كتب: محمد جمعه الشافعي
ميتا الصحفية:
قال”نبيل أبوالياسين” الكاتب الحقوقي والباحث في الشأني العربي والدولي في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الخميس» للصحف والمواقع الإخبارية، إن إقتحام مئات المحتجين العراقيين منذ عدة ساعات مبنى السفارة السويدية في بغداد ، وتصاعد الدخان من مبنى السفارة الذي أحاط به العشرات من المتظاهرين ووسط إنتشار كثيف لشرطة مكافحة الشغب يتحمل مسؤوليتها السلطات السويدية التي تسمح بشكل غير مسبوق بإستفزاز المسلمين و «حرق المصحف الشريف» على الملأ.
وأضاف”أبوالياسين” أن المحتجين أقدموا على إضرام النيران في السفارة السويدية في العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم الخميس، خلال تظاهرة نظمها مناصرون لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وذلك عشية تجمع في السويد أمام السفارة العراقية يعتزم منظمه حرق نسخة من القرأن الكريم «المصحف»، ومن جهتها ذكرت وزارة الخارجية السويدية أن جميع العاملين في سفارتها في أمان ولا توجد أي خسائر في الأرواح، وحملت السلطات العراقية مسؤولية حماية البعثات والموظفين الدبلوماسيين.
من جهتها أدانت الخارجية العراقية حادثة حرق سفارة السويد، وقالت؛ إن الحكومة كلفت الجهات المختصة بالتحقيق العاجل في الأمر وشددت على إتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المتورطين في هذا، وقد جاء هذا الهجوم على السفارة السويدية في العاصمة العراقية”بغداد” بعد سماح الشرطة السويدية بتنظيم تجمع أمام السفارة العراقية في ستوكهولم حيث أقدم المنظم حرق نسخة من المصحف والعلم العراقي، وفق تصريح الخارجية العراقية ظهر اليوم.
وأشار”أبوالياسين” إلى ما أكدتة الحكومة العراقية في وقت سابق على أنها أبلغت الحكومة السويدية، عبر القنوات الدبلوماسية بالذهاب إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد في حال تكرار حادثة حرق المصحف على أراضيها، ومنح الموافقات تحت ذريعة حرية التعبير، كما أكدت؛ أنّ مثل هذه الأعمال الإستفزازية تسيئ بشكل مباشر للمواثيق والأعراف الدولية وإحترام الأديان والمعتقدات، وتشكل خطراً على السلم، وتحرض على ثقافة العنف والكراهية.
مشيراً: إلى أنه وقد ترأس رئيس مجلس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة”محمد شياع السوداني”، صباح اليوم الخميس، إجتماعاً طارئاً ضمّ وزيري الخارجية والداخلية، ورئيس جهاز الأمن الوطني ووكيل جهاز المخابرات الوطني، ورئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة، وذلك على خلفية منح الحكومة السويدية رخصة لحرق المصحف الشريف على الملأ، وحادث إقتحام وحرق السفارة السويدية في بغداد.
متواصلاً: وأدان الإجتماع حادث حرق السفارة السويدية في بغداد، وعدّه خرقاً أمنياً واجب معالجته حالاً، ومحاسبة المقصرين من المسئولين عن الأمن في هذا الشأن، وقد تقرر خلال الإجتماع الطارئ إحالة المتسببين بحرق السفارة، الذين تمّ إلقاء القبض عليهم إلى القضاء، وكذلك إحالة المقصرين من المسؤولين الأمنيين إلى التحقيق، وإتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، وفي هذا الصدد تجدد الحكومة العراقية تأكيداتها الإلتزام بأمن وحماية جميع البعثات الدبلوماسية، والتصدي لأى إعتداء يستهدفها.
