كتبت امل زيادة
عاد وسام لمنزله وبمجرد أن خلى بنفسه في غرفته … جلس يتابع اخبار شركتة عن طريق التواصل مع شريكة وصديقة مصطفي عبر شبكة الانترنت ، كان قد
اسس شركة للاستيراد والتصدير بعيداً عن والده ونفوذه ،
لانه اراد ان تكون البداية عصامية ، وتذكر الموقف الذى حدث في المسرح …
وابتسم وهو يتذكر ملامح الدهشة على وجهها عندما كان يتحدث معها ….. ، ألقى بجسده على السرير وأغمض عينيه وهو يتذكر وجهها … متعجباً ، لم ارى فتاة في … جرأتها …. صراحتها ….. ثقتها بنفسها ……….. ملامحها الهادئه الجميلة البسيطة ….
*******
وفي اليوم التالى جلس وسام حول المائدة مع اخيه ووالدته لتنأول الافطار.
قالت والدته : اين اختفيت امس ؟ سأل عليك الجميع !
تنأول الخبز وشرع يأكل وهو: كنت اتابع المسرحية بصفتي متفرج عادى .
ضحك اخيه قائلاً :
مغامرة جديدة من مغامرات ابنك المشاكس .
ضحك وسام قائلاً : يمكنك تصنيفها على هذا النحو .
قالت والدته باسمة : انا شخصياً استمتعت كثيراً بالعرض ماذا عنكما ؟
وسام- العرض كان جيداً بالفعل .
وليد – اتفق معكم تماماً فيما تقولون .
ومال على وسام قائلا : عندما تخطط للهروب ضعنى في الحسبان .
رد وسام وهو يتابع تنأول طعامه : اتفقنا
*************
بعد عدة ايام
و
في قاعة المؤتمرات جلس رئيس الجمهورية على المنصة هو ووزير التعليم العالي ورئيس الجامعة
وفي المقاعد الامامية جلس الاساتذة وكبار مسؤلى الدولة ،
و.. وسام واخيه وليد .
وبدأ المؤتمر بتقدمة من وزير التعليم العالى الذى شدد على اهمية العلم وجهود الدولة لمكافحة الامية وتعرض لاهم المشاكل التي تواجه الدولة والتحديات الدولية والإقليمية . والدور الذى تلعبة الجامعات في تشكيل وجدان الاجيال الجديدة .. وسط الطفرة العلمية التي تشهدها الساحة الدولية والمصرية .
ثم اعطى الكلمة لرئيس الجمهورية الذى القى كلمة شرفيه محييا فيها رجال العلم والعلماء والحضور .
في هذه الاثناء كان وسام ووليد اخيه يستمعون لما يقال بفتور لانهم اعتادو ا على سماع هذه الكلمات من قبل .
وكانت امانى تراجع اهم النقاط التي ستطرحها للنقاش .
بعد قليل انتقلت الكلمة لرئيس الجامعة الذى بدورة مرر الميكرفون لعميد الكلية الذى تكلم بايجاز،
تاركا المايك لامانى ومن يليها .
وقفت امانى امام المايك وهي تلقى كلمتها بجدية وحرفية ..
لم ينتبه وسام اليها لانه
كان في هذه الاثناء يتحدث مع صديقة عبر الانترنت كاتباً له : انا سجين مؤتمر علمي .
وبدرت منه التفاته تجاه المنصة وجدها تقف امامه وهي تسترسل في الكلام وتتحدث بطلاقة .
اعتدل في جلسته بأهتمام وهو يدقق في ملامحها ثم تراجع بظهرة للخلف مستندا على المقعد وهو يتابع ما تقول ووجهة لا تفارقة الابتسامة .
وغمغمم قائلاً : انت مرة اخرى .! حقاً رب صدفة خير من الف ميعاد .
همس وليد له : لا افهم شيئا مما يقولون لن اثق بك مرة اخرى .
اضعت عليا نزهتى مع رفاقي .
نظر اليه وسام باسماً لحظة ثم تعلقت عيناه بها واخذ يتأملها ويتأمل ملامحها.. باعجاب
كانت نحيفة متوسطة الطول ، وجهها مستدير وشعرها حالك السواد ينسدل على ظهرها وكتفيها
فمها منمم وشفتيها ممتلئة قليلا وعينيها واسعتين بنية اللون تخفيها خلف نظارة طبية سميكة .
وانفها منمق .. تنهد وهو يتفحصها بروية وشرد وهو يتذكرها في المسرح .
وانتبه عندما سمع تصفيق الحضور بعد ان انتهت من القاء كلمتها .
