كتب: محمد جمعه الشافعي
ميتا الصحفية:
قال”نبيل أبوالياسين” الكاتب الحقوقي والباحث في الشأني العربي الدولي، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأربعاء» للصحف والمواقع الإخبارية، إنه ليؤسفنا عندما تتصدر الصحف الغربية والعربية بتفاصيل مبكية “شقيقتان ماتتا جوعاً وعطشاً في العاصمة الخرطوم، في دولة السودان التي تعُد من أكبر الأقطار العربية والإفريقية مساحة، ما يوفر مساحات من الأراضي الشاسعة الصالحة للزراعة، التي تتراوح بين 200 و250 مليون فداناً، أي ما يوازي مساحة مصر كلها تقريباً، وفق تقارير مصرية وغيرها من النقارير.
وأضاف”أبوالياسين” أنه يعُد مشهد جديد من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الغير مبررة، فهل شهوة السلطة تؤدي لتدمير البلاد بهذا الشكل، والغير مسبوق من خلال صراع الجنرالات الذين إستأمنهم الشعب على الوطن وأقسموا على هذا؟ أليس من العار على من يدعون زَيْف الوطنية «البرهان وحميدتي»، بأن
السيدة “زبرفينت يقفيان”، وشقيقتها “زفيار” وهما سودانيات من أصل أرمني وتعمل الأولىّ في السفارة الأمريكية يتوفيان بسبب الجوع والعطش، داخل منزلهما في شارع 51 بحي الخرطوم 2 الذي يعُد من أرقى أحياء العاصمة بعد معاناة الجوع والعطش. بحسب “لجنة مقاومة الخرطوم 1 و2″ في بلد بحجم السودان؟
مضيفاً؛ أن إستمرار تدهور الوضع الأمني، وحقوق الإنسان خاصةً في الخرطوم ودارفور وكردفان، يجعلنا نَتطلَّع إلى مشاركة واسعة النطاق من الدول المانحة للمساهمة مع المملكة العربية السعودية، والجهود المستمرة في مساعيها الحميدة في تخفيف اثار هذه الازمة السودانية، ولتخفيف المصاب هناك، والأمل يحدونا جميعاً بأن تنتهي هذه المأساة الإنسانية في القريب العاجل، كما نأمل بمشاركة كافة الدول العربية للمؤتمر الذي تُنظمة السعودية، لدعم الإستجابة الإنسانية في”السودان” والمنطقة، والذي يتم إنعقادة في 19 يونيو الجاري بمشاركة جمهورية مصر العربية، ودولة قطر، حسب بيان الخارجية السعودية مساء أمس الثلاثاء.
وإنتقد”أبوالياسين” طرفي النزاع في دولة السودان «حميدتي، البرهان»،لأنهما لا يتحملان المسؤولية وخان ما أُتمنىّ علية من الشعب السوداني وهو الوطن، ولا ينتهزان فرصة المحادثات التي أتاحتها لهما الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في جدة ومستمرون في الغَطْرَسة المُهِينة، رغم إستمرار الرياض، وواشنطن في مواصلة تقريب وجهات النظر بين الطرفيين المتصارعين على السلطة، وعلية أعلنت السعودية أمس، بأنها سترأس بالمشاركة مع قطر، مؤتمر “المانحين للسودان والمنطقة” لإعلان تعهدات بشأن جهود الإستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة وحدد له يوم 19 يونيو الجاري.
حيثُ: أعلنت الخارجية السعودية أمس في بيان لها، أن المملكة ستشترك في رئاسة مؤتمر الإستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة، مع قطر ومصر، وألمانيا، والأمم المتحدة ممثلة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، والاتحاد الأوروبي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين،
وأكدت؛ أن السعودية والولايات المتحدة مستمرتان في تيسير وتقريب وجهات النظر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محادثات جدة، بهدف تخفيف المعاناة عن الشعب السوداني، وإنهاء الأزمة عبر الحوار السياسي.