كما أشار”أبوالياسين” إلى مقالة الصحفي في 15 يوليو 2023، والذي حمل عنوان «أتعجب لأمرهم أمريكا وبريطانيا يرفضون قرار يدينه ويستنكرون حرق المصحف»،
وإستغرب فيه من موقف الدول التي أمتنعت عن التصويت!، وفي نفس السياق أستنكر؛ بشدة موقف الدول التي صوتت ضد القرار تحت مزاعم أن القرار يتعارض مع حرية التعبير! وأتساءل هنا؛ عن أي حرية تعبير تتحدثون عنها، هل حرق المصحف الشريف على الملأ وبحراسة رجال الشرطة لإستفزاز ملياري مسلم في جميع دول العالم يعتبر “حرية تعبير”؟، أم الكيل بمكيالين، وإزدواجية المعايير أصبحت نهج سياسي تتبعونه؟، أم الكره الدفين للإسلام والمسلمين، أصبح يتم إظهاره في العلن من خلال الأذرع المتطرفه التابعه لإستخبارات بعض الدول كتلك الهمجي المتطرف الذي حرق المصحف في “السويد” تحت مزاعم حرية التعبير!.
وأستنكر؛ فيه بشدة دعوة الولايات المتحدة الأمريكية، والإتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى التصويت ضد القرار، حيثُ قالت: السفيرة الأميركية “ميشيل تايلور” نأسف لإضطرارنا للتصويت ضد هذا النص غير المتوازن لأنه يتعارض مع مواقف إتخذناها منذ فترة طويلة بشأن حرية التعبير، وإمتنعت بعض دول أمريكا اللاتينية، بينها “المكسيك وهندوراس”، عن التصويت، معتبرة؛ على غرار الدول الغربية أن هناك حاجة إلى تخصيص مزيد من الوقت للتفاوض والتوصل إلى إجماع قبل التصويت، وأكدت “المكسيك” أن أي تعبير عن إنتقاد الأديان لا يشكل في حد ذاته تحريضاً على العنف والتمييز!.
ولفت”أبوالياسين” إلى ما قرار الحكومة العراقية، اليوم الخميس، وهو سحب القائم بأعمالها في ستوكهلوم، و طرد السفيرة السويدية من أراضي البلاد، وذلك إحتجاجاً على السماح بتنظيم تظاهرة تم فيها تمزيق وحرق المصحف للمرة الثانية، وعلى ذكر هذا، قال: المتحدث بأسم الحكومة”باسم العوادي” في بيان منذ قليل، إن رئيس مجلس الوزراء “محمد شياع السوداني” وجّه وزارة الخارجية بسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة جمهورية العراق في العاصمة السويدية ستوكهولم، كما وجه بمطالبة السفيرة السويدية في بغداد بمغادرة الأراضي العراقية، رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم، والإساءة للمقدسات الإسلامية وحرق العلم العراقي، وفق المتحدث بأسم الحكومة”باسم العوادي”.
وعلى صعيد أخر متصل؛ فقد
طالب فصيل شيعي مسلح يطلق على نفسه المقاومة الإسلامية “أصحاب الكهف”، المقاتلين المنضويين تحت لوائه بإستهداف جميع مصالح السويد، وقال؛ في بيان منسوب لهذا الفصيل أيها الكهفيون إبحثوا عن كل المصالح السويدية ودمروها، وأضاف البيان: إيها الكهفيون إبحثوا عن كل سويدي فهو يهودي، وأضاف البيان: أيها الكهفيون إبحثوا عن كل سويدي فهو يهودي إسرائيلي، ويستخدم غطاء السويد مردفاً له وأن كل ما يجري بتخطيط وإدارة البيت اليهودي العالمي، متواصلاً: في بيانه أن اليهود أعدائنا فابحثوا عنهم وإقتلوهم حيث ثقفتموهم وعلى ضوء هذه التهديدات أعلن رئيس هيئة الإعلام والاتصالات العراقية “علي المؤيد” بتعليق ترخيص عمل شركة أريكسون السويدية للإتصالات في الأراضي العراقية لسماح دولتها بحرق المصحف والعلم العراقي.