ظل يتابعها ببصره وهي تنصرف وجلس متنهداً بقوة وهو يشعر بدقات قلبه تتسارع . متمنيا ان ينتهي المؤتمر بأسرع وقت حتى يتسنى له رؤيتها عن قرب .
وبعد ما يقارب الساعة انتهت فعاليات المؤتمر وبدأ الجميع في الانصراف .
اسرع وسام بالخروج من البوابة الرئيسة التي يخرج منها كبار الزوار حتى يتسنى له الوقوف في مكان واضح كى يراها ، وجد بالفعل الحضور يقفون في مجموعات متفأوتة الاعداد بمجرد ان رأوه اقبلو يتصافحون معه وهو يجول ببصره باحثاً عنها ، اثناء تجاذبة لاطراف الحديث معهم .
في حين كان والده يقف مع بعض المسؤلين يتصافحون فيما بعضهم البعض وهم يتناقشون في بعض الامور ..
اخذ وسام يبحث عنها وسط الموجودين ولمحها عن بعد وهي تقف برفقة احد الاشخاص وهي تعدل نظارتها وتتطلع لساعتها بين الحين والاخر .
وقف مكانه وهو يقول لاخية هامساً: لم يكن سيئا الى هذا الحد اعترف .
همس وليد : يا رجل الخروج برفقة الاصحاب افضل من المكوث هنا مائة مرة .
رد وسام باسماً وهو يلقي عليها نظرة بين الحين والاخر : حسناً اعترف ان الامر كان مملا قليلاً .
وجدها وسام تقترب من المكان الذى يقف فيه وهي تتحدث مع احد الموجودين باهتمام بالغ ،
ابتسم وهو يلقى عليها نظرة وبدرت منها التفاته وهي تتحدث مع مرافقها وجدته يتنحح بأرتباك
عادت لمتابعة حديثها .. بخجل . بينما التف حوله مجموعة من المسرلين يتجاذبون معه اطراف الحديث .
حأول الاستذان منهم و
الاقتراب من المجموعة التي تتواجد بها .
و الانضمام للحوار، لكنه فوجىء بوالده يخرج من البوابة الرئيسية و الحرس يلتفون حوله .
واقترب منه اشرف قائلاً : هيا يا سيدى .
اطرق براسه لحظة بضيق ثم القى نظرة عليها وجدها تصافح رئيس الجامعة .
غادر المكان وهو يقول محدثاً نفسه : ليتنى انعم منك بنظرة اخيرة قبل ان انصرف .
لكنها كانت تتحدث مع رئيس الجامعة باهتمام بالغ وجدية .
رضخ وسام لاشرف وغادر المكان ، في حين القت هي نظرة لاحقة عليه وهو يغادر المكان دون ان ينتبه وهي تحأول ان تتذكر اين رأت هذا الوجه ؟ هي تعلم انه ابن رئيس الجمهورية وهو شخصية معروفة بالطبع لكنها تشعر انها تحدثت معه من قبل .. لكنه ابن رئيس الجمهورية وهي لم تتحدث معه من قبل قط ..!!!
***********
في اليوم التالي
شعرت امانى انها ليست بخير ومجهدة .. ، فقامت بأبلاغ العمل وظلت في المنزل .
و … جلست تتصفح أحدى الصحف اليومية وهي تشرب كوب شاى عندما دق جرس البيت ..
قالت أمانى : أماه … أماه … سأفتح أنا الباب …
فتحت الباب
وجدت شخص يرتدى ملابس رسمية ، بذلة سوداء ويضع سماعات في أذنه ويمسك في يده جهاز لاسلكي وخلفه شخص آخر يمسك باقة ورد …
يقول : أين أضعه ياسيدي ؟
سعلت أمانى وهي تنظر الى الشخص الذى يرتدى بذله قائلة : ضعه هناك . واشارت الى منضدة صغيرة في احد اركان الشقة .
وضع الرجل الورد وأنصرف بسرعة
في حين
التفتت أمانى الى الشخص الأخر بتساؤل
أعطاها ظرف صغير دون أن يتحدث .. فتحت الظرف وجدت بداخله كارت صغير مكتوب عليه …..(اتمنى لك الشفاء العاجل … ) …. !
نظرت الى الرجل بتساؤل .. ولكنه أختفي وتركها في حيرة … !
جاءت والدتها وجدتها تقف ويبدو على وجهها الأندهاش والحيرة
قالت أمها : مِن … مَنَ هذا الورد ياأبنتى ؟
فقالت أمانى وهي تخفي الكارت : لاادرى .. !