وعلى صعيد متصل يرىّ”أبوالياسين” تشاؤم أمريكي بشأن المحادثات، حيثُ قال: مسؤول أمريكي رفيع المستوىّ، الذي تحدث للصحافيين في واشنطن أمس، وطلب عدم الكشف عن هويته، إن محادثات جدة التي تهدف إلى إتخاذ خطوات نحو وقف دائم للأعمال القتالية، لا تحقق نجاحاً بالنظر إلى ما تم الإتفاق عليه في البداية مع الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، ويتساءل”أبوالياسين” ويتساءل الكثير لماذا إندلع هذا القتال العنيف بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، في 15 أبريل، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً؟، وكان من المفترض أن تنتهي العملية بإجراء إنتخابات خلال عامين، لكن الطرفين إختلفا بشأن خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش!، وإتفق الطرفان برعاية سعودية أمريكية على أكثر من هدنة خلال المعارك المستمرة بينهما منذ ما يقرب من شهرين، لكنهما يتبادلان الإتهامات بإنتهاكها مراراً وتكراراً، ونأمل في التوصل إلى نتيجة تنهي الصراع وتنهي معاناة الشعب السوداني خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي ظل المطالبات بتوحيد كافة المبادرات تحت مظلة منظمة الإيغاد، أشار “أبوالياسين” إلى ما قالة”مالك عقار” نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي في السودان أمس الثلاثاء، إن قمة رؤساء دول وحكومات منظمة “الإيغاد” ناقشت بإستفاضة الأزمة في السودان، مشيراً؛ إلى أن المخرجات تمثلت في إنشاء لجنة وساطة رباعية تتكون من كينيا وإثيوبيا وجيبوتي وجنوب السودان، سوف تعمل على الجمع بين قائد الجيش السوداني “عبد الفتاح البرهان” وقائد قوات الدعم السريع السودانية الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” في غضون أسبوعين من الآن.
وأوضح “نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي” بخصوص تعدد المبادرات لحل الأزمة في السودان، أن السودان يشدد على توحيد كل المبادرات تحت مظلة مبادرة “الإيغاد”، مشيراً؛ إلى أن السودان كان حاضراً ومشاركاً بكثافة عند مناقشة مبادرة منظمة الإيغاد، وهي المبادرة الوحيدة التي كان للسودان صوت ورأي فيها، وأن مبادرة الإتحاد الأفريقي، وإن كانت جيدة، فإنه لظروف تعليق عضوية “السودان” في الإتحاد الأفريقي لم يجد السودان مجالاً ليشارك فيها أو يناقشها، وأن مبادرة الإيغاد ستكون شاملة لكل الأطراف ذات الصلة بالمشكلة في السودان.
وتواصل”نائب رئيس مجلس السيادة” بشأن مخرجات قمة الإيغاد، أنه تم الإتفاق على إجراء لقاء بين “البرهان، حميدتي” خلال أسبوعين في إحدىّ دول المنطقة، لمناقشة قضيتين؛ الأولىّ القضية الإنسانية، والثانية وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى القضية التي تسببت في الحرب والمتمثلة في إنهاء تعدد الجيوش وإيجاد جيش وطني واحد تحت قيادة واحدة، وأكد؛ أن أي حرب لا يمكن أن تنتهي إلا على الطاولة، حتى الطرف المنتصر، لكي يملي رغباتهُ لا بد أن يجلس على طاولة التفاوض، ولذا؛ فإن التفاوض أمر لا مفر منه الآن، وفق ما قال.
وأشار”أبوالياسين”إلى بيانة الصحفي الصادر عنه في يوم 2يونيو 2023، والذي حمل عنوان «أطراف الصراع في السودان تتحدى أرادة الشعب ويجب محاسبتها»، وأكد؛ فيه آنذاك على أن الصراع في السودان ليس على السلطة فقط ولكن أعمق من ذلك بكثير حيثُ جنحت المرحلة الإنتقالية في السودان لأن “البرهان” وزملاؤه الجنرالات و”حميدتي” وحلفاؤه لن يتخلوا عن السلطة ويخاطرون بفقدان سيطرتهم على موارد البلاد، أو مواجهة العدالة على الفظائع السابقة المرتكبة في حق الشعب السوداني، واليوم نرىّ تنافس القوىّ الأجنبية على النفوذ في الساحات السياسية غير المستقرة، فإن الحرب الحالية والمستمرة هذه المرة بشكل لم يسبق له مثيل في السودان، ونتيجة التصعيد المفاجئ للقتال في شوارع الخرطوم وغيرها، وقع الملايين في مرمى النيران، وحوصروا في منازلهم ويكافحون للحصول على الطعام والماء والضروريات الأخرىّ اللازمة.
