كتب : محمد جمعه الشافعي
ميتا الصحفية
قال”نبيل أبو الياسين” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والكاتب الحقوقي والباحث في الشأني العربي الدولي، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الجمعه» لجريدة ميتا الصحفية، إن تفجير سد«نوفا كاخوفكا» في أوكرانيا تخطىّ كافة الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والإنسانية، وتعُد كارثة إنسانية من صنع الإنسان لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، فضلاًعن؛ إنها تعُد جريمة حرب مكتملة الأركان، وعلى الجنائية الدولية التحرك بشكل عاجل للتحقيق في هذة الواقعه ومحاسبة مرتكبيا كمجرمين حرب.
وأضاف”أبوالياسين” أنة يعتبر سد “نوفا كاخوفكا” أكبر خزان في أوكرانيا من حيث الحجم وهو الأخير من سلسلة السدود الستة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية على نهر دنيبرو، وهو ممر مائي رئيسي يمر عبر جنوب شرق أوكرانيا، وهناك العديد من البلدات والمدن في إتجاه مجرىّ هذا النهر، بما في ذلك “خيرسون”، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة قبل أن تغزو موسكو جارتها أوكرانيا، في حرب غير مبررة، وأرىّ أن تدمير السد يظهر مدىّ الإستهزاء بإحترام القانون الإنساني الدولي فإن “الأضرار كارثية وهائلة”.
مضيفاً: أن إنهيار السد، الذي يشغل محطة “كاخوفكا” لتوليد الطاقة الكهرومائية الأوكرانية، قد يمكن أن يكون له تأثير مدمر للغاية على أمن الطاقة في أوكرانيا بأكملها، وسيكون له بالتأكيد تأثير على نظام جميع جميع القنوات في أوكرانيا لذا؛ يجب على دول الإتحاد الأوروبي على الخصوص والمجتمع الدولي على العموم إلى التواصل مع أوكرانيا لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة وخاصةً إجلاء المواطنين المتضررين من هذا الكارثة الإنسانبة التي لحقت بهم، والتي تستمر تداعيتها لعقود من الزمان حتى تتعافى منها.
حيثُ: إتهم مسؤول في خيرسون عينتةُ أوكرانيا، روسيا بالوقوف خلف تفجير سد “نوفا كاخوفا” وقال؛ رئيس إدارة خيرسون العسكرية المعين من جانب أوكرانيا، “أوليكساندر بروكودين” إن الإجلاء في منطقة الخطر حول سد “نوفا كاخوفكا” في أوكرانيا بدأ بالفعل، وذكر “بروكودين” أن الجيش الروسي إرتكب عملاً إرهابياً آخر لقد فجر محطة كهرباء”كاخوفكا”، للتسر على جرائمها، ووصلت المياه إلى مستوىّ حرج خلال الـ5 ساعات الأولى من تفجير السد، والإجلاء في منطقة الخطر بدأ حالياً رغم ما يقوم به الروس بقصف الأماكن التي يتم فيها إجلاء الأشخاص والحيوانات من مدينة خيرسون التي غمرتها الفيضانات.
وأكد” بروكودين” للمواطنين في منشوره له على موقع “تلغرام” أن جميع الخدمات تعمل بما في ذلك الشرطة وخدمة الطوارئ، وطالب المسؤول المواطنين المتضرريين من تفجير السد بجمع وثائقهم وممتلكاتهم الأكثر حاجة وإنتظار حافلات الإخلاء، وقد إتهم” بروكودين”روسيا بتفجير سد كاخوفكا في منشور سابق على تلغرام، وكان مقطع فيديو لطائرة بدون طيار أظهر طوفاناً من المياه يتدفق من ثقب كبير في سد “نوفا كاخوفكا” في شرق أوكرانيا.
وعلى الجانب الآخر؛ ومن إتصالة مع الصحفيين، قال؛المتحدث بأسم الكرملين، “ديمتري بيسكوف”، إن الهجوم على السد خُطط له ونُفذ بأمر من كييف، ومن نظام كييف، وأضاف “بيسكوف” أنهُ يجب على نظام كييف أن يتحمل المسؤولية كاملة والعواقب كافة، وإعتبر المتحدث بأسم الكرملين أن الهجوم كان تخريباً متعمداً من جانب أوكرانيا، ولفت إلى أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” على إطلاع مستمر على التطورات المتصلة بتدمير السد، وقد
رأىّ “بيسكوف” أن الهدف من تدمير السد هو حرمان “القرم” من المياه، وأن أوكرانيا أقدمت على هذه الخطوة لأن القوات المسلحة الأوكرانية فشلت بتحقيق أهدافها بعد يومين من إطلاق عمليات عسكرية هجومية واسعة النطاق، وفق ماقال.
