العالم الصفري
بقلم: عبد الستار الخديمي الجمهورية التونسة
لا دلالة للصفر إلا الفراغ .. اللاشيء.. إلا إذا اقترن بغيره من الأرقام .. تتابع الأصفار إلى ما لا نهاية بمفردها رغم كثرتها لا معنى له فهي جمع بقيمة الإفراد..
ضع أي رقم من الأرقام الفردية أو الزوجية وأتبعه بصفر ثم أصفار وكلما تضاعفت يصعب العد وترتفع القيمة إلى ما لا نهاية له ألف ثم آلاف ثم ملايين ثم بلايين ومليارات ..
العالم اليوم تشيّأ وأضحى صفريا، فكلما ترادفت الأصفار وراء الارقام الفردية أو المركبة زادت القيمة، المال قوام الأعمال وترادف الأصفار دلالة نجاح كاسح.
الاقتصادات العالمية الحديثة تتصارع برّا وجوّا وبحرا بكل الوسائل من أجل كسب موضع أمام الشمس وليس وراءها، لتكثيف عدد أصفارها وراء الأرقام.
العالم الليبرالي الحديث لا معنى له دون أصفار ولذلك جاز مجازا أن نسمي عالمنا بالعالم الصفري.
المعادلة الغريبة هي مفارقة عجيبة أن العرب وهم من اكتشفوا الصفر ولم يحسنوا استثماره، بالعكس أصبحنا نلهث لهاثا يقطع النفس وراء صناديق الإقراض الدولية للحصول على بعض الأصفار وراء رقم آخر بشروط مجحفة أحيانا، منى كل الحكومات العربية مع التنسيب طبعا مثل تونس ومصر وغيرهما كل شيء يرتهن موافقة المؤسسات الدولية المالية لتدور العجلة وتتواصل.
ألم يكن الأجدر بنا استثمار صفرنا الذي اكتشفناه حين كان الجميع نيام.