كتب : محمد جمعه الشافعي
قال”نبيل أبو الياسين” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان والباحث في القضايا العربية والدولية، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «الأحد» للصحف والمواقع الإخبارية إننا عشنا وعاش الكثير عُمْراً مَدِيداً ولم نشاهد هذا الطوفان الفلسطيني، ودائماً ما نصحو وننام على إجتياح قوات الإحتلال الإسرائيلي واحده تلو الآخرىّ، لكن في”8″ ساعات قلبت كل الموازين الآن ونشاهد المقاومة الفلسطينية تجتاح !!،
ما أعجب التاريخ الذي جعلنا نشاهد بعد “50” عاماً من الطوفان المصري في 6 أكتوبر عام 1973 المقاومة الفلسطينية وهم يقتحمون ويأسرون ويرعبون ويجتاحون في 7 أكتوبر 2023، وبالتزامن مع الإنتصارات العظيمة للقوات المسلحة المصرية، وأصبح عندنا إنتصارين «6، 7 أكتوبر».
وأضاف”أبوالياسين” أن عملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل تعُد أكبر هجوم مسلح منذ عدة عقود، وأكدت؛ للعالم بأسرة بأن الشعب الفلسطيني حي وقضيتُة لن تموت، ومقاومة الإحتلال وتحرير الأرض حق وواجب شرعي وإنساني وقانوني أيضاً، وأن العنف لا يمكن أن يحل الصراع وتحقيق السلام لا يتم إلا بمفاوضات جادية تفضي لحل الدولتين بشكل عادل وشامل، وإستهداف المدنيين العزل من قبل قوات الإحتلال الغاشمة دليل ضعفها وهشاشتها، وكان يجب على العالم والمجتمع الدولي بدل الصمت المستمر النظر بعين العقل والحكمة في أطول إحتلال عرفه التاريخ الحديث “إحتلال الصهاينة لفلسطين”، وأن هذا الإحتلال وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.
مضيفاً: كما كان يجب على قوات الإحتلال المغتصبة للأراضي الفلسطينية أن تتعلم الإنسانية من المقاومة الفلسطينية قبل إستهداف المدنيين العزل، حيثُ أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الإجتماعي “لـ” مقاومين فلسطينيين إخترقوا مستوطنة إسرائيلية في غلاف غزة، أمس”السبت”، وهم يأسرون عدداً من الإسرائيليين، وأوضح المقطع حالة من الرعب كانت فيها مستوطِنة إسرائيلية رفقة طفليها، وقد حاول المقاومون الفلسطينيون طمأنتها وتهدئتها، وقال: أحدهم لن يؤذيها أحد فهي معها أطفال، ليعلموا أننا شعب إنساني، ولسنا مثلهم في إشارةً منه إلى الإحتلال الإسرائيلي المجرم الذي لا يعرف لا إنسانية ولا رحمة.
كما أضاف: وشاهدنا وشاهد العالم عندما دخل عدد من المقاومين الفلسطينيين إلى غلاف غزة بعد أن سيطرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، على عدد من المستوطنات فيه، وقد أوصى المقاومون بعضُهم بعضاً بالتعامل بإنسانية مع كبار السن والنساء والأطفال، وقد أظهر فيديو آخر حماية طفل صغير في إحدىّ المستوطنات الإسرائيلية،
وشاهدنا أيضاً المقاومة الفلسطينية التي كانت حريصة على ألا تستهدف المدنيين الإسرائيليين، وتحديداً الذين يتجاوبون مع مقاتليها، وحتى من إتخذتهم أسرى لديها للتفاوض بهم على إسترجاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال وفك الحصار عن غزة.
