامن تقريباً مع عمر دول الإحتلال وبلوغها في هذا التوقيت “80” عاماً، فهي فكرة مرعبة بالنسبة للإحتلال شعباً وحكومة.
متواصلاً: الأمر الآخر الذي يعُد مظهراً من مظاهر هذه الحرب النفسية التي شنها “أبو عبيدة” في خطابه، هو قضية الأسرى، يلاعب بها الحكومة الإسرائيلية وشعبها معاً فبصرامة المنتصر الذي يفرض شروطه، أعرب “أبو عبيدة” عن إستعداد المقاومة للإفراج عن الأسرىّ الإسرائيليين مقابل تبييض السجون الإسرائيلية بإطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين، الذين يقدر عددهم بالآلاف، مشيراً؛ إلى مقتل خمسين منهم خلال قصف غزة، وعدد أخر خلال القصف الأخير، ولقد وضع بذلك حكومة الإحتلال في مأزق شديد، فقبولها يعني الإستسلام للمقاومة وإقراراً بالهزيمة أمامها، ولكنه من جهة أخرىّ حال رفض الصفقة، تتعرض لمزيد من سخط الجماهير، التي تؤكد؛ أمامها حرص الحكومة على تحرير الأسرى، فإذا رفض الصفقة فكيف يبرر رفضه للجماهير.
وتزامن خطاب”أبو عبيدة” مع كشف الصحافية الإسرائيلية “ميراف سونسزين”عن مطالبة عائلات الأسرى لرئيس الوزراء الفاشل” نتنياهو” بالموافقة على شروط المقاومة الفلسطينية بإطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن أبنائهم، فضلاً عن؛ أن خطاب “أبو عبيدة” أشعل التظاهرات الإسرائيلية ضد “نتنياهو” من أجل قضية الأسرىّ، ولم يتخذ الإحتلال حتى اللحظة قراراً بهذا الشأن، ويتعرض لضغوط شعبية قوية من أجل القبول بشروط المقاومة، في الوقت الذي أثار إعلان مقتل “50” من الأسرى الإسرائيليين وعدد أخر أمس وأول أمس فزع العائلات الإسرائيلية.
وعندما ضاق القلب عند الشعوب العربية والإسلامية بما يراهُ من أحداث مأساوية لأشقاءهم في الدين والعروبة،
وكلما إشتد عليهم الإحساس بالعجز والخزي، من رد فعل قادتهم المهانة، سارعوا بالبحث عن خطاب لـ”أبوعبيدة”، يُبردوا به قلوبهم ويمسح أحزانهم ويبث في نفوسهم شعوراً بالعزة والكرامة، فيستمعوا إلى “أبوعبيدة” الذي أصبح رمزاً للعزة والكرامة العربية والإسلامية، فيأتيهم إحساس بأنهم قد ركبت آلة للزمن، سافرت بهم للقرن الأول الهجري، ووضعتهم فوق رمال شبه الجزيرة العربية، كي يشاهدوا بطولات عُمر وعلي، وابن الوليد رضوان الله عليهم.
فهو رجلٍ لا تظهر منه سوىّ عيونه، لكن فيهما تبرز كل معاني التحدي والصمود، تستمع إلى صوته، فتتجسد أمامك صورة للمنّعَة والقوة،
فيه فائض من الرجولة، تتمنى أن يتم تصديره، لكل هؤلاء المتطبعين، ليغسل عنهم عار التطبيع والخيانة لشعوبهم وللأمة بأكملها، أنه لبطل حقيقي، وليس خيالاً متصوراً، مثل أبطال الدراما الأمريكية “باتمان، وسوبر مان” إلى آخر هذه الأوهام، بطل مثالي يجمع بين القوة والحنكة والفطنة والرشد والأخلاق معاً، وتعاليم الدين عند ظهوره يهابه الجميع
وإذا تكلم يصدقه العدو قبل الصديق، وإذا وجه رسالة، تستمع إليه بإنصات شعوب ودول عظمىّ تمتلك جيوش وأساطيل فهل يتعلم منه متحدثي جيوش الدول العربية والإسلامية؟ ونرىّ” أبو عبيدة” في كل جيش عربي وإسلامي.
والأهم؛ أنه بطل من الشعوب العربية والإسلامية المستمعة لخطابة، يتحدث بسانهم ويدافع عن قضاياهم مع كل خطاب له، يصب في أفئدتهم جرعة مكثفة من الرفعة والإباء،
ولا يتصور الشعوب أنهم بحاجة لتقوم حروب، تحرق بلادهم، كي تستمتع مع ابنائنهم بهذا الشعور، فلماذا لا نرى قصصاً مصورة أو مسلسلات أو أفلام يشاهدها الصغار والكبار، يكون بطلها “أبو عبيدة”؟ ولماذا لا يكون لأطفالنا، قدوة ومثلُ أعلى لا نخشى منه على عقولهم، ولا نخاف من الأفكار التي يغرسها فيهم؟، أدعو شركات الإنتاج الدرامية، وشركات إنتاج “كارتون” الأطفال، ورؤساء تحرير المجلات المصورة، وروايات الجيب، أن ينفذوا لنا تلك الفكرة، صناعة بطل درامي، يعبر عنا وعن هويتنا يحكي لأبنائنا قصة صمود أسطوري، لشعب فلسطين، وفصول بطولاتهم العظيمة، لتحرير بلادهم من دنس المحتلين،
ويعيد للأذهان، سيرة أجدادنا العظماء ، ويسهل عليهم إستيعاب التاريخ، ولن نجد بطلاً يحقق لنا هذا كلة أفضل من “أبوعبيدة”.