ربما كان من أحد معجبين هيثم هل نسيتي أننا نقيم مع فنان !
***********
اخذت تتصفح الجريدة وهي تحدث نفسها قائلة : ترى من ارسل هذا الورد ولماذا لم يفصح عن نفسه اذا كان احد الزملاء في الجامعة كان سيوقع بأسمه على الاقل !
*******
وفي المساء جاءت صديقتها منى لزيارتها
قالت منى: علمت عن طريق وكالات الأنباء أن ناقدنا الفنى
والمرشحة لنوبل في العلوم وصديقتى الغالية مريضة .
قررت أن أقوم بزيارتك وأعطتها حقيبة فضحكت أمانى وقالت مازحة : ما هذا ليمون ! لقد تدمرت الميزانيه
ضحكت منى : تدمرت بشكل غير معقول …
أخبرتها أماني بما حدث في المسرح
ردت منى ضاحكة : تشاجرتى مع الرجل يا إلهي انت خطر على الأمن . ومن يكون يا ترى ؟
ضحكت أمانى قائلة : لست ادري،
ربما كان احد رجال الامن لانه عندما سمح لي بالدخول ، لم يعترض الاخرين ؟
– لم اكن اعتقد انك من هذا النوع يا اماني ؟
– اي نوع لا افهمك جيداً ؟
– اقصد من مثيري الشغب . وانفجرت ضاحكة
تعلمين اننى لست من هذا النوع لكنى لا افرط في حقي .
– اعلم اعلم كنت امازحك والان استمعي الى هذا الاقتراح
– بما أنك في أجازة فلماذا لا تستثمريها ؟
– وكيف يكون ذلك ؟
……. تعلمين اننا لم نكن نفوت رحلة أو مسابقة رياضية الا واشتركنا بها ، وكنتى دائماً الأولي في اى نشاط رياضي .
– والمطلوب ؟
– نذهب الى النادي للتدريب مرة اخرى .
– فكرة جيدة
– أتفقنا … بمجرد أن تشعري بتحسن أخبريني …..
.. أخذتا تتجاذبان أطراف الحديث وضحكاتهم تملأ المنزل
*************
وبعد أن أنصرفت
ظلت أمانى في غرفتها مستلقية على السرير وتذكرت الكارت أخرجته وقرأته مرة أخرى متسائلة : هل هذه مزحة من أحدهم …! ، كانت هذه المرة الأولى التي تتسلم باقة ورد ولا تعلم من المرسل …..
سمعت صوت طرق على باب غرفتها … أخفت الكارت بسرعة …
وهي تقول : تفضل ….
دخل هيثم الذى قال مازحا ً : كيف حال ناقد العائلة اليوم ؟ …..
– بخير يافنان …
– تفضل ، كان حفلاً رائعاً وأديت دورك بأتقان… أخبرنى كيف كان العشاء ؟
– كان مذهلاً … ليتك كنت معي . تدرين جميل أن يكون هناك تقديراً معنوياً للفنان تحدث معنا السيد الرئيس وكأننا أبناءه ،
– ممتاز كنت اتخيل ان هؤلاء القوم منعزلين عن الشعب ولا شأن لهم الا بالحاشية والبطانة التي حولهم فقط
– انا ايضا تفاجأت مثلك لكن لا اخفي عليكى كانو يتعاملون معنا بصفة ودية ومن يعاملنا بتعالى كان بعض الوزراء ومعأونيهم .
– امر عجيب حقًا ، المهم في الامر انك سعيد .
– جلس على مقعد مقابل لها ثم قال بأهتمام وجدية :
أخبرينى … هل تشاجرت حقاً مع أحدهم كما علمت ؟
– لا ليس بالضبط … كان نقاش
– أذن معلوماتى تفتقر للدقة
ضحكت دون تعليق ………….
اخذ يقص عليها كل مادار اثناء العشاء وكيف انضم اليهم نجلي الرئيس وكيف ان ابناءة يهتمون بالفن واسترسل في وصف احداث اليوم بسعادة وهي تنصت بأهتمام لما يقوله .
**********
وفي اليوم التالى شعرت أمانى بتحسن فقررت أستغلال الوقت كما نصحتها صديقتها ذهبت لتسجيل في النشاط الذى تجيده
وهي رياضة الرمايه وأنضمت لها صديقتها لاحقاً وعلمتا أن النادى ينظم بطولة في الرماية في نهاية الشهر الجارى فقررتا أن تنضما للمتسابقين .
