متابعة : محمد جمعه الشافعي
بلاغة الكلام وفصاحة اللسان تعجز عن الشكر والثناء لدولة قطر وأميرها الجسور”تميم بن حمد آل ثاني”، وكل من شاركةُ في الوصول إلى هذا الإتفاق الذي إنتظرة شعوب العالم بأكملة، منذُ أن بدأت تحركات أمير قطر ورحلاتةُ عربياً وإستقبالاتةُ لقوى دولية وإتصالاتةُ بقادة العالم التي كنا نتابعها عن كثب،
واليوم تؤتي ثمارها وما هذه الهدنة، وما تشملة من صفقة تبادل الأسرى إلا بداية لتحقيق وقف العدوان الصهيوني الكامل على أشقاءنا الفلسطينيين في قطاع غزة، ومن هنا أقول؛ لانمدح إلا من يستحق ولا نهاجم غير من يُحق علية الهجوم، للهزيمة رجل واحد،
وللإنتصار ألف رجل، وبالرغم من ذلك، نجاح الوساطة القطرية بقيادتها الرشيدة والمتزنه يعُد نجاح لكل العرب والمسلمين وأحرار العالم الذين ناصروا الحق ورفضوا الظلم الذي تعرض له أهلنا الفلسطينيين في غزة.
ويُحسب لدولة قطر وسياستها الحكيمة والرشيدة المتمثلة في قائدها الجسور الأمير “تميم بن حمد آل ثاني”، ودبلوماسيتها النشطة والوازنة إنجاز وساطة ناجحة وتحقيق هدنة في قطاع غزة كان ينتظرها شعوب العالم بأسره، فضلاًعن: أنه يعُد إنتصار جديد
تحققه الرؤية القطرية في معالجتها الآزمات وخاصةً أزمة”غزة” التي شغلت الرأي العالم العالمي، لتُؤكد من جديد سلامة نهجها في سياساتها وعلاقاتها الخارجية،
خلال الأيام الأربعة من الهدنة سيتم إدخال كميات إكبر من المساعدات الإنسانية والإغاثية مع إدخال الوقود إلى قطاع غزة في مقابل الإفراج المتبادل عن عدد من الرهائن من النساء المدنيات والأطفال بين حماس والكيان الاسرائيلي.
و لم تكن إسرائيل في حاجة الى”47 “يوماً من القتل والمجازر والتدمير لكي تصل إلى إتفاقية تبادل أسراها بالسجناء الفلسطينيين، فهذا العرض كان مطروحاً عليها منذ البداية، ولكنهم رفضوا وعاندوا وتغطرسوا بعدما وعدوا جمهورهم الهائج والمتعطش للدم بأنهم سيسترجعونهم بقوة السلاح والقصف، ولكنهم في الأخر وجدوا أنفسهم يناطحون الصخر، وتتوحّل
أقدامهم في متاهات غزة، ومن ثم لم يجدوا غير التفاوض جبراً وبكسرة على هذا العرض عبر الوسيط القطري المتمرس، للقبول بالهدنة المؤقتة، وكثرة قتلاهم في الميدان، وهم لا يعلنون إلا عن العدد
القليل منهم، وتفكك الجبهة الداخلية، وإشتداد ضغط الرأي العام الدولي فرض عليهم، مع حليفهم الامريكي، التدحرج وإبتلاع السكين بدمه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإبتلاع غصتهم وقبول ما كان معروضاًعليهم منذ البداية !!.
وخسر “نتنياهو” المتغطرس الحرب والجيشُ الذي لا يُقهر قُهرتةُ المقاومة الفلسطينية الباسلة، ولأول مرَّة سيخسرُ رئيس أمريكي سباق الرئاسة لأنه دعمَ إسرائيل بشكل أعمى وشاركها في كافة جرائم الحرب التي لا تسقط بالتقادم، والإنقسامُ حول السياسة فلسطينياً أصبح بفعل المقاومة وحدةً وتماسكاً وتضحيةً،
وفي إسرائيل بركانٌ من الغضب، وبوادرُ حرب أهلية، وتصفيات على كل مستوىّ وغير مسبوق، ومحاولات فاشلة للهروبٌ من المسؤولية وصراعٌ بين الأجهزة، وغيابٌ للمحاسبة، وتوسيعُ الحرب كانت وسيلةٌ للهربِ من أيِّ إستحقاق قادم.
