تاريخ كـتـاتيب ..
بقلم / مريم البدري
الكتاتيب مفردها كُتّاب ، وهي كلمة مشتقة من التكتب او تعلم الكتابة وقد ذكرها ابن منظور في لسان العرب بأنها ” موضع الكتابة ” وقد نعلم ان معناها السائد مجالس تعليم القرآن واللغة العربية وانتشرت في العصور الاسلامية وكانت نقطة الانطلاق للحضارة الاسلامية وكان هدفها الاول تعليم الصغار مبادئ الخط والاملاء والحساب والكتابة والثاني تعليم القرآن والحديث النبوي ومبادئ الدين الاسلامي الحنيف ..
تطورت الكتاتيب وزادت اعدادها مع اتساع رقعة الفتوحات الاسلامية وكان للفاتحين دور مهم في ايجاد الكتاتيب في البلاد المفتوحة فكثرت الكتاتيب في جميع البلاد العربية وقد عدّ ابو القاسم بن حوقل في كتابه ” المسالك والممالك “اكثر من ثلاثمائة معلم كُتّاب في مدينة بلرمو بصقلية وذكر ياقوت الحموي بأن كُتّاب ابي القاسم البلخي كان يضم ثلاث الاف طفل حتي انه كان يحتاج الي حمار يركبه حتي يتمكن من المرور علي جميع التلاميذ والاشراف عليهم ومن جهة اخري اهتم الخلفاء في العهد العباسي والسلاطين الايوبيين والعثمانيين بأمر الكتاتيب وذلك لدعم الجهاز الاداري للدولة وهنالك عدد من الوقفات التي تبين مدي عناية الخلفاء وافراد الاسر الحاكمة بتشييد الكتاتيب والانفاق عليها.
لا تزال الكتاتيب مراكز اتساع ثقافي وحضاري مهم في المجتمع ، تجمع ولا تفرق ، وتؤدي وظيفتها في تعليم القرآن الكريم واللغة العربية واسس التربية الايمانية المعتدلة ومحاربة الجهل والسطحية وبدأت تؤسس جيل قرآني علي مبدأ ايماني راسخ بأنه من اراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن اراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن ارادهما معاً فعليه بالقرآن.