******
وبعد انتهاء الأجازة عادت أمانى للعمل بنشاط وحيويه
وفي يوم من الأيام و بعد انتظامها في العمل فترة غير قليلة وأثناء تواجدها في مكتبة الكلية . التي كان بها بعض الطلبة والطالبات الذىن يدونون بعض المعلومات التي تفيدهم في ابحاثهم العلمية .
كانت مستغرقه في مراجعة بعض الابحاث فوجئت بشخص له وجه مألوف يجلس قبالتها قائلاً : مرحبا …. رفعت وجهها عن الأوراق التي أمامها
وجدت شاباً يبتسم في جاذبيه هامساً مرة أخرى : مرحبا . …
أستطاعت التعرف عليه بسرعة
قالت مندهشه : أهلا … !
رد هامساً : هل تسمحين لى بالتحدث قليلاً معك ؟
– ولما لا … ؟
وأثناء لممتها لأوراقها قالت : هل وجودك هنا صدفة ؟
أبتسم قائلاً : بالطبع .
نظرت إليه لحظة غير مقتنعة …
قال باسماً وهو يفسح لها الطريق كى يغادرا المكتبة : ماذا …. تبدين غير مصدقة ما أقول … !
ردت باسمة : لا ….. لا
وأثناء سيرهم في أروقة الجامعة
– والآن …. ما الأمر الهام الذى تركنا المكتبة من أجله ؟
– اجاب بأرتباك وتردد : أخشى أن لا تصديقننى ؟
صمتت لحظة ثم قالت : هذا يتوقف على ما سيقال . كانت مبادره مطمئنه منها …
فتشجع قائلأً ً : في الحقيقة الأمر معقد قليلاً .
نظرت إليه لحظة ثم
قالت بجدية : إذا كان الأمر معقد على هذا النحو فلما لا تبحث له عن حل مع أحد غيرى ….!
صدمه جوابها فقال بحذ ر: جئت لرؤيتك …. لاحظت انك مريضة اثناء تواجدك في المسرح
و تعجبت من اصرارك على الدخول رغم كما لاحظت لم تتابعي الا فقرات قليلة .
حدقت بوجهه لحظة ثم قالت بأنفعال : هل كنت تراقبني ؟
رد بسرعة : لا .. اقصد .. نعم
الحقيقة الامر مربك !
لكن ما انا متأكد منه ان اصرارك على الحصول على حقك وجرآتك في مطالبة التحدث مع المسؤل رغم علمك بأهمية الموجودين وثقلهم لا ينم الا عن شخصية شجاعة وفريدة .
قالت وهي تلتفت إليه في عصبية وقد استفزها كلامة : أسمع يا سيدى ، تعلمت الا اخاف مخلوق قط ثم يبدو أن هناك سوء تفاهم لو كنت كما تقول لكنت حصلت على أبسط حقوقى وهي البعثة ، رغم أنها حقى قانوناً فأنا أقدم الموجودين وأعلاهم تقديراً ….
قال ببساطة : و لماذا لم تحصلى عليها ؟
ردت بعصبية : المحسوبية يا سيدى …. مرحبا بك على كوكب الأرض … ! ثم لماذا أخبرك بكل هذا …
وهمت بالمغادرة .. لكنه أوقفها قائلاً : لحظة ارجوك ..
نظرت اليه منتظرة ان يتحدث ..وهي تعدل من وضع نظارتها بأرتباك واضح ..
– آنستى قد تعتقدين أننى أتطفل عليك وقد تفسرين كلامى خطأ لكنى أشعر أنك شخصية جديرة بالأهتمام ، وهذا ما دفعنى لمراقبتك أثناء الحفل …
– وأردت الأطمئنان عليك ولم أدرى كيف ؟ وبقليل من البحث استطعت الحصول على عنوانك
وأرسلت لك الورد .
اتسعت عيناها بدهشة والجمت المفاجأة لسانها
ابتلعت ريقها وتنهدت بقوة قائلة : مهلاً ….
وتذكرت الرجل الذى كان يرافق الذى احضر باقة الورد , كانت هيئتة وملابسه تدل على انه احد الحراسات الخاصة لشخصية هامة ..!
غمغممت بخجل : كيف لم انتبه
ثم التفتت اليه قائلة :
آسفه … اعتذر لانى أنفعلت عليك ….
كانت تشعر بالأحراج لانها تعاملت معه بهذا الشكل الفظ ..
قال باسماً وهو يتنهد في راحة : آمل الا أكون مسبباً لك اى ازعاج .
قالت وهي تعدل نظارتها بأرتباك : لا أطلاقاً . أكرر أسفي …..
هل تسمح لى بأن أدعوك لتنأول أي شيء .
– ولما لا .