وسقوطُ “نتنياهو” بات وشيكً جداً، ونهايتُة تعني نهاية محورٍ دَعَمَ الإستبداد وتعاضدَ معه، وزرع الكراهية والحروب، وبعده ستكونُ إسرائيل أضعف، مهمومةً بمشكلاتها، وتلعقُ جراحها، وترمِّمُ نكساتها،
والضوءُ الأخضر الذي مُنحَ لـ”رئيس الوزراء الإسرائيلي” للعدوان على”غزة” آخذ في التلاشي، وغضبُ العالم بجماهيره ونُخبه الفكرية والثقافية والرياضية والفنية، وإنتفاضات الطلبة في الجامعات
والنقابات أرغمت الغرب على تغيير دُفَّته، والتراجعِ خطواتٍ للوراء جبراً، والقادمُ سيكون سَوقَ من قتل أطفال غزة للقضاء الدولي، وثمَّة جبهةٌ عالمية تتشكَّل الآن لفعل ذلك، فضلاًعن؛ أن “غزة” أشعلت ثورة
شعبية عالمية غير مسبوقة وإجمعت الشعوب ليكون الصوت واحد وعالي “وقف إطلاق النار”، وأخرى ندين قتل الأطفال التي أصبحت وصمة عار على جبين الإحتلال وأمريكا ودول الغرب الداعمه لها.
ومن هنا سيتسع نطاق الإستقطاب في الداخل الإسرائيلي، وتزداد نذر الحرب الأهلية بينهم والمتطرفون سيرتفع منسوب تطرفهم وجنونهم أكثر، والعقلانيون سيقولون هذه الحروب العدوانية وقتل نساء الفلسطينيين وأطفالهم هي حروب عبثية ولا أفق لها، وما بينهما سيتوزع جمهور هائج ومحبط،
وقوانين التاريخ القريب والبعيد تقول بأن الإنتصار العسكري يقوي الجبهة الداخلية ويزيد التماسك المجتمعي، والهزيمة تفجر كل خطوط الصراع والتناقضات الداخلية، وإسرائيل تشقها الآن الكثير من الصراعات السياسية والأيديولوجية والأثنية والقومية منذ لحظة تأسيسها القائم على جريمة أصلية.
وقد تمت السيطرة على هذه التناقضات، والسيطرة عليها بقوة الجيش والإنتصارات المتتالية على الجيوش العربية في السابق، ثم قوة الدعم الخارجي ولكن اليوم تهتز أسطورة الجيش الذي لا يقهر على تخوم “غزة” الذي غيرت المعادلة رغم الخذل الذي تلقتة من أبناء عروبتها ونخوتهم التي ماتت والصمت المميت الذي لا يظهر منه غير عيون متأهبة وأخرىّ متربصة تكتفي بالفرجة على أشلاء أطفال غزة
وجثامين نساءها وعندما إستمر الصمود وحان النصر بدأت قاماتهم ترتفع قليلاً، بعدما شاهدوا تراجع الكيان المحتل منكسراً مهزومة ذليلاً بعدما: أكتشف هو وأمريكا أن الطيران والمعدات العسكرية والجنود المرتزقة والفبركات الإعلامية وحدها لا تُحقق نصراً مع مقاومة تدافع عن أرضها وعرضها، وهذه سيكون لها ما بعدها بكل تأكيد على دولة الإحتلال ومن دعمها.
ولاشك أن هدنة إنسانية مؤقتة يتم فيها تبادل عدد من”الأسرى” من الإطفال والنساء من الجانبين هى خطوة إنسانية إيجابية مرحب بها على المستوىّ الشعبي العالمي، ولاسيما الذين خرجوا ومازالوا يخرجون في مظاهرات حاشدة في شوراع الدول
الغربية متضامنين مع الشعب الفلسطيني، وكذلك فإن الإتفاق على زيادة المساعدات الإنسانية الأساسية من غذاء ودواء، وماء، وقود التى إستخدمت بشكل سافر كسلاح فى الحرب بالمخالفة أيضاً للقانون الدولي الإنساني وتعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان بجانب المجازر التي إرتكتب في غزة على الهواء مباشرتاً
وشاهدها العالم بأكملة على شاشات التلفاز، تجعل أى إنسان يتنفس الصعداء بأرياحية بعد 47 يوماً يئس فيها الجميع ممن صمت وتواطؤ، ضد أشقاءنا في غزة، فعلينا الآن إلزام إسرائيل بالإمتثال للقانون الدولي ومحاسبتها على أفعالها، وعلى العالم العربي والإسلامي معاً ألا يظل صامتاً على الإحتلال فسقوط غزة يعني إصابة وحدة العالم الإسلامي بجرح عميق.