وحذر”أبوالياسين” من التبعات الكارثية لتشتت الألغام بعد الفيضانات بسبب تدمير سد”كاخوفكا” في أوكرانيا، ما يشكل خطراً على السكان وجميع فرق الإغاثة من الصليب الأحمر وغيرها،
لأنهم كانوا يعرفون في السابق أين تكمن المخاطر، ولكن اليوم فلم تعُد قادرة على تحديد أماكن الخطر بسبب تشتت الألغام، فكان من الممكن لطائرة من الطائرات الجديدة دون طيار التي تعمل بالذكاء الإصطناعي، الذي تم الإعلان عنها في جنيف في وقت سابق لرصد الألغام والمتفجرات من حرارتها، ويمكنها أن تغطي في يوم واحد المساحة التي يغطيها كلب بوليسي في 6 أشهر، ولكن الآن يصعب رصدها للألغام في المناطق التي تضررت بسبب تدمير سد «نوفا كاخوفكا» في أوكرانيا.
متواصلاً؛ لأن كل ذلك جرفته المياه، ورغم أن الفيضانات لم تجرف لوحات العلامات الخاصة بالألغام ولكن فقطب ذلك أن المياه التي لا يمكن خفض حجمها ستجرف هذه الألغام المضادة للأشخاص والآليات على غرار الألغام تي إم 57 إلى أماكن مجهولة، وهو أمر لا يقل خطورة، وفق خبراء متخصصين في المتفجرات وخاصة إزالة الألغام، وأصبح
كل ما يعرفه المتخصصين واامسؤولية عن إزالة الالغام هو أنها في مكان ما إلى الأسفل، وهذا يعُد مصدر قلق كبير لأنه سيؤثر على السكان، وعلى كل اللذين يقدمون لهم المساعدة مثل طواقم سيارات الإسعاف وغيرها من المساعدات.
وأصبحت مخاطر الألغام المنتشرة في المنطقة المتنازع عليها، تُشكل خطراً جسيماً على المواطنين وخاصةً أثناء محاولات الإجلاء لهم، وفيما بعد الإجلاء لأن المياه لا تعطل تشغيل اللغم والمتفجرات حتى بعد عقود من الزمان، وهذا يعتبر خطر مخفي إثناء عميلة إعادة الإعمار، وخاصةً أن طرفي النزاع “روسيا، أوكرانيا”أقاما الكثير من حقول الألغام الدفاعية في محيط خيرسون أسفل السد، والتي إستعادها الأوكرانيون من القوات الروسية في نوفمبر الماضي من هذا العام، ولا تعرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحديداً عدد الألغام التي جرفتها المياه في حين لم يصرح أي من طرفي النزاع بالعدد التي زرعها، كل ما يعرفة الصليب الأحمر ، وغيرها أن الأعداد هائلة جداً.
كما حذَّر: من أن إنهيار سد “كاخوفكا” قد تكون له تبعات بيئية وبشرية “غير مسبوقة”، من تدمير أنظمة بيئية وفيضانات وتلوث ومخاطر على إمدادات الطاقة، إضافةً إلى إنتشار الألغام، وتعُد “بـ” أكبر كارثة بيئية من فعل الإنسان في أوروبا ، فضلاًعن؛ أنها تعُد جريمة إرتكاب إبادة بيئية وحشية، يجب تشكيل لجنة دولية للتحقيق فيها بشكل فوري فقد حدَّد البرلمان الأوروبي مؤخراً عبارة “إبادة بيئية” على أنها كل جرم جنائي بيئي يتسبب بأضرار خطيرة، وواسعة النطاق أو مستديمة، أو لا رجوع عنها لنوعية الهواء والتربة والمياه، أو للتنوع الحيوي، أو خدمات الأنظمة البيئية ووظائفها، أو للحيوانات أو النبات، وأتاحت بروكسل في نهاية مارس الاعتراف بـ”الإبادة البيئية” في قانون الإتحاد الأوروبي.
وأشار”أبوالياسين” لـ”ميتا” إلى تبادل “روسيا وأوكرانيا” الإتهامات بالمسؤولية عن تفجير السد الذي يؤمن المياه للقرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها روسيا في عام 2014، وهو على طريق هجوم أوكراني مضاد لإستعادة أراض تحتلها موسكو، وتسببت الفيضانات في إجلاء آلاف المدنيين وأثارت مخاوف من كارثة بيئية، حيثُ، قال؛ الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي”إن تدمير سد “نوفا كاخوفكا” يؤكد أن القوات الروسية “يجب طردها” من كل ركن من أركان الأراضي الأوكرانية، وأنة لا ينبغي ترك متر واحد لهم “الروس”، لأنهم يستخدمون كل متر للإرهاب، وتابع الرئيس الأوكراني قائلا: لن يتمكن الإرهابيون من إيقاف أوكرانيا بالماء أو الصواريخ أو أي شيء آخر، وإتهم “روسيا” بتدمير سد “نوفا كاخوفكا “وأشار؛ إلى أن تدمير السد تسبب بخروج تدفق المياه عن السيطرة في المنطقة وسط بدء عمليات إجلاء السكان منها.