– حسناً هيا بنا
وفي الكافيتريا جلست قبالته و أخذت تتأمل ملامحه أثناء تحدثه إليها
قالت بجديه :هل تعلم أننى لا أعرف أسمك حتى الآن !
قال ضاحكاً : …. الوضع كان مربكاً ولم تتح لى الفرصة لنتعرف جيداً .. أو اقدم نفسي .. أنا …………
قاطعته و هي تمسك الكارنيه الذى يعلقه على قميصة قائلة : أشرف
كان تصرفها مفأجاه لم يتوقعها همَ بالنفي .. ولكنه تردد .. وتساءل ماذا لو أخبرها أن هذا ليس أسمه كيف سيفسر لها الأمر ؟ وكيف ستتقبل الوضع … لاحظت أمانى أنه شرد لحظات
فقالت أستاذ …. أستاذ هل من خطب ؟
رد نافياً : لا…. لا.
نظرت إليه باسمة و قالت : كيف عرفت مكانى ؟
قال لها باسماً : ليس من الصعب العثور على معلومات تتعلق بالفنان هيثم كامل
ضحكت قائله : الآن بدأت افهم
نظر إليها باسماً دون تعليق …
قالت في جديه : أخى والتوصل إليه أمر يسير ، نسيت اننا نقيم في نفس المنزل ….
نظرت إليه لحظه بحذر ودقه،
ثم قالت وهي تتراجع بظهرها للخلف وهي تعقد ساعديها أمام صدرها :
و الآن أخبرنى كيف عرفت أننى هنا ؟
– أنسيت من أكون ؟
– حقاً من انت ؟
قال ضاحكاً: سأعيد ما قلته من قبل …. أنا أشرف أعمل في الحراسات الخاصة لفخامة السيد الرئيس
قالت في أهتمام : حقاً …. لم تكن المدير المسؤل في المسرح ؟
– ومن قال ذلك ؟
هي بتعجب : اعتقدت ذلك ؟ والا لماذا سمحت لى بالدخول أذن ؟
رد مازحاً : لست أدرى … يمكنك أن تقولى شفقة ؟ رأفةً بحالك وقتها ….!
هتفت في أستنكار : شفقة … هل ترانى أرتدى ملابس ممزقة أم أخبرك أحدهم أننى أتسول في الحسين .
يبدو انك تمتلك قلب رحيم .
أنفجر ضاحكاً وهو يقول : من قال هذا ؟ …الأمر وما فيه أننى لاحظت أنك مريضة وسبق وأخبرتك لفت نظرى أصررارك على الحصول على حقك …… ثم كيف تكونين أخت محمود عبد الرحمن ولا يسمحون لك بالدخول ؟
نظرت اليه بدقة قائلة : من انت ؟ لا يعلم أسم أخى هذا إلا قلة نادرة جدا ً
– أخبرتك .
نظرت إليه غير مقتنعه بكلامه مما دعاه للقول : ما الأمر ؟
– لست أدرى ….. أشعر أن هناك أمر تخفيه
– ما الذى دعاك لقول ذلك … !
اشارت خلفه قائلة : هؤلاء
ألتفت للخلف وجد أشرف و بعض رجال الأمن يبحثون عنه في أنحاء الجامعة .
– وما أدراك أنهم يبحثون عنى …. !
– يمكنك أن تقول الحاسة السادسة .
و فجأة تعالى صوت رنين هاتفه المحمول
القى نظرة على المتصل قائلاً : عفواً …
لابد أن أ جيب على الهاتف
– تفضل … خذ وقتك .
قال وسام مجيباً على محدثه : حسناً أمهلنى خمس دقائق و سألحق بكم انتظرونى بالخارج .
كانت تتأمل ملامحه وهو يقف بالقرب منها وهو يتحدث ، كان ممشوق القوام رياضياً
وسيماً قمحي اللون .
أقترب منها قائلاً في أسف واضح : يبدو أن هناك أمر هام يستدعونى من أجله.
نظرت في ساعتها و قالت ببساطة : وأنا أيضا ً لدى محاضرة بعد قليل .
صافحها بقوة قائلاً : أغفر لى فضروريات العمل أقوى منى يوماً ما ستقدرين ذلك …. سامحينى .
ردت متعجبة : لا داع لكل هذا ….
– كنت أتمنى لو جلست معك أكثر .
– لا عليك . اتفهم الامر .
التفت إليها قائلاً بتردد : هاك رقم تليفونى هل أكون طماعاً لو سمعت صوتك ؟
نظرت إليه لحظة كانت عيناه تتطلع اليها برجاء شعرت بالخجل وهو يتطلع اليها بهذه الطريقة
وبأصابع مرتعده …. أخذت الرقم قائلة : لست أعدك .