كما لفت”أبوالياسين” إلى توالي التأييد والإشادات بقرار الحكومة العراقية طرد السفيرة السويدية، وسحب القائم بأعمال السفارة في السويد، وأبرز ما جاء في هذا الصدد، هو تعليق زعيم إئتلاف دولة القانون “نوري المالكي” على قرار الحكومة العراقية في تغريدة على صفحتة في موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” حيثُ قال: إننا نؤيد قرار الحكومة بسحب التمثيل العراقي من السويد ومطالبة السفيرة السويدية لدىّ بغداد بمغادرة الأراضي العراقية دفاعاً عن حرمة المصحف الشريف، والمقدسات الاسلامية والسيادة العراقية.
ودعا”أبوالياسين” الدول العربية والاسلامية بالحذو حذو موقف العراق في قطع العلاقات مع السويد وطرد السفراء، أو على الأقل إتخاذ إحراءات حاسمة وصارمة ضد السويد، والتي يكون من شأنها مواقف عربية وإسلامية رادعه لكل من يسمح بالتعدي على الاسلام والمسلمين وكل الاديان السماوية، موجهاً رسالة إلى ملوك وامراء ورؤساء وزعماء الدول العربية والإسلامية قائلاً «حافظوا على دينكم كما تحافظون على عروشكم»، كما وجه رسالة المجتمع الدولي قائلاً؛ إن الصمت الغير مبرر، أو التجاهل تجاة العبث بالمقدسات الإسلامية، أو غيرها من المقدسات الأخرى والسماح بحرق الكتب السماوية تحت ما أسماه “حرية التعبير”يعُد خطأ فاحشى قد يولد عنف متزايد لا يحمد عقباة.
وإستغرب”أبوالياسين”من موقف الحكومة السويدية الغير رشيد إزاء عدم إتخاذ سلطات السويد حتى الآن الموقف المطلوب من دولة تحترم العقائد والمقدسات، وهذا ما يدفع بالمشكلة إلى المزيد من التعقيد وبما يفاقم مشاعر الغضب إزاء إنتهاكات يجب ردعها ووضع حد لها، وأولة ما شهدناة اليوم في العاصمة العراقية بغداد حيثُ تم إقتحام السفارة وإشعال النيران فيها ، فضلاًعن : الدعوات بإستهداف جميع المصالح السويدية، وهذا ما حذرنا نحن وآخرين منه عقب “حرق المصحف” في المره الأولى ولكن للأسف لم تلتفت الحكومة السويدية لتلك التحذيرات، وتجاهلت بشكل مخزي تأثير هذا العمل المشين الذي يضر يهدد بشكل مباشر”حرية التعبير” المزعومة.
وختم”أبوالياسين” بيانه الصحفي حيثُ قال: أجدد مطالبة المجتمع الدولي والإنساني والمؤسسات الدولية وحكماء العالم من العلماء وغيرهم من الرموز الدينية”الإسلامية والمسيحية واليهودية” ومنظمات المجتمع المدني، والفنانين والمثقفين، بالوقوف في وجه محاولات العبث بكافة المقدسات الدينية، وإدانة هذه الأفعال الإجرامية، ووضع حد لفوضىّ مصطلح “حرية التعبير” المزعومة من بعد الدول التي لا تعي خطورة هذا العمل المشين، والكف عن إستغلال هذه الأعمال في سوق السياسات والإنتخابات كدعاية رخيصة لهما، وإساءة إستخدامها فيما يتعلق بإستفزاز المسلمين وإحترام مقدساتهم كما يحترموا مقدسات الآخرين، وفتح تحقيق عاجل حول تكرار هذه الحوادث التي لا تقل في خطورتها عن مردود الهجمات الإرهابية الغاشمة، وأن السماح لهؤلاء المجرمين بتكرار هذه الإستفزازات تحت مسمىّ “حرية التعبير”ولو حتى بالصمت، يعُد تواطؤ منبوذ قد يُعيق من جهود تعزيز السلام وحوار الأديان والتواصل بين العالم العربي والإسلامي والعالم الغربي.