ومن جهة أخرىّ فإن عدم قدرة مجلس الأمن على إصدار قرار بالوقف الفوري والشامل لإطلاق النار أو حتى أن يكون طرفاً في هذه الهدنة المؤقتة، بالإضافة الى تاكيد الجانب الاسرائيلي أن القتال سيستأنف مرةً اخرىّ بعد هذه الهدنة وإلى حين “تدمير حماس” وفق مزاعم الكيان المحتل يجعل تلك الهدنة مجرد ضمادة لا تتناسب مع حجم الجرح ولا تبعث على الكثير من
التفاؤل، فالمطلوب هو وقف الحرب بالكامل والبدء الفوري فى التفاوض حول أصل الداء وإنهاء الإحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة وهذا ما يجب التحرك بشكل جادي وقوي من كافة الدول العربية والإسلامية الآن دون هوادا وكفاهم خذلان لشعوبهم الذين يأسوا
من العجز الكلي لهم، لذا: وجب الآن على العالم العربي والإسلامي الإتحاد معاً ومشتركين والتحرك بروح التضامن من أجل مواصلة العزم الذي أظهره في قمة الرياض وتطبيق قراراتها
وكسر الحصار على غزة الآن سيكون ممكناً بخطوات وإستراتيجيات تضعها منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية وليس دولة أو دولتان فقط.
وألفت : في مقالي هذا إلى الحرب التى نواجها من منصات التواصل الإجتماعي التي لا تقل في ضراوتها وشدتها عن المعركة في”غزة” ولكن لم توقفنا عن نصرة أشقاءنا في غزة غلق حساباتنا، ولن يمنع العالم من كشف الحقيقة حذف المحتوى الفلسطيني
فحذفت منصة”فيسبوك” حساباتنا وحسابات الكثير ممن يدافعون عن حقوق الإنسان ولاسيما: الشعب الفلسطيني الذي تعرض لأبشع جرائم الحرب على مدار العصور بشكل مستمر ومستفز وإستمرينا في كشف الحقائق وحركنا الشعوب الغربية وشاهد الجميع الإحتجاجات المستمرة في الدول الغربية بشحود
تخطت الملايين، ولم يقتصر الآمر عند هذا بل، وافقت بعض منصات التواصل على نشر إعلانات تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتدعوا لقتلهم، وإليكم فضيحة منصة ميتا “فيسبوك” ، التي كشفت عنها صحيفة”إنترسبت الأمريكية” إن تطبيق ”فيسبوك”
وافق على نشر سلسلة إعلانات تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتدعو لقتلهم في مجازر جماعيه.
وجاء هذا بعدما أرسلت منظمات حقوقية للشركة رسائل لإختبار معايير مراقبة المحتوى، وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الإعلانات، التي نُشرت باللغتين العربية والعبرية، تضمنت إنتهاكات صارخة لسياسات فيسبوك وشركة ميتا المالكة للتطبيق، تضمن بعضها محتوى يدعو بشكل مباشر لقتل المدنيين
الفلسطينيين، وبعضها يدعو لـ”محرقة بحق الفلسطينيين”، والقضاء على “النساء والأطفال وكبار السن في غزة، ومنشورات أخرى يصف بعضها أطفال غزة بأنهم “إرهابيون مستقبليون”، كما يتضمن عبارات مسيئة للعرب والفلسطينيين، ويواجه “فيسبوك”
والتطبيقات الأخرى التابعة لشركة “ميتا” إتهامات بتقييد المحتوى ّ الداعم لـ فلسطين، ًخاصةً خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
كما ألفت: إلى وقاحه إسرائيليه لم يشهد لها مثيل في التاريخ،
وهي وزيرة الداخلية الإسرائيلية السابقة “أيليت بن شاوول” الشهيرة “بأيليت شَكِد”، التي قالت: في تصريح لها أمس إن
بعد أن ندك مدينة “خان يونس” في غزه ونسويها بالأرض سنستغل هذا الدمار لنقول للدول إن كل دولة عليها أن تستقبل حصة من المدنيين الفلسطينيين إذا إرادوا أن ينقذوا أرواحهم، نحن بحاجة إلى تهجير 2 مليون مدني بغزه هذا هو الحل لغزة ومن يهتمون
بحياة الفلسطينيين !!؟، لذا؛ من المهم جداً دخول الصحافيين والإعلام إلى”غزة”بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ؛ ليعرضوا للعالم حجم وحشية جيش دواعش بن جفير ونتنياهو الذي يدعون أنه “أكثر جيش
أخلاقي” على وجه الأرض بعد أن إستخدم “القوي” نتنياهو “نبؤة أشعياء” وطبلت له بعض الوسائل الغربية وغيرهم.
