كتب: محمد جمعة الشافعي
ميتا الصحفية:
قال”نبيل أبوالياسين” الكاتب الحقوقي والباحث في الشأن العربي والدولي، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأربعاء» للصحف والمواقع الإخبارية، إن هذا اليوم 3 مايو، تحيي فيه الأمم المتحدة” اليوم العالمي لحرية الصحافة” ويجب علينا جميعاً أن نسلط الضوء على حقيقة أساسية في هذا اليوم ألا وهي أن حرية الشعوب وإزدهارها ووعيها المعرفي، وتقدم الدول سياسياً وإقتصادياً وأمنياً، ونجاح نظامها السياسي عندما يتمتع المجتمع الدولي “بـ”حرية الصحافة، لذا: يجب أن تتوقف التهديدات والإعتداءات ضد الصحفيين بسبب قيامهم بعملهم مادام لا يُخالفون المعايير المهنية، كما يجب على العالم أن يقف إلى جانب الصحفيين في سعيهم إلى كشف الحقيقة والدفاع عنها.
وأضاف”أبوالياسين” أننا شاهدنا مؤخراً تعرض الصحافة الحرة للهجوم من قبل قوىّ متعددة، ووسائل الإعلام أصبحت تُغلق أبوابها، وضحايا كثيرة لنموذج عمل معطل في كثير من دول العالم، وتتحول بعض الصحافة إلى دعاية، حيثُ تملي بعض الحكومات ما يمكن وما لا يمكن نشره، وفي العام الماضي قُتل العديد من الصحفيين، وأخرين سُجنوا بسبب قيامهم بعملهم المهني، وأن 85% من شعوب العالم شاهدوا تدهور ملحوظ في “حرية الصحافة” في بلادهم في السنوات الأخيرة، وفق تقارير الأمم المتحدة، فعندما تكون “حرية الصحافة” في خطر ، تأكد؛ أن كل حقوقنا ستكون في خطر.
مضيفاً؛ ويصادف اليوم “الأربعاء” 3 مايو الذكرىّ الثلاثين لليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم يفكرنا جميعا في أهمية حرية الصحافة بإعتبارها أساسية لجميع الحقوق الأخرىّ، وإنها أيضاً فرصة للتعهد بدعم وسائل الإعلام المستقلة، لأنه بدون صحافة قوية وحرة، تكون الديمقراطية الصحية مستحيلة، ونظراً لانضمامك إلينا اليوم من جميع الدول العربية بصفه خاصة ودول العالم عامة، نأمل أن تفكروا في الإحتفال بهذا اليوم من خلال دعم الصحفيين، وعلى الرغم من التحديات المالية التي تعاني منها صناعة الإعلام ولكن بعضها مازالت مستمره.
كما أضاف؛ وأننا شهدنا بعض الصحف العالمية وغيرها قررت إبقاء صحافتها خالية من نظام حظر الإشتراك غير المدفوع، لإيمانهم أن لكل شخص الحق في الوصول إلى تقارير عالية الجودة ومدققة للحقائق، وتحافظ على إستقلاليتها بفضل كرم القراء في جميع أنحاء العالم، الذين يدركون أن دعم الصحافة الحرة هو إستثمار في جمهور مطّلع ومتمكّن،
وعلى عكس العديد من الآخرين، فبعض الصحف ليس لديها مالك “ملياردير “وهذا يساعدها على الحفاظ على الحرية في مطاردة الحقيقة بلا خوف، والإبلاغ عنها بنزاهة، وسيسمح لتلكُما الصحف دعمك بمواصلة العمل بتصميم وشغف بشأن العلامات التجارية وتقدم لك صحافة خالية دائماً من التدخل التجاري أو السياسي.
وفي نفس السياق إستطردَ “أبوالياسين” الحديث إننا بحاجه في المرحلة القادمة إلى بناء عالم لا يحتاج فيه الصحفي إلى أن يكون شُجعاً إلى هذا الحد، وأن يجب أن يقف عملهُ في وجه الحجج المضادة فقط، وليس الإفلاس أو الرصاص، أو لا يحتاج إلى الحماية لمجرد كشف الحقيقة أو الإبلاغ عنها، فالصحافة الحرة ضرورية جداً لكشف أي تهديدات مثل إنتهاكات حقوق الإنسان والفساد، والمعلومات المضللة وغير ذلك، من الأمور التي تضر بالوطن وأمنة القومي، لأنه إذا تردد أن
“كل شيء على ما يرام في الأخبار”، فتأكد؛ أن هناك خطأ ما في الصحافة.
حيثُ: يعُد يوم الثالث من مايو من كل عام هو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة الوفاء بإلتزاماتها تجاه حرية الصحافة، وهو يتيح للمهنيين العاملين في وسائل الإعلام فرصة التوقف على مسائل حرية الصحافة والأخلاقيات المهنية، وأنَّ اليوم العالمي لحرية الصحافة هو فرصة للوقوف إلى جانب، وسائل الإعلام الملجومة والمحرومة من حقها في ممارسة حرية الصحافة، وهو يوم لإحياء ذكرىّ أولئك الصحفيين الذين قضوا نحبهم أثناء متابعتهم للأحداث من داخل أو خارج النزعات والصراعات الدائرة شرقاً وغرباً.