حيثُ: أعلنت المقاومة الفلسطينية في كلمة مسجلة، بثتها فضائية الأقصىّ التابعة لـ”حماس” صباح السبت، قالت؛ فيها إننا نعلن عن بدء عملية “طوفان الأقصى” بضربة أولىّ إستهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو المحتل للأراضي الفلسطينية، وأضافت؛ خلال أول 20 دقيقة من العملية تم إطلاق “5” آلاف صاروخ وقذيفة، وأوضحت؛ أن هذه العملية تأتي في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكُّره للقوانين الدولية، وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي المعتاد.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بعد نشر تحديثات حول عدد الشهداء والجرحى، بأن عدد شهداء
قطاع غزة وصل إلى 256 شهيدا بينهم 20 طفلاً وإصابة 1788 بجروح مختلفة بينهم 121 طفلاً، وذلك جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بالمدفعية والغارات المكثفة، وفق تحديثات وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أكدت: الفصائل الفلسطينية في غزة، تمكنها من أسر عدد من قادة عسكريين في جيش الإحتلال خلال عملية “طوفان الأقصى” التي تم إطلاقها صباح السبت ضد مستوطنات إسرائيلية شمال القطاع.
وعلى صعيد أخر متصل أعلنت هيئة البث «الإسرائيلية» عن إرتفاع عدد القتلى إلى 300 قتيل والمصابين إلى 1864 بينهم أكثر من “326”في حالة خطيرة جداً، و”19″ منهم في حالة موت سريري، وفق ما جاء من هيئة البث الإسرائيلية، وفي السياق نشر الإعلام الإسرائيلي صوراً تبرز أسر الفصائل الفلسطينية لعدد من المستوطنين وجنود الإحتلال من غلاف غزة خلال علمية طوفان الأقصى، ولم تعلن حتى الآن عن عدد من تم أسرهم، فيما ذكر مصدر إسرائيلي أن عدد الأسرى كبير ولم يتم حصرة من قبل السلطات الإسرائيلية.
وإستنكر”أبوالياسين” في تصريحة الصحفي رد الولايات المتحدة الأمريكية على”طوفان الأقصى” بأنها عملية إرهابية متسائلاً؛ هل ما تقوم به قوات الإحتلال من الإنتهاكات كل يوم ضد الشعب الفلسطيني، وما تقوم به الآن من إستهداف المدنيين العزل ليس إرهاب؟، والإعلان عن دعمكم للإحتلال المجرم مقابل الهجمات التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ليس دعماً للإرهاب؟، كفاكم الكيل بمكيالين، وإزدواجية المعايير التي كشفتها الحرب الروسية الأوكرانية للعالم بأسره، وكفو عن حديثكم الكذوب عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأنتم في الأصل«جذور الإستبداد»، المقاومة الفلسطينية ليست إرهابية بل من جاء وإحتل الأراض هو الإرهابي، ومن حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه في مواجهة إرهاب المستوطنين وقوات الإحتلال.
وأشار”أبوالياسين” إلى مقالة الصحفي في 1 أكتوبر من الشهر الجاري، والذي حمل عنوان «بعد التصريحات الأمريكية الأخيره بشأن التطبيع مع إسرائيل نبيل أبوالياسين يطالب السعودية بعدم الإستعجال»، وييدوا أنه كان”أبوالياسين”على صواب حينما طالب المملكة العربية السعودية المتمثلة في ولي عهدها الجسور الرشيد”محمد بن سلمان” بعدم الإستعجال في قرار التطبيع مع “إسرائيل” والتريث قبل القدوم على هذه الخطوة التي تعد لها الولايات المتحدة بإهتمام يالغ ومبالغ فيه، حيثُ أن هذا الإتفاق الدبلوماسي التاريخي كما زُعم بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية إكتب زخماً غير مسبوق بسبب الإهتمام الأمريكي له.
ولفت”أبوالياسين” في مقالة الصحفي حينها إلى أنه قد سجلت الأمم المتحدة مستويات غير مسبوقة من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين هذا العام 2023، ورغم إستجابة المجتمع الإنساني لإحتياجاتهم العاجلة، ولكن لن تكون هناك حاجة للمساعدة الإنسانية إذا تم إحترام حقوقهم الأساسية، وذكر فيه أنه من خلال متابعتة عن كثب شاهده أولئك الذين تركوا منازلهم من الفلسطينيين، الذين قالوا: إن الهجمات على أراضيهم الرعوية والعنف من البؤر الإستيطانية، والتي تم إنشاء الكثير منها مؤخراً على قمم التلال التي تحيط بالقرى الفلسطينية الريفية، دفعتهم إلى رفع الرهانات بشكل دائم، وبحسب التقرير الآممي، فإن التجمعات الفلسطينية التي شهدت أكبر خسارة سكانية كانت في المناطق التي بها أكبر عدد من البؤر الإستيطانية.
