الفنان محمد فوزي
كتب الصحفية / نادية الصابر
محرر بقطاع الغربية جريدة ميتا الصحفية
من ابن رقم 21من وسط 25أخ،ومن طالب مزيكا فشارع عماد الدين زيه زي كتير غيره حلمهم الشهرة والمجد،من ممثل زي كتير من الممثلين الشاطرين فعصره؛لإنه يكون “محمد فوزي”.
بيبدأ يتحرك قطار محمد فوزي من طنطا بعد مقرر يسافر القاهرة وهو خالي تماماً من الأموال لكنه ممتلئ الطموح وهدفه الوحيد هو تحقيق حلم الشهرة والمجد اللي بدأ يلاحقه من وقت مغني في رحلة مدرسية وأكد له الجميع موهبتة الغنائية وقرر يسافر ويدرس المزيكا فمعهد فؤاد الأول .
واللي كان من الصعب علي أهله انهم يشجعوه أو يقدروا شغفة وحلمه وده ببساطة؛لإنه ابن وسط 25أخ.
ولكن بتبدأ أولي محطات فوزي بالفشل وبيسقط فوزي في امتحان الإذاعة كمطرب وينجح كملحن مما أصاب فوزي بالإحباط الشديد وقرر انه يسيب المعهد ويتخلي عن حلمه وتنقل بين الصالات اللي كانت منهم صالة”بديعة مصابني”.
اللي كانت تعتبر بمثابة أكاديمية فنون متكاملة خصوصاً انه تخرج منها فنانين كبار منهم (زينات صدقي،إسماعيل يس،تحية كاريوكا،سامية جمال،نجيب الريحاني وغيرهم كتير من الفنانين…).
وفصالة بديعة بيتعرف فوزي علي محمود الشريف ومحمد عبدالمطلب وفريد الأطرش وهنا كانت البداية لفوزي ولكن مازالت هناك مشكلة تطارده وهي سقوطه في إمتحان الإذاعة.
*المحطة الثانية*
الفرقة القومية للمسرح وهنا بيصادف الحظ فوزي وبيكون البديل ل”إبراهيم حمودة” في حفلات إحياء التراث لسيد درويش لكن العرض بيفشل وبيتعرض فوزي للفشل مرة تانية.
لحد سنة “1944”وبعد مدة طويلة من اختفاء فوزي وتنقله من فرقة لأخري.
بيقرر الحظ انه يحالف فوزي ويفاجئه بفرصة جديدة كتعويض عن الإحباط اللي صابة سنين واللي بتكون عرض من “يوسف بك وهبي” بإعطاء فوزي دور صغير في فيلم “سيف الجلاد” بالإضافة ان فوزي هيغني أغنيتين من ألحانة فيه
وفعلاً بينجح فوزي نجاح باهر وبيلفت الأنظار لدرجة ان مخرجين السينما كانوا بيتهافتوا عليه بس…
بيقرر الحظ مرة تانية يلعب لعبته مع فوزي وبتتوقف العروض اللي كان إحدي أسبابها رفض مخرج فيلم “أصحاب السعادة” وده بسبب امتلاك فوزي لشفاه مفلطحه،واللي بيضطر فوزي انه يسافر بسببها لندن لإجراء عملية تجميل.
*المحطة الثالثة*
ومن هنا يبدأ قطر محمد فوزي الإنطلاق نحو النجاح مرة أخري نحو بوابات السينما بعد متقفلت قدامة بوابات الإذاعة ليتحول فوزي من طالب فاشل في إمتحان الإذاعة لأشهر مغني وملحن في الفترة من سنة”1946،1956″.
وفي سنة”1947″بيأسس فوزي شركة”محمد فوزي للإنتاج السينمائي”
ووجود فوزي فالفترة دي سبب نجاح كبير للفن خصوصاً بعد اعتزال الفنان الكبير”محمد عبدالوهاب”.
وبتبدأ تبان عبقرية فوزي فالتلحين والغناء وقدرته علي استخراج أي صوت من أي شئ موجود حوله وانه يقدر يستخدم أكتر من مقام فنفس الأغنية.