وأُشير: في مقالي إلى تراجع بعض التصريحات منكسرة بعدما شهدناها في السابق من غطرسة وكبر وتكابر واهية، وها هو الرئيس الإسرائيلي “إسحق هرتسوغ” يظهر بشكل هادئ ويصرح، قائلاً: إن
الصعوبات مفهومة ومؤلمة وصعبة، ولكن في ظل الظروف الحالية أؤيد وأؤيد قرار رئيس الوزراء والحكومة بتعزيز إطلاق سراح الرهائن، وهذا إلتزام أخلاقي يعبر بشكل صحيح عن القيمة اليهودية والإسرائيلية لتخليص الأسرى، وآمل أن يكون خطوة أولىّ مهمة لإعادة جميع المختطفين إلى ديارهم،
وستواصل دولة إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الأمن العمل بكل السبل لتحقيق هذا الهدف، إلى جانب إستعادة الأمن المطلق لمواطني إسرائيل، وفق ما قال.
مشيراً: إلى أن موافقة الإسرائيليين على إتفاق الهدنة مع حماس هو فشل آخر لهم، وهزيمة جديدة تضاف إلى سجلهم الحافل بالهزائم منذ السابع من أكتوبر للإسباب الأتية”إنهم تعاملوا مع حماس الند للند وليس كجماعة أرهابية كما يحلو لهم أن يسمونها وطبعاً فى غياب كامل لسلطة الفلسطينية”
“أنهم فشلوا فى تحرير الرهائن بقوة السلاح والقصف الجوى والعمليات الخاصة كما وعدوا شعبهم منذ بداية العدوان بعد 7 أكتوبر”، “أن الخسائر البشرية فى صفوف الجيش الإسرائيلي أجبرتهم على ذلك الإتفاق”، “أن تنتظر الحكومة الإسرائيلية المتعجرفة
رد المقاومة الفلسطينية بعد موافقتهم الرسمية على الإتفاق هو بمثابة لطمة آخرىّ للكبرياء والغطرسة الإسرائيلية الزائفة”، “أن طول المدة التى أستغرقتها الحرب وصلابة المقاومة فى الدفاع عن غزة هو بمثابة هزيمة أخرىّ للكيان المحتل والمغتصب للأرضي.
وختاماً: فإن الإحتلال الإسرائيلي خسر أهم ما كان يعتمد عليه و هو دعم أوروبا و أمريكا لها، واليوم هي خسرت الشعوب هناك و عما قليل ستخسر الكثير من الحكومات لكن تذكروا أن الدول السبع لن تتراجع عن دعم إسرائيل لأنها كانت تعدها لمخطط خبيث في
المنطقة سيتم شرحة في مقالات لاحقة، ولكن حطمت “غزة” كل خطط الدول السبع بـ”طوفان الأقصى” لذلك كانت ردة فعلهم غير طبيعيه، وغير مبررة فمتى كانت اليابان تقف مواقف متطرفه بهذه الحدة في الصراع العربي الإسرائيلي؟
ومتى غيرت أيطاليا موقفها الداعم للثورة الفلسطينيه إلى موفها الحالي الذي تدعم فيه القتل بكل أبعاده أنها خطة مقدر لها سبع سنوات لتكتمل، وجاءت “غزة”ومقاومتها الباسلة لتدمر كل تخطيط أوروبا الخبيث.
وتأهبت دول إقليمية وغربية لسقوط”غزة” في ساعات قليلة أمام جيش كانت تتغنى بقوتةُ وعظمتةُ الدول الغربية وأمريكا جيش واهي سقط وإنهزم بهزيمة مذلة أمام بسالة قوة المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني، شكراً”غزة” التي رفعت رأس الآمة العربية والإسلامية معاً وإستردت كرمتها رغم ضحاياها من شهداء سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، والصمت الدولي المميت الذي يعُد تواطؤ واضح في كل المجازر التي تمت بحق الشعب الفلسطيني، واليوم نقول: لكل زعماء الدول العربية والإسلامية بعد هذا النصر وبعد ما بدأ الصامتين بالظهور مجدداً ويحاولوا أن ينسبون لهم بشكل أو بآخر جهودهم إلى التوصل لهدنة، أنهم وجب عليهم بصوت واحد أن يقولوا؛ إن أي ترتيب يتعلـق بمستقبل ومصير فلسطين يجب أن يحصل على موافقة الشعب الفلسطيني أولاً ونحن الآن أمام لحظة تاريخية يجب على الجميع إغتنامها.