وعبر ”أبوالياسين”في تصريحة الصحفي عن قلقهُ البالغ إزاء التطورات بين إسرائيل والفلسطينيين، محملاً إسرائيل مسؤولية الإعتداءات السافرة التي إرتكبتها سلطات الإحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، ويتوجب على المجتمع الدولي الآن وبشكل عاجل وفوري
إنهاء ممارسات الإحتلال الإستفزازية” و”سياسة التوسع الإستيطاني، محذراً؛ من التدهور المتلاحق والخطير للأحداث التي قد تساهم بشكل أو بأخر في دخول المنطقة بحلقة مفرغة من التوتر تهدد الإستقرار والأمن الإقليميين، كما حذر: من خطورة تردي الأحداث المتسارعه، وإنزلاقها لمزيد من العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وأكد”أبوالياسين” في تصريحة الصحفي على أنّ إستمرار بطش الإحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وجرائمة المستمر والمتكررة والتي ترقىّ معظمها لجرائم حرب، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية الأعمى والمطلق لإسرائيل، و”فيتو” الدم الذي تستخدمة أمريكا مراراً وتكراراً لمزيد من القتل والتهجير للفسطينيين والصمت الدولي المستمر والغير مبرر ساعدا الإحتلال المجرم لعدم إحترامة وإلتزامه بقرارات الشّرعيّة الدّوليّة، ما دفع لتصعيد وتيرة إعتداءاتهُ وجرائمه اليوميّة ضدّ الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّساتهُ، وحرمانه من حقوقه المشروعة، كل هذا يعُد السّبب الرّئيسي في عدم الإستقرار.
مؤكداً: أن الكيان الإسرائيلي هو الذي يتحمل مسؤوليّة التّصعيد الجارية الآن، داعياً المجتمع الدولي وأختص بالذكر “مجلس الأمن الدولي”، إلى تحمّل مسؤوليّاتهُ تجاه وقف العدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية الدّوليّة للشّعب الفلسطيني، فضلاعن؛ رعاية عمليّة سياسيّة جادّة من أجل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي، وتجسيد قيام الدّولة الفلسطينيّة المستقلّة ذات السّيادة، وعاصمتها القدس الشّرقيّة على خطوط الرّابع من يونيو 1967؛ وتحقيق السّلام العادل والشّامل على أساس رؤية حلّ الدّولتين وفق لقرارات الشّرعيّة الدّوليّة ومبادرة السّلام العربيّة القائمين.
وختم”أبوالياسين” تصريحة الصحفي حيثُ: دعا الله عزوجل بأن يرزق أشقاءنا في فلسطين الصمود، والقوة في وجه طغيان الصهاينة والصمت المخجل للمجتمع الدولي، وأثنى على المقاومة الفلسطينية قائلاً: إنهم أبطال وما قاموا به سُطر في التاريخ بجانب إنتصارات أكتوبر المجيدة وأصبح لدينا إنتصارين “6 ،7” أكتوبر، فقد بثُّوا هؤلاء الأبطال فينا الروح والثقة، وأعادوا لنا الحياة بعد أن ظنَنَّا أنها لن تعود مرةً أخرىّ، فتحية شكر وإجلال مني بشكل خاص، ومن شعوب العالم العربي والإسلامي على صمود الشعب الفلسطيني الأبي الذي أتضرع إلى الله أن يلهمهم الصمود في وجه طغيان الصهاينة وإرهابهم والصمت المخجل والمخزي للمجتمع الدولي، وأن يزف شهدائهم في عرس بالفردوس الأعلى وشفاء عاجل للمصابين لايغادر سقماً.