بقلم : يوحنا عزمي
بمناسبة التدخل العسكري المحتمل من مجموعة ايكواس في النيجر والذي اتوقع له ان يفشل ككثير من التدخلات العسكرية الخارجية التي سبقته في العديد من دول العالم وانتهت كلها إلى الفشل.
ومعيار الفشل في رأيي هو أنها لم تحقق لمن قاموا بها الأهداف التي خططوا لها وكانت دافعهم إلى التدخل ، لكن نتائجها ظلت محصورة في نطاق اطرافها وحدهم. ولم تتجاوزهم إلى غيرهم.
علي ان هناك تدخلات عسكرية خارجية تتجاوز مرحلة الفشل المحدود لتصبح كارثية مع اتساع حجم الدمار الذي يمكن ان تحدثه وتمتد آثاره وتداعياته إلى دوائر اكبر وأبعد مدي بكثير.
والأمثلة عديدة ، ويأتي علي رأسها التدخل العسكري السوفيتي
في افغانستان في ديسمبر ١٩٧٩ ، وهو التدخل الذي حدث كإجراء استباقي وقائي لاحتواء مد إسلامي إيراني محتمل إلى جمهوريات الإتحاد السوفيتي الإسلامية كنتيجة للصحوة الإسلامية التي جاءت بها الثورة الاسلامية في إيران بعد استيلائها علي مقاليد الحكم في إيران في مطلع عام ١٩٧٩ ..
فالقيادة السوفيتية لم تتعامل مع الثورة الإسلامية الإيرانية علي أنها كانت ضربة قاصمة للنفوذ الأمريكي في إيران والخليج ، وإنما من زاوية تهديدها المحتمل بأفكارها الإسلامية الثورية لوحدة الإتحاد السوفيتي .. ومن هنا كان قرارها باحتلال افغانستان لتقوم بدورها كعازل او كحائط صد لوقف اي تمدد إسلامي إيراني باتجاه الجمهوريات السوفيتية الإسلامية.
وكان هذا التدخل العسكري السوفيتي في افغانستان كارثيا لأنه هو الذي فتح المجال واسعا أمام أجهزة المخابرات الأمريكية للدخول إلى أفغانستان بجحافل من اسمتهم للتضليل بالمجاهدين لمقاومة المحتلين السوفيت لهذا البلد الإسلامي المسالم والمحايد ،، ووسط هذه الأجواء العنيفة ولد اعتي تنظيم إرهابي في العالم ، وهو تنظيم القاعدة ، الذي تزعمه إرهابي محترف وعميل مخابراتي مدرب هو السعودي أسامة بن لادن تحيط به ثلة من اخطر العناصر الإرهابية في العالم وقتها ، ومن القاعدة بمصادر تمويلها وتسليحها وتدريبها المشبوهة انبثقت داعش وكافة التنظيمات الإرهابية الأخري التي روعت العالم ، ولا زالت تفترس دولا عديدة في المنطقة العربية وتحيل حياة شعوبها إلى جحيم من العذاب، كما في سوريا والعراق الذي عاني من أهوال الإرهاب الداعشي تحت زعم إقامة دولة الخلافة الإسلامية فيه ما يملا مجلدات.
ولم يكن هذا كله ليحدث لو لم يجد بدايته في غزو السوفيت لافغانستان .. وليبدأ معه فصل مأساوي جديد في تاريخ العالم
فهو تدخل عسكري كارثي بكل المعايير.. بدأ سوفيتيا واستغله الأمريكيون إلى اقصي حد .. ودفع العالم كله ثمنه.