مصر مستهدفة من قبل قوي دولية وإقليمية عديدة
بقلم : يوحنا عزمى
استطيع ان اقول تأسيسا علي ما تؤشر به شواهد الواقع ، وهذا السيل المتفج حولنا طول الوقت من حروب وصراعات وأزمات والكثير منها ليس عفويا وإنما مخطط ومدبر ، ان مصر مستهدفة من قبل قوي دولية وإقليمية عديدة ، وهذه القوي المتآمرة عليها تعمل مع بعضها ضمن دوائر عديدة متشابكة وبدرجة يصعب فصلها عن بعضها ..
أما لماذا مصر مستهدفة ، فلإنها استطاعت في الظروف الصعبة والحافلة بالأخطار والتحديات التي تمر بها هذه المنطقة منذ سنوات ، ان تبقي متماسكة أمنيا ، وان تظل واقفة علي قدميها لتقوم بما يجب ان تقوم به لنفسها حتي لا تلقي مصير غيرها من الدول التي تعثرت وانهارت ولم تقم لها قائمة بعدها.
وربما تكون هذه المؤامرات والمخططات الدولية والإقليمية الشريرة قد وصلت ذروتها بما يحدث الآن في غزة من حرب إبادة شاملة وتهجير قسري ومن ترويع وترهيب لإخلاء غزة وتفريغها من شعبها وهي حرب ليست ككل الحروب التي سبقتها ، فهي حرب قد تنتشر حرائقها وتمتد نيرانها إلي مدي ابعد من حدود غزة بكثير ، وبما قد يتعذر اخماده او احتواؤه ..
ولا اعتقد ان مصر وقيادتها السياسية غافلة عن كل هذا الذي
يحاك لها ، او التي يراد استدراج مصر إليه او توريطها فيه بفتح المزيد من الجبهات لاستنزافها وارباك خططها والتشويش علي رؤيتها حتي تضل طريقها إلي اهدافها باخراجها من المسار الوطني الذي تتحرك فيه .. ولتفقد تماسكها كدولة وطنية قوية وموحدة. وهذه هي الغاية النهائية والهدف من كل ما جري وما يزال يجري علي مقربة من حدودنا من كل الإتجاهات.
ما تحتاجه مصر كأولوية عاجلة في تصوري هو ان تحاول ان
تخرج من أزمتها الإقتصادية الراهنة بأسرع ما يمكن ، وهذا ممكن بالرؤية الاقتصادية الصائبة وبآليات التغيير المناسبة ، وبالتصميم علي تجاوز هذه الأزمة حتي لا تعطيهم مصر الفرصة لخنقها او لتعنيف ضغوطهم عليها علي نحو ما يحاولونه معها الآن ، وهي التي لديها من الامكانات والقدرات والخبرات الإقتصادية الدولية المشهود لها ، ما يجعلها قادرة علي التعافي بسرعة والعودة مرة اخري إلي احوالها الإقتصادية الطبيعية ، وبما قد يخرج عن دائرة توقعات من يضمرون لها الشر ولا يكفون عن محاولة ايذائها واضعافها حتي ينفتح الطريق أمامهم إلي ما يريدونه منها.
وعلي الإعلام المصري ايضا ان يتدارك اخطاءه وعيوبه وسلبياته ليكون علي مستوي المواقف والأحداث الخطيرة الراهنة وليستطيع التواصل مع قواعده الشعبية العريضة بديناميكية وايجابية اكبر بكثير مما هي عليه الآن حيث يكاد يكون قد فقد تاثيره تماما علي القواعد التي يخاطبها لاسباب ليست خافية علي احد منا ..
لابد له هو الآخر ان يتعافي من علله وامراضه وعيوبه كدائرة مهمة من دوائر العمل الوطني الشامل.. كما تحتاج مصر اكثر من اي وقت إلي أحزاب سياسية قادرة علي ااحشد والتعبئة السياسية والمعنوية للجماهير في مواجهة مواقف التحدي والخطر .. أحزاب قادرة علي اداء الدور الذي وجدت من أجله .. والطريق إلي النهوض والإصلاح ليس مستحيلا إذا ما تهيأت الأسباب وتوفرت الإرادة.
وازاء كل تلك الأخطار والتحديات ، فإنه يصبح لزاما علي مصر
ان تحشد كل قواها في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها وتتهدد أمنها القومي بافدح الاخطار .. وهي قادرة علي ذلك كما كانت دوما وعلي مدار تاريخها الطويل ، فاللحظة فارقة ، والأخطار داهمة ، وعلينا ان نكون علي مستواها بالافعال الجادة والمؤثرة وليس بالاقوال والتمنيات الطيبة.
أقول كل ذلك وغيره كثير من منطلق حب بلا حدود لوطن عظيم
لا بديل لنا عنه ، ولا نظير له من بين كل بلاد العالم.. وعلينا ان نؤدي ما علينا لانفسنا.