تنهد بقوة قائلاً : سأدعوا الله أذن .
قالت باسمه : كلنا ندعوه .
نظر إليها طويلا ً قبل أن ينصرف مودعاً اياها بابتسامة جذابة ..
كانت نظراته وتصرفاته معها والطريقة التي توصل بها إليها لفتت انتباهها كانت في البداية غير مهتمة ولكن نظراته إليها جعلتها تتساءل لماذا يفعل ذلك ؟ وبدأ يشغل تفكيرها رغم الحرص الذى تتعامل به معه بحكم أنها أول مره تتعرض لمثل هذا الموقف . اثناء اخراجها لمفتاح السيارة من حقيبة يدها وجدت الكارت الذى ارسله مع باقة الورد اخرجته واعادت قراءته باسمه وهي تغمغم .. وعرفنا من صاحبك اخيراً .
****
وخارج اسوار الجامعة ركب وسام سيارة سوداء ذات زجاج اسود وجلس في المقعد الخفي وجلس بجوار السائق اشرف الذى قال : كيف سارت الامور ؟
ابتسم وسام قائلاً : تمام
انطلقت السيارة مخترقة الزحام وكان وسام يبدو شارداً
وكان يحدث نفسه قائلاً : جميل ان يخرج الانسان من شرنقته !
والاجمل ان الخروج برغبتى والتغير يكون شاملاً .
كان يشعر بسعادة واطمئنان وكأن تعرفه على اماني يعد اكتشافاً يماثل في اهميته اكتشاف الامريكتين ،
مما قد يقود جموحه الى بر الامان .
كان متأكد ان شخصيتها مختلفة عن مثيلاتها ، وبدأ يعتاد على لعبة تبادل الادوار .
وكان ارتياحه منبعة انها تتعامل معه كأنه شخصية عادية وليس بشخصيته الحقيقة
واتخذ قراره في جزء من الثانية وقرر ان يتابعها .
وشعر براحة كبيرة لاتخاذه هذا القرار.
*********
وبعد لقائهم بما يقارب الاسبوع …. و بعد يوم مرهق لأمانى حيث كانت فترة اختبارات وكانت مشغولة لاذنيها في تصحيح الاختبارات و متابعة بحثها ومشروعها .
ذهبت لتركب سيارتها وعندما أقتربت من السياره وجدت أحد الأطارات مثقوب ….
هتفت قائلة بسخط : لااااا و
أخذت تتلفت حولها وجدت الحارس يأتى مهرولاً وهو يقول : حالاً يا دكتورة ، سأبدل الاطار .
أومأت برأ سها في هدوء وأخذت تسير جيئاً وذهاباً . … وهي ترى الحارس يقوم بتبديل الاطار المثقوب
وشردت وهي ترى رفاقها كل منهم في طريقة للمغادرة وبعضهم عرض عليها ان يقوم بايصالها في طريقه لكنها رفضت بتهذيب .
ورن جرس الهاتف ، عندما رأت الرقم تسارعت دقات قلبها فرحاً
اجابت على الهاتف قائلة : مرحبا … كان وسام هو المتحدث .
– مرحبا ….. كيف حالك يا دكتورة ؟
– بخير
– انتظرت منك مكالمة
– انشغلت كثيراً الايام الماضية اعتذر .
– ترددت كثيراً قبل الأتصال رغم أنك قد لا تتصورين ماذا تعني لى هذه المكالمة
– أحقا ً!
– أقسم لك!
– أعذرنى على ردى المقتضب فأنا عديمة الخبره في مثل هذه الأمور .
– وأنا سعيد بهذا …. أين انت الآن ؟
– في الجامعة .. لقد تعطلت السيارة وبانتظار أصلاحها .
وجدت الحارس يقترب منها …..
قالت لوسام لحظة يبدو أنهم انتهو ا من أصلاحها .
جاء الحارس وهو يقول : آسف يا دكتورة هناك عطل أيضاً في البطارية .
سيستغرق التصليح بعض الوقت .
– حسناً سأنصرف أنا , تابع انت تصليحها .
– عادت لمحادثة وسام
– قائلة
– آسفه تركتك على الهاتف .
– لا عليك …. كيف تسير الامور ؟
قالت مازحة : يبدو أن بندقه ستحتاج عملية أنقاذ سريع من الواضح أن الأمر سيستغرق بعض الوقت .
– انتظرينى دقيقة وأكون عندك .. أسمحٍ ِ لى أن أكون منقذك .