ومن جانبة: وصف الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، إنهيار سد “نوفا كاخوفكا” في جنوبي شرق أوكرانيا، بأنه “عمل همجي” وكارثة بيئية وإنسانية، وهذا ما جاء في إتصال هاتفي له مع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، مساء الأربعاء، وإتهم فيه أوكرانيا بإرتكاب أعمال إرهابية، بحسب بيان للكرملين وقال: إنه مثال واضح على ذلك هو العمل الهمجي لتدمير محطة الطاقة الكهرومائية “كاخوفكا” في منطقة خيرسون، مما أدىّ إلى كارثة بيئية وإنسانية واسعة النطاق، وتلقي كييف وموسكو باللوم على بعضهما البعض في خرق السد الذي حدث في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا، ولا يزال السبب غير واضح، والمتضرر الوحيد من هذا هو الشعب الأوكراني الذي أصبح يعاني من حرب غير مبررة حتى الآن.
وإستغرب”أبوالياسين” من موقف”لندن” التي لم تتهم أحداً بتدمير سد “كاخوفكا” حتى الآن!، حيثُ قال: وزير الخارجية البريطاني “جيمس كليفرلي” مساء الأربعاء، إن بريطانيا لا تريد في هذه المرحلة تحميل أي جهة مسؤولية تدمير السد في أوكرانيا، وهي تنتظر كل العناصر المتاحة، وأضاف “كليفرلي” على هامش إجتماع لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الإقتصادي في باريس، لن نقول شيئاً حتى نكون مسلحين بكل العناصر المتاحة، لذلك علينا إلتزام الحذر في هذه المسألة، مضيفاً؛ أن روسيا تتحمل المسؤولية المطلقة عن كل الأحداث والدمار في الحرب، إذ بدأت الصراع بالغزو في فبراير من العام الماضي، وما حدث هو نتيجة مباشرة للغزو الروسي، وليس هناك ما يمكن لروسيا أن تفعله لإخفاء هذه الحقيقة.
ولفت”أبوالياسين” لـ”ميتا” إلى زيارة الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي” أمس الخميس، خيرسون جنوبي أوكرانيا، حيث تسيطر قواتهُ على جزء من المنطقة التي تجتاحها فيضانات ناجمة عن تدمير سد “كاخوفكا” على نهر دنيبرو، وسط مخاوف من خسارة ملايين الأطنان من المحاصيل بفعل تدمير مساحات زراعية شاسعة، فيما قال:الكرملين إن الرئيس “فلاديمير بوتين” يراقب الوضع، ولكنه لا يخطط لزيارة المنطقة حالياً،
وجرىّ، وجاري إجلاء آلاف الأشخاص من المناطق التي غمرتها المياه بعدما تم تدمير السد، على ما أكدت: السلطات الأوكرانية والسلطات الروسية، التي تسيطر كل منها على ضفة من نهر دنيبرو في منطقة خيرسون.
وختم”أبوالياسين” بيانه الصحفي، حيثُ قال؛ لـ “ميتا” إن المياه غمرت نحو 600 كيلومتر مكعب من المنطقة بعد إنهيار السد، ومعظمها في جانب النهر الذي تسيطر عليه القوات الروسية، كما غمرت قرابة “14” ألف منزل، وتم إجلاء حوالي “4300”شخص من المنطقة، وإن حوالي ألفي شخص تركوا المناطق المنكوبة، حتى الآن، فضلاًعن؛ خسارة ملايين الأطنان من المحاصيل الزراعية التي فقدتها أوكرانيا بسبب هذا الفيضانات الناجمة عن تدمير السد، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”، وأن المياة غرقت عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية في جنوب أوكرانيا ويمكن أن يحول إنهيار السد ما لا يقل عن 500 ألف هكتار من الأراضي التي ستترك دون ري إلى “صحارى”، حسب وزارة الزراعة الأوكرانية، وأن الأراضي المتضررة كانت تنتج في الأساس الحبوب والبذور الزيتية وغيرها، وأن أوكرانيا تعُد أكبر منتج ومصدر للحبوب والبذور الزيتية في العالم، وقد يؤثر هذا بالسلب في تفاقم الآزمة الغذائية في العالم .