انتشرت البهجة والسرور وعمت المساجد أصوات التكبيرات وتطايرت نسمات الفرح بين هنا وهناك وأرتفعت التكبيرات وإقيمت صلاة العيد في الساحات والمساجد بعد عامان من غيابها بسبب وباء كورونا الذي جعلنا نرضخ له فتره خوفا من تفشي الوباء بشكل أكبر، ومع قرار استقبال المساجد والساحات صلاة عيد الفطر أرتدي الجميع ما هو جديد واجتمع جموع المسلمين فرحا بقدوم العيد وعلو التكبيرات لعلها إشاره خير لإنتهاء أيام عصيبة مرت علينا جميعا جراء هذا الوباء ، ليذهب كل فرد لأخر ليتبادلوا التهاني والأفراح، واختلفت مظاهر الإحتفال بالعيد وتنوعت بشكل كبير ما بين أهل المدينة و أهل القرى ، ففي المدينة تتنوع الاحتفالات ولكن بأشكال مقننة أو تكاد تكون منعدمة ، فعدم التماسك و المعرفه المسبقه المتواجدة بشكل كبير في المدن بين الجيران والأفراد يكون هناك فتور في الكثير من المجاملات والمعاملات بين الأفراد والجيران بعضهم بعض لانشغالهم بمشغوليات ودوامه الحياه التي تجعلهم ينسوا ويتناسوا أحيانا الكثير من تفاصيل الحياة الممتعه التي تجعلهم متماسكين ومترابطين بشكل كبير ، ويعيش كل أسره بمفردها دون الإختلاط أو السؤال عن أحد ، ومنهم من يسعون إلي الراحه والهدوء دون إنخراطهم في أي أمور إضافيه لحرصهم علي أخذ قسط من الراحه لتعوضهم عن تعب الأيام التي أرهقتهم في مشاغل الحياة، ولذلك تخلوا المدينة بشكل كبير من مظاهر إحتفالات العيد ، فالكثير منهم يلجؤون إلي السفرللمناطق الساحليه لتحقيق هذا المبتغي والهدوء أمام أمواج البحر والهواء النقي وعلي الرغم من هذا فيوجد الكثير من الناس يفضلون المشاركة في فرحه العيد وجمع الاحبه ووصل الود والتماسك بين العائله من خلال العوده إلي جذور معيشتهم وتربيتهم في العديد من القري المختلفه التي ينتمون لها ، فيشعرون فيها بمعني فرحه العيد التي يمارس فيها الكثير من العادات والتقاليد الجميله التي تشعر الفرد أنه ليس عيد فقط ولكنه معني للكثير من ترجمه لمعاني الفرحه الداخليه للإنسان ومنها لم الشمل والعزوه بين الأقرباء والجيران والأحباب ، ووصل الأرحام حيث يصبح بيت العائله فاتح أبوابه لكل إبن وحفيد و لكل زائر مما يجعل البيت ينبض من داخله بأصوات وتهاليل الفرح والتهاني والمباركه ،كما يخرج من داخله جميع أنواع الكرم والضيافه التي تزيده بركه وفرحه، فهذه قيم وعادات يتم غرزها داخل أبنائنا دون أن يشعرون وتأسيسهم بدون كلام ولكن بتصرف الأباء ،فكيفيه إيصالهم فكره التماسك الأسري والجود والكرم والسؤال علي الأرحام، وزياره المريض والمساعده للمحتاج تجعل الأباء قدوه للأبناء يقتدوا بهم ليكونوا نشئ صالح متحاب فتذيدهم هذه العادات والطقوس والأعراف علي الأصل أصلآ متمسكين بلمه العائله ونشر الفرح داخل الأعياد . وعلي الرغم من التنوع في شكل الإحتفال سواء في المدينه أو القريه إلا أن العيد يبقي داخل مصر له طابع مختلف لان مصر من البلاد العريقه التي تعد وترسخ الكثير من أسس وجواهر القيم والعادات التي إكتسبتها من الكثير من العهود الدينيه المتواليه والتي غرزت الكثير من الطقوس والقيم بشكل كبير جعل مصر ذات الوجه المشرق المتحدث عن نفسها بفضل أصالتها وعراقتها مما أكسب للعيد رونقه وجماله الخاص التى لا يمكن أن تجدها خارج أحضان أم الدنيا.