كتب : محمد جمعه الشافعي
قال”نبيل أبوالياسين” الكاتب الحقوقي والباحث في الشأن العربي والدولي، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأربعاء» للصحف والمواقع الإخبارية ، إن التصريحات المتكرره من قبل المسؤولين الفنلنديين وأختص بالذكر أعضاء حزب اليميني المتطرف، وآخرها تصريحات وزير الإقتصاد الحالي”ويلي ريدمان” التي أساءت للعرب والمسلمين، وطالت سكان الشرق الأوسط تعُد تطاول سافر غير مسبوق، وتتطلب رد حاسم من قبل الدول العربية، وجميع دول الشرق الأوسط وعدم تجاهلها لإنها تمس الكرامة العربية وتلكُما الدول.
وأضاف”أبوالياسين”أننا نشاهد في الأيام القليلة الماضية عملية تكرار الإساءة للعرب وللإسلام، فضلاًعن؛ الإستمرار في إستفزاز المسلمين، والغريب أنها تأتي من خلال مسؤولين كبار في الحكومة ولم تقتصر على أشخاص متطرفة وهمجية غير مسؤولة، ولكن للأسف من أعضاء الحكومة الفنلندية، وهذا ما كشفتة صحيفة “هيلسينغن سانومات” الفنلندية عن الرسائل التي حصلت عليها من المدعوه”أماندا بليك” الصديقة السابقة لوزير الإقتصاد الحالي “ويلي ريدمان” والذي أحتوت في مضمونها مصطلحات قذرة ومسيئة للعرب وكافة سكان الشرق الأوسط، ووصفهم بسخرية منه في تلك الرسائل بأنهم “قرود الصحراء”.
حيثُ: عمت أمس واليوم حالة من السخط والإستنكار واسعة النطاق على منصات التواصل الإجتماعي، بعد الكشف عن رسائل سابقة تعود لوزير الإقتصاد الحالي في الحكومة اليمينية الفنلندية، إحتوت على لغة عنصرية وتحريضية ضد العرب والمسلمين والسود والمهاجرين أيضاً، وكشفت صحيفة “Helsingin Sanomat”الفنلندية عن الرسائل التي أرسلها الوزير”ويلي ريدمان” التابع “لـ” حزب الفنلنديين اليميني المتطرف قبل حوالي 7 أعوام وتحديداً في عام 2016 حينما كان نائبا في البرلمان.
وأضافت: الصحيفة أنها حصلت على الرسائل التي إستخدم فيها “لغة عنصرية ضد الأقليات”، من صديقته السابقة وذكرت أن أسمها “أماندا بليك”، مشيرة إلى أنها قررت الكشف عنها نظراً إلى المنصب الوزاري المهم الذي يتولاه، والذي كان يجب علية أن يتحلى بالمسؤولية، ولا تخرج منه هذه الألفاظ التي تحوي في طيها عنصرية واضحة ضد السود والعرب والمهاجرين وغيرهم من المسلمين، وذكرت؛ الصحيفة أنه في وقت إرسال هذه الرسائل كان “ريدمان”عضواً في لجنة القانون الدستوري، واللجنة الإدارية التي أسهم خلالها بتمرير قوانين ضد المهاجرين،
وفي إحدىّ رسائله مع صديقته المزعومة، شبّه “ريدمان” نمو إحدىّ النباتات بالصوماليين في البلاد، متواصلاً؛ أنه بمجرد إحضار زهرة زنبق الوادي إلى هذه البقعة، ستجدينها في كل مكان، فإنها تنتشر وتتكاثر مثل الصوماليين، وفق ما جاء من الصحيفة.