ولفت”أبوالياسين” إلى أن معظم المحال التجارية والمخابز بمنطقة جنوب الخرطوم على وجه الخصوص وقد يكون في عموم البلاد الآن لم تتمكن من فتح أبوابها نتيجة للرعب والهلع من أصوات الرصاص، ويعاني المدنيون ظروفاً معيشية صعبة بعد أن تحوّلت مناطق سكنية في الخرطوم وأنحاء أخرى ّ من البلاد إلى ساحات للمعارك العسكرية، مع إنقطاع الكهرباء والمياه ساعات طويلة، وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة
وفي سياق متصل، أعلن: الممثل الخاص للأمين العام للسودان، ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الإنتقالية في السودان “يونيتامس فولكر بيرتس”، أن الأمم المتحدة غير قادرة في هذه المرحلة على التحقق من جميع الإنتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، موضحاً؛ أن المعلومات الواردة من العديد من كيانات المجتمع المدني، وشبكات المدافعين عن حقوق الإنسان ترسم صورة واضحة لنطاق التأثير المدمر على المدنيين.
وشدد”أبوالياسين” على أنة يجب على الحكومة السودانية أن تعمل على وقف الحرب في أسرع وقت ممكن، وأن الجلوس على طاولة التفاوض هو السبيل الوحيد لمعالجة القضايا الملحة التي أدت إلى هذه الحرب الغير مبررة، ويجب الإبتعاد عن “المَوْاقِفٌ المَليئة بالغَطْرَسة” لإنهاء معاناة الشعب السوداني، وغلق الطريق أمام التدخلات الخارجية، أو إحتمالية نشوب حرب أهليه، لأن الحديث عن أن الحرب الجارية حالياً في السودان هي بين قوتين”قوات وطنية، وقوات صديقة، ولن يُسمح بدخول أي طرف من الأطراف الخارجية سواء كانوا من أفريقيا، أو خارجها، لأن هذا يعدّ تدخلاً في شؤون الدولة السودانية، حديث واهي وإذا إستمر طرفي النزاع في الغطرسة المهينة ستُيح الفرصة حتماً للتدخلات الخارجية، فقادة الأولىّ والثانية خان ثقة الشعب السوداني، ولا يمتون للوطنية بصلة من قريب أو بعيد، وسيتم محاسبتهم على الجرائم وكافة الإنتهاكات التي ترقى إلى جرائم الحرب التي أِرتكبت في حق الشعب السوداني.
متواصلاً: كيف يرىّ قادة أطراف النزاع”البرهان، حميدتي” تضرر السودانيين؟ في ظل هذه الحرب التي لانرىّ فيها غير أنها صراع على السلطة، وكثيراً منهم عالقين في الحدود والمعابر، أليس هذا الوضع أحد الإفرازات المؤلمة للحرب؟، ألم يأن لطرفي النزاع إيقاف الحرب ومعالجة القضايا التي سببتها حتى تتمكن الناس من الرجوع إلى مُدنهم ومساكنهم، وإخلاء كل المؤسسات التي تحتلها قوات الدعم السريع التي تمردت على القوات الوطنية السودانية.
وأثنى”أبوالياسين” على القوف المشرف للمملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب السوداني الشقيق، وعلى ما وجّه به خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبدالعزيز آل سعود” والأمير “محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود” ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، بتقديم مساعدات إنسانية متنوعة بقيمة “100” مليون دولار أمريكي، فضلاًعن؛ تنظيم السعودية حملة شعبية لتخفيف المعاناة التي يمر بها الشعب السوداني، ولاسيما؛ عمليات الإجلاء المستمرة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة ومنسوبي المنظمات الدولية من جمهورية السودان .