قالت بسرعة : لا داعى … سأستقل تاكسى .
قال في حزم : لا تتحركى من مكانك وأغلق الهاتف .
قالت معترضة : لا .. انتظر .. و لكنه كان قد أغلق الهاتف
و بدرت منها التفاته للخلف
وجدته قادماً من بعيد بخطوات اشبه للركض وعندما دنا منها أبتسم في عذوبة وهو يمد يده مصافحاً إياها قائلاً : هل تأخرت ؟
هتفت بأستنكار : انت …. كيف …. ؟ لا تقل أنك من ……..
قاطعها قائلاً : دكتورة … لا تفكرى كثيراً هل ستأتين أم سنقضى باقى اليوم هنا في الجراج .
قالت له باسمة : لن أسامحك إذا كنت انت من تسبب في تعطيل السيارة .
قال ضاحكاً بخبث : واذا كنت .
نظرت إليه وهي تسير برفقته قائلة : لست ادرى ماذا أفعل ربما طلبت معونة من صندوق النقد الدولى .
– بالله عليك الا تشتاقين لركوب سياره فخمة .
– لا اهتم بموديل السيارة المهم عندى هو الوصول للمنزل .
تعجب من ردها ثم قال : و لكن هذا لا يمنع أن تجربى .
وفتح باب السياره لها .
قالت وهي تركب السيارة : وااأو….هل هذه السياره ملك لك أم…
قال ببساطة وهو ينطلق بالسيارة : لا أنها تابعة للعمل .
– هل تعنى أنها تابعة للرئاسة ؟؟
– أجل .
– في هذه الحالة أفضل آلا أ تكلم .
– لماذا ؟
– ماذا لو كانت بها أجهزة تصنت أو تتبع !
ضحك طويلاً …..
مماجعلها تشعر بالضيق : علام تضحك .. !
قال ببساطة : يبدو أنك تشاهدين أفلاماً بوليسية بكثرة .
ققالت محأوله تغيير مجرى الحديث : الأسبوع القادم لدي بطولة في الرماية … هل ستأتى ؟
في نادى الرماية بالهرم .
– حقاً ، هل انت مشتركة فيها ,,, ام ستكوني هناك للمشاهدة ؟
– لا . .. اشترك بها انا وصديقتي .
– هل تجيدين الرماية ؟
– تقريباً و الفروسية ايضاً .
– هل ستكون هنا في الجامعة ؟
– لا في نادى الرماية بالهرم .
نظر إليها لحظة ثم أوقف السياره على جانب الطريق والتفت إليها منبهراً .
مما دفعها للقول في خجل : ما الأمر ؟
نظر إليها طويلاً ثم تنهد وهو يقول : مدهش .. نظرتي لم تخيب ابداً في تقييم الاشخاص .
قالت بتواضع وخجل : ليس الى هذا الحد … المهم هل ستاتى ؟
هتف : بالطبع …
ثم تابع قائلاً
– هل تعلمين أننا متشابهين في أمور عديدة .
– حقاً مثل ماذا ؟
– من خلال تحدثى معك وجدت أننا متشابهان في أمور كثيرة مثل الهوايات
و طريقة التفكير في بعض الاحيان ، الالوان التي ترتدينها ايضاً .. ، نرتدى نظارة طبية ايضاً .
قالت ضاحكة : انت قوي الملاحظة …
قال بسعادة:
احمد الله اننى كذلك والا لما وجدتك
نظرت اليه بخجل دون ان تتحدث
مما جعله يقول : دكتورة اشعر اننا روح واحدة في جسدين .
ردت بخجل وتردد : وهذا يسعدنى
إذ من الصعب العثور على شخصين لهم نفس الميول . و الأهتمامات …. ونفس النظارة الطبية ايضاً .
ضحك بسعادة وهو يختلس النظرات اليها اثناء قيادته للسيارة .
كانت تشعر بسعادة واطمئنان ، وجوده بجوارها .. كلماته … انفاسه ، اهتمامة ، لهفته .. .
نظراته الثاقبة التي تغوص داخلها .. وتخترقها اختراقاً ، نبرة صوته تجعلها عندما يتحدث وكانها موسيقى دافئة يعزفها على أوتار قلبها كانت تذيبها ذوباناً . كانت دائما تلوم نفسها لانها فرضت على نفسها قيود صارمة وضعت هدفاً رئيسيا لحياتها واستماتت في تحقيقة وهو مشروعها وبحثها لذا لم تجد وقت لتعيش مثل هذه الاحاسيس ، يبدو انه عندما يتعلق الامر بالقلب ننحي العقل جانباً ونفرض عليه عطله اجبارية .