ولفت”أبوالياسين” إلى ما تناولتة الصحف منذ ساعات قليلة على صفحاتها الرئيسية وكان أبرزها «وزير فنلندي يهاجم المسلمين والسود!»، وأخرىّ، «ألفاظ مسيئة وتحريض.. تصريحات عنصرية لوزير الاقتصاد الفنلندي ضد المسلمين والسود تثير جدلا»،
ما دفع إلى شجب وإستنكارات واسعة من المتفاعلون على منصات التواصل الإجتماعي، وما تم الكشف عنه من رسائل عنصرية تعود لعضو بارز من أعضاء الحكومة الحالية في فنلندا، مستنكرين في الوقت ذاته التصريحات العنصرية المتكررة من قبل أعضاء “الحزب الفنلندي” اليميني،
وطالب أحد المغردين من فنلندا رئيس الوزراء” بيتيري أوربو”بإتخاذ إجراءات فورية ضد الوزير المسيئ والذي وصف في تغريدتة بأن التصريحات غير لائقة، مستنكراً؛ إبقاءة في الحكومة حتى الان، حبث قال؛ إنه لمن غير المقبول أن يسمح رئيس الوزراء بهذه العنصرية في حكومته.
لافتاً؛ إلى رئيس الوزراء الفنلندي “بيتيري أوربو”، الذي أبدي تأكيده؛ على أنه لا يؤيد اللغة التي إستخدمها “ريدمان” في رسائله، لكنه في الوقت ذاته أكد ثقته به، ولم يذكر وجود أي إجراءات بحقه!، ما آثار إستغراب وغصب الكثير من داخل فنلندا وخارجها، وفق وسائل إعلامية فنلندية، ويذكر؛ أن الوزير المسيئ تم تعيينه بديلاً لوزير الإقتصاد السابق”فيلهلم جونيلا” الذي إستقال في يونيو الماضي بعد 10 أيام فقط من توليه منصبه، بسبب تصريحات قديمة له مؤيدة للنازية!، ومن جانبه؛ صرّح وزير الإقتصاد الحالي “ريدمان” في رد منه على التسريبات بأنه يفكر بمقاضاة صحيفة “هيلسينغن سانومات”، وكتب على صفحتة على “تويتر “إن كاتب القصة في الصحيفة مشتبه به بالفعل في التشهير ضدي، وكذلك مصدره المذكور في القصة، وقد أفادت الشرطة بأن الأمر قيد المتابعة القانونية، وفق التغريدة المنسوبة إلية.
وإستنكر”أبوالياسين” سلبية رئيس وزراء فلندا الذي يشاهد تكرار التصريحات الغير مقبولة والتي تُعد”عنصرية” ومسيئة بحق الأقليات المسلمة والمهاجرين، غير أنها إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان التي يتحدثون عنها في كل المحافل،
وأصبح الآمر إعتيادي في الحكومة الفنلندية، حيثُ يتم نشر تصريحات عنصرية لوزير جديد في حزب الفنلنديين من حين لآخر، ولا أحد يستطيع التفكير بأي شيئ عن إنشاء مجموعات عمل للقضاء على “العنصرية” أو عدم التسامح فيها، متسائلاً؛ لماذا لم يتم إعطاء مساحة من التفكير في هذا النوع من التصرحات العنصرية في مجلس الحكومة؟.
وأشار”أبوالياسين” إلى مقالة الصحفي الصادر عنه في 15 يوليو الماضي، والذي حمل عنوان«هل يعتذر الآخرين أساءة للإسلام وبعد 15 عام «وزيرة فنلندية » تعتذر للمسلمين ؟»، وأبرز ما جاء فيه قولة: تتوالى الإعتذرات؛ الغربية وكان أبرزها وزيرة المالية الفنلندية “ريكا بورا” التي إعتذرت عن تعليقات “عنصرية” قديمة نُسبت إليها على الإنترنت تم إعادة شجبها من طرف زملائها، وإتُهمت وزيرة المالية، زعيمة حزب “Vines” اليميني المتطرف الشريك في الإئتلاف الحكومي، بكتابة تعليقات تحريضية في وقت سابق عام “2008 “معادية للمهاجرين والإسلام والمسلمين، وتحمل إساءات عنصرية وتهديدات بإستخدام العنف، وجاء في تغريدة أطلقتها على صفحتها في موقع التواصل الإجتماعي”تويتر” قالت؛ فيها إني “أعتذر عن التعليقات الغبية التي سبق، و كتبتها قبل “15 “عاماً، وعن الأذىّ والإضطراب المفهومين اللذين تسببت فيهما لإسلام والمسلمين والمهاجرين، وأنا لست شخصاً مثالياً فقد أخطئت وأعتذر الآن، فماذا يقول الآن وزير الإقتصاد بعد الكشف عن تصريحاتهُ “العنصرية”؟.