ومن عبقريات فوزي :
في سنة”1954″ أثناء تصوير فوزي لفيلم”دايماً معاك” مع الفنانة “فاتن حمامة” قدر فوزي انه يستخدم صوت حركة الحانطور ويوظفها كلحن لأغنية “طير بينا يقلبي” وفي نفس الفيلم استخدم صوت القطر والفلنكات فأغنية “اللي جرالك كان يا ما كان”.
أغاني محمد فوزي هي الأغاني اللي مبتطلعش ترند وفترة وتختفي لكن مكملة معانا لحد النهاردة زي مثلا
(هاتوا الفوانيس يولاد ، يولاد بلدنا يوم الخميس ، تعب الهوي قلبي ، ليا عشم وياك يجميل ، الشوق ، مال القمر ماله ، اللي يهواك اهواه وأغاني تانية كتير… وأهم وأعظم أغانيه “داوي الهوى بالهوى”اللي اتعرفت عليها عن طريق نادر أخويا .
فوزي أول حد غني للمسحراتي، ده كمان عاصرنا طفولتنا حتي وهو مش موجود ب “ماما زمانها جاية” و”ذهب الليل”
وأول واحد يستخدم صوت البشر فالموسيقي واللي أخذنا منه فكرة الكورال زي معمل مثلاً أغنية “كلمني طمني وارحمني”
وكان من أوائل الناس اللي غنوا للشاعر “أبو نواس”
ومش بس كده ده كان سبب فشهرة بليغ حمدي وهو اللي عرض ألحانه علي العظيمة أم كلثوم اللي كانت حلم لفوزي ولأي ملحن انه يلحنلها أغنية واحده من أغانيها.
وبيقرر الحظ يحالف فوزي مرة تانية أثناء الإحتلال الفرنسي للجزائر لما بتقرر المقاومة انها تعمل نشيد حماسي للشعب يشجعة عالمقاومة واللي اتعرضت كلمات الأغنيه علي كثير من الملحنين اللي فشلوا لحد م في سنة “1956” بالصدفة التامة بيكون فوزي موجود في “إذاعة صوت العرب” .
وبيقرر يغني النشيد وبينجح نجاح باهر .
وبتقرر الجزائر إطلاق اسمة علي المعهد الوطني العالي للموسيقي ومنحة وسام الإستحقاق.
فوزي مكانش بس ملحن ومغني عبقري ولا مجرد ممثل شاطر
ده كان كمان ضد سياسة الإستعمار ورافض سيطرة الإحتكار الأجنبي عالسوق وقرر فوزي يفتح مصنع *مصرفون* لصناعة الإسطوانات بدل من صناعتها فالخارج.
وفجأه..
بيفتح محمد فوزي عينه علي الواقع المرير بكل كئابتة وحزنه ..
بيبدأ بدخول زوجتة كريمة فاتنة المعادي كما يطلق عليها وهي بتديله علاج واللي بيكون رد فوزي عليها ان العلاج مبقاش قادر يسكن شعوره بالحزن علي خسارة الشركة نتيجة تأميمها ، وفصل اسم فوزي عن أي نجاح بالشركة ، ولا ضياع حلم عمره ولا ضياع ضحكتة اللي كانت سبب في حب الناس ليه ، ولا حتي تخفيف ألام ظهره اللي عجزالأطباء عن علاجها ومعرفة سببها لدرجة ان الأطباء أطلقوا عليه”مرض محمد فوزي”
ويكتب فوزي أخر كلماتة الأخيرة:
(منذ أكثر من سنة وأنا أشكو من ألم حاد في جسمي،فقد يريحني الموت من هذه الآلام التي أعانيها،وقد أديت واجبي نحو بلدي وكنت أتمني أن أؤدي الكثير،
تحياتي لكل إنسان أحبني ورفع يده للسماء من أجلي وأخيراً تحياتي لأولادي وأسرتي).
وفي”20 أكتوبر 1966″وصل قطار محمد فوزي لمحطة النهاية بس المرادي القطر مبيوصلش بيه لوحده زي مبدأ أول محطة وبتكون جنازة محمد فوزي من أطول الجنازات في تاريخ مصر .
بيمشي فوزي وهو سايب وراه 400أغنية ، 36فيلم ، وابتسامة جميلة.