فضلاًعن؛ أن هذا اليوم يعُد فرصة سنوية للإحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم وضع حرية الصحافة في العالم، والدفاع عن وسائل الإعلام في وجه الإعتداءات التي تستهدف إستقلاليتها، إلى جانب توجيه تحية إلى أرواح الصحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء ممارستهم لمهنتهم، وكانت “الجمعية العامة للأمم المتحدة” قد أعلنت اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 1993 بموجب توصية إعتمدها المؤتمر العام “لليونسكو” في دورتهُ السادسة والعشرين في عام 1991، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا القرار جاء تلبية لنداء الصحفيين الأفريقيين الذين أصدروا في عام 1991 إعلان ويندهوك التاريخي.
ولفت”أبوالياسين” إلى أنه رغم مرور “3” عقود من الزمن مازلت ﺗﺗﻌرض ﺣرﯾﺔ اﻹﻋﻼم، وﺳﻼﻣﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن للهجوم ﺑﺷﻛل ﻣﺗزاﯾد، ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ إﻋﻣﺎل ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻷﺧرىّ،
ويواجه اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ بأكملة آزﻣﺎت ﻣﺗﻌددة كاﻟﺻراﻋﺎت واﻟﻌﻧف، واﻟﺗﻔﺎوﺗﺎت الإﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ والإﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة اﻟﺗﻲ ﺗﻘود اﻟﮭﺟرة، واﻷزﻣﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ تواجه ﺻﺣﺔ اﻟﻧﺎس ورﻓﺎھﮭم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم، ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻧﺗﺷر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺿﻠﻠﺔ ﻋﺑر اﻹﻧﺗرﻧت وﺧﺎرﺟﮭﺎ، ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺑﺷﻛل ﺧطﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون وﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن.
لافتاً؛ إلى وﻣن أﺟل ﻣواﺟﮭﺔ ھذه اﻟﺗﮭدﯾدات والمواقف اﻟﺣرﺟﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد، ﺗﺣتل ﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ وﺳﻼﻣﺔ اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن واﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣرﻛز اﻟﺻدارة، واﻟﺣﻖ ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ ااﻟﺗﻌﺑﯾر، اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾها ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة “19” ﻣن اﻹﻋﻼن العالمي لحقوق اﻹﻧﺳﺎن، وھو ﺷرط أﺳﺎﺳﻲ وﻣﺣرك ﻟﻠﺗﻣﺗﻊ ﺑﺟﻣﯾﻊ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻷﺧرىّ
ﻟذﻟك؛ ﻓﺈن الإﺣﺗﻔﺎل بهذه الذكرىّ، ﻟﮭذا اﻟﻌﺎم، ھو دﻋوة ﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ، ﻓﺿﻼً ﻋن وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ واﻟﺗﻌددﯾﺔ واﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ أيضاً، ﺑإﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣﻔﺗﺎﺣاً ﺿرورياً ﻟﻠﺗﻣﺗﻊ ﺑﺟﻣﯾﻊ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻷﺧرىّ.
كما لفت؛ إلى أن حرية الصحافة تتعرض للهجوم في كل ركن من أركان العالم، وأن الحقيقة مهددة بالمعلومات المضللة، وخطاب الكراهية وجميعهما يسعىّ جاهداً إلى طمس الفرق بين الحقيقة والوهم، وبين العلم والمعرفة والمؤامرة، لذا؛ يجب أن يسمع لصوت الصحفي الحر الذي يتمتع بالمهنية والوطنية، ووضع نهاية للأكاذيب والمعلومات المضللة، ووقف إستهداف الحقيقة، كما لفت؛ إلى أن إزدياد تمركز وسائل الإعلام في أيدي قلة قليلة، والإنهيار المالي لعشرات المؤسسات الإخبارية المستقلة، وزيادة القوانين واللوائح الوطنية التي تخنق الصحفيين، كل ذلك يزيد من
تضييق طوق الرقابة ويهدد”حرية الصحافة”.
وأكد”أبوالياسين” في بيانه الصحفي على أن لابد من تفعيل خطة عمل “الأمم المتحدة” بشأن سلامة الصحفيين بشكل جادي، وأن يكون الهدف منها هو حماية العاملين في وسائل الإعلام ووضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحقهم، وعلى الجميع في أنحاء العالم أن يتحدث بصوت واحد للتصدي لتلك الجرائم،
فأن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام يُستهدَفون بصورة مباشرة أثناء قيامهم بعملهم الحيوي، سواء أكان ذلك على الإنترنت أو خارج نطاقه، وتعرض الكثير منهم للمضايقة والترهيب، وأمور إعتيادية أخرىّ، فقد قتل “67” صحفي في عام 2022، وهي زيادة خطيرة بنسبة 50 % عن العام السابق، فضلاًعن: تعرض عدد كبير من الصحفيات للعنف على الإنترنت، وتعرضت واحدة من كل أربع صحفيات للتهديد الجسدي، وفق تقارير الأمم المتحدة.
مؤكداً؛ أن الصحافة ليس عدو لأي نظام بل هي في حقيقة الآمر تعُد ساعدية، والناصح المخلص والمستشار الآمين لهُ إذا تمتع المجتمع وتهيئ “بـ”حرية الصحافة، وإستثمرت المهنية الصحافية كـ “سلطة رابعة” في توعية المواطن بأهمية الوطن والمحافظة على ثرواتةُ ومقدراتة، وتكون الصحافة دائماً صوت الحق وتكشف الحقائق في كل مكان، وتنقل الصوره الحقيقة للقائمين على الحكم، على نقيض الصوره المغايرة تماماً للحقيقة التي يتم تصدريها لهم من قبل أشباه الصحفيين، فإن فشل النظام وتدهور وضع البلاد إقتصادياً وسياسياً أو حتى آمنياً فأعلم أن السبب هو فقدان المجتمع لـ”حرية الصحافة”.