مشيراً؛ إلى دعوة الولايات المتحدة الأمريكية، والإتحاد الأوروبي وبريطانيا حراس الديمقراطية وحقوق الإنسان كما يزعمون، إلى التصويت ضد قرار مجلس الآمن الدولي، الذي يدين العبث بالكتب السماوية تحت مسمىّ حرية التعبير، حيثُ قالت حينها: السفيرة الأميركية “ميشيل تايلور” نأسف لإضطرارنا للتصويت ضد هذا النص غير المتوازن لأنه يتعارض مع مواقف إتخذناها منذ فترة طويلة بشأن حرية التعبير، وإمتنعت بعض دول أمريكا اللاتينية، بينها “المكسيك وهندوراس”، عن التصويت، معتبرة؛ على غرار الدول الغربية أن هناك حاجة إلى تخصيص مزيد من الوقت للتفاوض والتوصل إلى إجماع
والغريب أنهُ قبل التصويت، أكدت “المكسيك” أن أي تعبير عن إنتقاد الأديان لا يشكل في حد ذاته تحريضاً على العنف والتمييز متسائلاً؛ وهل تصريحات “العنصرية” من أعضاء الحكومة الفنلندية لا تشكل تحريضاً على العنف والتميز؟.
كما أشأر؛ إلى رسالتُة التي وجهها آنذات في مقالة؛ إلى الدول الغربية التي صوتت ضد قرار مجلس الأمن التابع للآمم المتحدة، والتي أعربت خلال المناظرات في المجلس عن معارضتهم لقوانين مناهضة التجديف كما زعموا، وتناقضهم في الوقت نفسه يستنكروا بشدة حرق المصحف في السويد!، بأن شعوب العالم بما فيها شعوب دولكم أصبحت تئن في صمت وقريباً سيكون الإفصاحٌ في العلن من السياسات الغير رشيدة، وازدواجية المعايير التي أصبحتم تتمتعون بها، والتي تتناقض مع حديثكم في كل محفل من المحافل، فما هو موقفكم حينها؟، والآن نرىّ الشعب الفنلندي وغيرهم من الشعوب أصبحوا يفصحون على العلن عن السياسيات الغير رشيد وإستنكارهم للسماح بهذه العنصرية في الحكومة.
وناشد “أبوالياسين” مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتفعيل قراراً مجلس الآمن وإتخاذ قرارات حاسمة ضد أي تصريحات “العنصرية” وضد كافة أعمال الإساءة، أو التحريض على العنف للأقليات، ولا سيما؛ الكراهية الدينية مثل حرق القرآن، والإساء للأنبياء، والعبث بالأماكن المقدسة، والتعرض للرموز الدينية، لأن كل هذة التصرفات الهمجية والمتطرفة والغير مسؤولة، لا تعتبر ضمن حرية التعبير ولكنها أعمال إجرامية مُشينه قد تُعرض حرية التعبير للخطر، وتولد عنف قد لا يحمد عقباة، وقد شاهدنا، وشاهد العالم بأسرة حرق السفارة السويدية في العراق بسبب الإستفزازات الأخيرة حيثُ أقدم لاجئ في السويد على “حرق نسخة من المصحف الشريف مع العلم العراقي بحراسة الشرطة.
