كتب سيد عبد الرازق
…..
مَا الشِّعرُ؟
قالَ العَارِفُ الـمُسْتَوْثِقُ
“أَرَقٌ على أَرَقٍ ومِثلِيَ يَأرَقُ”
مِن فَوْضَوِيَّتِهِ يُخَلِّقُ مَارِقًا
والشِّعرُ لو كتبَ الحقيقةَ يَمرُقُ
فِي (سَيكُلُوجْيَاهُ) اضطرابٌ دائِمٌ
وَجَعٌ رَزِينٌ
وانتِشَاءٌ أحمقُ
طِفلٌ
أمامِ الشَّمعِ يثنِي زَندَهُ
ليَرَى الجدارُ ذِرَاعَهُ تَتَعَمْلَقُ
(دِكْتِاتُرِيَّةُ) شاعِرٍ فوقَ البَيَاضِ
يصوغُ ما شاءَ الخَيَالُ المُطلَقُ
والحرفُ رِيشُ حَمَامَةٍ
أغرَى بها حَبُّ المَجَازِ
بجوعِها تَتَطَوَّقُ
جوعٍ إلى الأضواءِ
أو لحبيبةٍ
لو أسقَطَتْ سِحرَ النَّصِيفِ
ستُشرِقُ
(تَتَمَسَّجُ) الكلماتُ فوقَ ضلوعِها
ليثورَ جسمٌ
بالفَضِيلةِ مُرْهَقُ
في القلبِ ما يكفِي الرِّثَا
لكِنَّمَا … يَا مُعجَمَ الأحزَانِ
ضِحْكِيَ أعمَقُ
يا (صَخرُ)
و(الخنساءُ) شيخُ طَرِيقَةٍ بينَ الرِّثَائِيِّينَ
ماذَا حَقَّقُوا؟
نَجتَرُّ دَمعَ مَحَاكِمِ التَّفتِيشِ ؟!
ثَمَّةَ ألفُ أندلِسٍ تُطِلُّ وتبصُقُ
نحنُ الهُرَائِيُّونَ
نَجلِدُ ذاتَنا
في (مَازُخِيَّتِـ)ـنا السِّيَاطُ تُمَوْسَقُ
وَجَعٌ إِرَادِيٌّ
لأنَّ مَصيرَنَا
بمصيرِ هَذِي (الأيقُنَاتِ) مُعَلَّقُ
نحنُ انتِهَازِيُّونَ
نُطلِقُ حِبرَنَا كَامِيرَا
تُصَوِّرُ مَا يُريدُ المُطلِقُ
فالوردةُ .. امرَأَةٌ / تَحَدٍّ سَافِرٌ للمَوتِ / مَقبَرَةُ افترِاَسٍ / مَوثِقُ
لُغَةٌ مؤُجَّلَةٌ / سَلَامٌ عَاجِزٌ / بِنتٌ تَضِيعُ / وثورةٌ تَتَفَتَّقُ
حَسَدٌ نِسَائِيٌّ / سُرَى أُسْطُورَةٍ / أصداءُ مُعجزَةٍ / سِلَاحٌ / بَيْدَقٌ
نحنُ الـمُرَابُونَ الذين تنبَّأُوا
شِعرُ النُّبُوءَةِ ثَديُنَا الـمُتَدَفِّقُ
مِن خلفِ مَكتَبِنَا
نُسَوِّقُ أَبحُرًا للحالِمِينَ
ونشتِهي أنْ يَغرَقُوا
نحنُ البِدَائِيُّونَ
عَصرَنَةُ الأنُوثَةِ لا تليقُ بشعرِنَا
إذ يَشْبَقُ
نحنُ اختِصَاصِيُّو الجمالِ
لِواقِعٍ
مِن غَيرِنَا يبدُو كئيبًا يَنعِقُ
لولا مَبَاضِعُنا
لمرَّتْ كُلُّ فاتنَةٍ بِلَا ذِكْرٍ
فَلَا تُتَمَلَّقُ
ولَمَا تمادتْ فِي اكتشافِ مَكَامِنٍ تحتَ القَمِيصِ
تَؤُزُّهَا إذْ تُورِقُ
لولا فُحُولَتُنَا
غَدَتْ عُذرِيَّةُ الأشجارِ
تمنَعُ عَاشِقًا يَتَسَلَّقُ
ولَمَا خرجْنَا مِن ثيابِ زَمَانِنَا
نُجلِي بصيرَتَنا
نخوضُ
نُهَرطِقُ
نحنُ ابتِكَارِيُّو التناقضِ
رُبَّمَا نَسَقٌ تَشَظَّى
أو تَشَظٍّ يُنسَقُ
نحيَا بكِيمْيَاءٍ مُشَوَّشَةٍ
فكلُّ خليَّةٍ فيها انفِصَامٌ مُقلِقُ
قُرَّاؤُنَا هُم (مِكْيَفِيلِّيُّونَ) أيْضًا
يَعبُرُونَ خِلالَنا كَي يُعتَقُوا
حتَّى إذا عبرُوا ضِفافَ قصيدةٍ
نظرُوا لها
فتصوَّفُوا وتزَندَقوا
هذِي العلاقَةُ يا قَصِيدُ غريبَةٌ
لكِنَّها رَغمَ الغَرَابَةِ تُعشَقُ
مبدع دائما