انتشلها من شرودها صوته وهو يقول : فيما تفكرين ؟
– لا شىء .. لم تجب
هل ستأتى ؟
قال بحسم : بالطبع و هل أستطيع التأخير … ثم أن طلباتك أوامر .
أوقف السيارة بجوار احد المقاهي على كورنيش النيل
قالت وهي تتلفتت حولها : ما الامر ؟ هل هناك خطب ما اصاب السيارة ؟
ابتسم قائلاً : يبدو ان تعطل سيارتك اصابك بعقدة الرهاب ، لاتقلقى سنتنأول مشروب معاً
تنفست الصعداء قائلة : حسناً وسارت برفقته لداخل المقهي .
اختار مكان يطل مباشرة على نهر النيل جلس امامها يتأمل ملامحها بحب
عدلت من وضع نظارتها الطبية قائله بخجل : لا تنظر الى هكذا .
ضحك قائلاً : اذا اردت الحقيقة لا اعدك
تخضب وجهها خجلاً واشاحت بوجهها تجاه النيل وهي تتأمل الطيور المهاجرة وهي تسير باسراب مختلفة الاشكال
كان الصمت هو سيد الموقف بينهما ، كان هو يتعامل معها بحذر خشية ان تسىء فهمة .
وهي تتعامل معه بحذر اكثر لان الموقف بأكمله جديد عليها .
تنحح وسام قائلاً : دكتورة
نظرت اليه …
ابتسم قائلاً : حدثينى عن نفسك ؟
قالت ببساطة : ليس هناك الكثير ليقال انا امانى ومعيدة بكلية العلوم قسم الفلك والارصاد الجوية ولى اخ وحيد ويعمل فنان كما تعرف بالطبع
والدى متوفي اسكن مع امى ، وهيثم يأتى من وقت لاخر للاقامة معنا لكن له سكنه الخاص واغلب الوقت يقضى حياته في التنقل بين البلدان بحكم عمله .
هز رأسه متفهما
قالت بخجل : وانت ؟
شعر بالارتباك لحظة ثم قال : ليس هناك جديد كما سبق واخبرتك في الجامعة، انا حارس للسيد الرئيس
هزت رأسها متفهمة .
ثم قالت : هل سافرت كثيراً بحكم عملك ؟
– سافرت بلدان كثيرة
– وماهي الدولة التي تحبها
– فرنسا
اتسعت ابتسامتها مما جعله يقول : ما الامر؟
– اعشق فرنسا وباريس
تنهد بقوة قائلاً : الم اخبرك اننا روح واحده في جسدين
وانتى هل سبق وسافرتى الى الخارج
– مرة واحده كانت لاداء العمرة برفقة العائلة .
– ما الشىء الذى تتمنين ان يتحقق غير حصولك على البعثة .
– ان يطبق مشروع البحث الذى اعمل عليه .
– حدثينى عنه ؟
– البحث ببساطة يقوم على استخلاص الطاقة من الاشعة الضارة التي تتسلل للكرة الارضية عن طريق طبقة الأوزون ، والتي تسبب ارتفاع في درجة حرارة الارض . اعمل انا وفريقي على الوصول لطريقة بسيطة لتخزينها في اسطوانات شبية لاسطونات البوتجاز ، لو نجح هذا المشروع ستحل اكثر مشاكلنا حيث سيكون لدينا بديل متجدد للوقود غير المتجدد .
– كان يستمع اليها باهتمام : وهل تجدين صعوبات في البحث ؟
– البحث لا التطبيق نعم؟
– لماذا ؟
– ببساطة لانعدام المعامل المجهزة على احدث طراز لاجل اجراء التجارب والابحاث وهذا بالطبع امر تفتقر له جامعات مصر .
– شرد لحظة وهو يتطلع لاشعة الشمس المنعكسة على سطح مياه النيل وهو يفكر
– كيف يتم تجاهل كم العقول المتفتحة التي قد تقوم بثورة علمية تعكس الموازين ،
– فيما شردت ؟
– لا شىء ، لكن اشعر ان المكان مختلف اليوم ؟ آتي الى هنا على فترات متقطعة . لكن اليوم اشعر انه مختلف.
– كيف ؟
– دكتورة المكان اصبح مميز لوجودك به .
احمر وجهها خجلاً واخذت تتطلع لقرص الشمس وهي تقول : انت محق المكان جميل بالفعل .
– أمضوا بعض الوقت معاً وشعر كلاهما بشىء يجذبه للأخر بقوة .