وطالب”أبوالياسين” المجتمع الدولي والإنساني والمؤسسات الدولية وحكماء العالم من العلماء وغيرهم من الرموز الدينية”الإسلامية والمسيحية واليهودية” ومنظمات المجتمع المدني، وغيرهم، بالوقوف في وجه التصريحات “العنصرية” وكافة محاولات العبث بالمقدسات الدينية، وإدانة هذه الأفعال الإجرامية، ووضع حد لفوضىّ مصطلح “حرية التعبير” المزعومة والكف عن إستغلالها في سوق السياسات والإنتخابات كدعاية رخيصة لهما، وإساءة إستخدامها فيما يتعلق بإستفزاز المسلمين وإحترام مقدساتهم كما يحترموا مقدسات الآخرين، كما طالب : رئيس وزراء فنلندا”بيتيري أوربو”بعدم السماح بوجود عنصرية في الحكومة، وإتخاذ قرار عاجل وفوري يليق بقيمة الدول وشعبها ضد وزير الإقتصاد، وأن الإبقاء عليه في الحكومة يعُد تواطئ منبوذ ينبذهُ ويستنكره الشعب الفنلندي وجميع الشعوب العربية والغربية.
وأكد”أبوالياسين” في بيانه الصحفي على أنه عدم التحقيق العاجل حول تكرار هذه التصريحات “العنصرية” وغيرها من حوادث الإساءة للكتب السماوية، فقد تشكل خطراً جسيماً لا تقل في خطورتها عن مردود الهجمات الإرهابية هذا على المستوىّ العام، وأن تجاهل رئيس دولة فنلندا عن تغاضي رئيس الوزراء عن الوزير المسيئ، والبقاء علية في الحكومة، قد يولد إحتقان شعبي، فضلاًعن ؛ أنه يتسبب في أذىّ وضرر نفسي مباشر لجميع الجاليات العربية المتواجده على أراضي الدولة، والمهاجرين وأصحاب البشرة السوداء من الجنسية الفنلندية وغيرهم.
مؤكداً: أن تكرار هذه الأفعال الإجرامية الصادرة من المسؤولين وغيرهم من الهمج المتطرفين لن تنال من من كرامة العرب والمسلمين، ولا المهاجرين، في فنلندا، ولا من حرمة المصحف الشريف كما سبق في السويد، لأن المصحف في قلب كل إنسان مسلم، وجميعهم متحضر ون، وسوف يظل في عليائهم كتاباً هادياً للإنسانية جمعاء، وموجهاً لها لقيم الخير والحق والجمال، ولا تنال من قدسيته أحقاد الضالين المجرمين، ولا تصرفات باعثي التعصب والحقد والنفوس البغيضة والمريضة، من أصحاب السجلات السوداء في تاريخ التعصب والكراهية وحروب الأديان السماوية، وأن مهما بلغت الإساءة من هؤلاء المجرمين لن يكون الرد بإساء مثلها، ولكن سيكون الرد بالعلم والمعرفة دائماً وأبداً.
وختم”أبوالياسين”بيانه الصحفي حيثُ قال: إن الكشف عن هذة التصريحات العنصرية من وزير الإقتصاد الحالي، والتصريحات التي سبقتها بعدة أيام قليلة من وزيرة المالية “ريكا بورا” وتجاهل رئيس الوزراء الفنلندي لتلكا الواقعتين وعدم إتخاذ إجراءات حاسمة ضد هؤلاء ومازال باقي عليهم في الحكومة يعُد تميز عنصري واضح ، وإنتهاك صارخ لحقوق الإنسان، فضلاًعن؛ إنه يعُد نوع من أنواع العمل الإرهابي، ويتسبب في إهانة بالغة لجموع العرب والمسلمين في جميع دول العالم مرفوضة من كافة الشعوب العربية والإسلامية تستوجب الآن إعتذار رسمي من وزير الإقتصاد كما فعلت وزيرة المالية في السابق يعقبها قرار لائق من رئيس الدولة ضد رئيس الحكومة.