متابعة: محمد جمعه الشافعي
إن سياسة الرئيس الاميركي “جوبايدن” الهمجية والغير رشيدة في الشرق الأوسط ودعمه المطلق للإحتلال الإسرائيلي والذي تعُد في مضمونها مشاركة علنية في كافة جرائم الحرب والمجازر التي تم إرتكابها في قطاع “غزة” تقسم الإدارة الأمريكية، والغضب الأمريكي العربي والمسلم الأمريكي بشأن تعامل “بايدن” مع الحرب بين إسرائيل وحماس عرض بشكل مباشر الخطر لإعادة إنتخابه في غالبية الولايات المتأرجحة المقبلة 2024، وهذا ما صرحت به مصادر في الإدارة الأمريكية، بأن السياسات التي تنتهجها إدارة الرئيس الاميركي وسط أزمة الشرق الأوسط المتفاقمة، تؤدي إلى إنقسامات خطيرة وغير مسبوقة في البيت الأبيض، وهذا ما أكدتةُ في قت لاحق مسؤولون أميركيون لشبكة «إن بي سي» بأن إدارة “بايدن” تواجه معارضة داخلية متصاعدة، بسبب دعمها للهجوم العسكري «الإسرائيلي» في غزة، مشيرين إلى أن نطاق المعارضة إستثنائي ولم يحدث في الإدارات الأمريكية السابقة!؟.
وطلبت مجموعة من المسؤولين في البيت الأبيض منذ أيام قليلة عقد إجتماع مع رئيس أركان البيت الأبيض “جيف زينتس”، ومساعدة الرئيس”أنيتا دان”، ونائب مساعد الرئيس للأمن القومي “جوناثان فاينر”، وطلبوا خلال اللقاء توضيح إستراتيجية الإدارة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، ورؤيتها لمستقبل المنطقة، وما هي رسالة واشنطن في الأزمة الحالية، وذكر في إجتماع المسؤولين، الذي لم يتم الإبلاغ عنه من قبل، يظهر أن نهج “جوبايدن” تجاه أكبر أزمة دولية في رئاستةُ، تؤدي إلى إنقسام البيت الأبيض الذي باتت تستنكر نهج سياستةُ الخارجية ولاسيما؛ في الشرق الاوسط وحذرت جميعها من فقد هيمنة الولايات المتحدة في المنطقة بشكل غير مسبوق.
وبحسب العديد من المساعدين والحلفاء داخل البيت الأبيض وخارجه فإن “تصعيد الوضع في قطاع غزة، هز أركان الإدارة أكثر من أي قضية أخرى نشأت في السنوات الثلاث الأولى لولاية بايدن كرئيس”، وهنا أقول: في مقالي هذا إن الإنقسامات في البيت الأبيض تتمحور حول مجموعة متنوعة من القضايا وفي الغالب بين كبار مساعدي “بايدن “منذ فترة طويلة والموظفين الأصغر سنا، لكن حتى كبار المستشارين يعترفون بأن الصراع أضر بمكانة الولايات المتحدة الاميركية على المسرح العالمي، ومن خلال متابعتنا عن كثب للإدارة الأميركية وبعض تصريحات المسؤولين في البيت الأبيض على الخصوص، وأختص منها بالذكر؛ تصريحات العديد من المساعدين والحلفاء داخل البيت الأبيض وخارجه فإن تصعيد الوضع في”قطاع غزة”، هز أركان الإدارة أكثر من أي قضية أخرىّ نشأت في السنوات الثلاث الأولىّ لولاية بايدن كرئيس للولايات المتحدة.
وهذا يؤكد: ما نشرتةُ شبكة “إن بي سي” الأمريكية في وقت سابق عن نتائج إستطلاع للرأي العام، والتي أظهرت إنخفاض الدعم للرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى أدنىّ مستوىّ له وهو أقل من 40%، لأن أغلبية كبيرة من السكان لا توافق على تصرفاتةُ سواء في داخل البلاد أو في مجال السياسة الخارجية، ولا سيما؛ مقاربته للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ودعمة المطلق والأعمى للإحتلال الإسرائيلي وزيارتةُ الأخيرة لـ”تل أبيب” وإحتضانة لرئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” وإعطائه ضوء أخضر بقتل المدنيين الابرياء العزل في قطاع غزة، وتدمير البنية التحتية لتنفيذ المخطط التي كان يعُد له مسبقاً تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وفي أعقاب التحرك الشعبي والإحتجاجات في الدول الغربية الداعمه لـ”فلسطين، ولاسيما: في أمريكا، وظلت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وثيقة على مدار الحرب الحالية، ولكن إستمرار المظاهرات المندده بسياسة إدارة”جوبايدن” المشاركة في كافة المجازر التي تم إرتكابها في “غزة” وفق التنديدات جعلت التوترات تنموا في أعقاب ذلك حيث يضغط الآن البيت الأبيض على إسرائيل لتقليل مخاطر الصراعات المستقبلية التي قد تجر الولايات المتحدة مرة أخرىّ إلى الشرق الأوسط، وقد ألقت أمريكا بشكل لا لبس فيه دعمها خلف حليفتها القديمة إسرائيل في أعقاب الهجمات التي بدأتها حركة حماس الفلسطينية المتمركزة في غزة يوم 7 أكتوبر.
وعلى الرغم من هذه العلاقات الوثيقة، فقد تغير الرأي العام الأمريكي بشأن الإحتلال وخاصةً بعد الإعتداءات الوحشية في “قطاع غزة”مدفوعاً بالحزبية والتحولات بين الأجيال في كيفية رؤية الأمريكيين لـ”إسرائيل”، حيث يميل الديمقراطيون والناخبون الشباب إلى أن يكونوا أكثر إنتقاداً للإحتلال، وقد ذكرت في وقت سابق مؤسسة “جالوب” لأول مرة أن الديمقراطيين ينظرون إلى فلسطين بتعاطف أكبر من إسرائيل، حيث يتعاطف أكثر من 51% من المستطلعين مع الفلسطينيين و38% يتعاطفون مع الإسرائيليين, كما وصل الدعم لفلسطين بين الناخبين الأمريكيين المستقلين إلى مستوىّ مرتفع جديد في إستطلاع عام 2023، وجاء هذا التغير بسبب التظاهرات الحاشدة لدعم فلسطين.
فضلاًعن؛ الحقائق التي تكشفت للعالم بأسرة عن الرواية الإسرائيلية الكاذبة على مدار عقود وكانت الإدارة الأمريكية المتعاقبة تروج لها وزادت وتيرتها في عهد إدارة “جوبايدن”، والتي أظهرتها”غزة” بشكل واضح لالبس فيه للمجتمع الأمريكي بشكل خاص والدولي على العموم، ولاسيما: الرواية الأسرائيلية الأخيرة الكاذبة التي روج لها “بايدن” وهي قتل المقاومة الفلسطينية الأطفال وقطع رؤسهم وإعتذر عنها مؤخراً، وشاهدنا وشاهد العالم بأسرة التصريحات الأمريكية عن تراجع البيت الأبيض في وقت متأخر ، عن التصريحات الصادرة عن “جو بايدن” بشأن رؤيته صور أطفال إسرائيليين “قطعت رؤوسهم على يد حماس”، ونقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية، آنذاك: عن مسؤول في الإدارة الأميركية، حيث قال: إن هذه التصريحات كانت مبنية على “مزاعم” مسؤولين إسرائيليين وتقارير إعلامية أخرى.
وألفت: في مقالي إلى ما كشفتةُ مجلة “ريسبونسبل ستيت كرافت” الإلكترونية التابعة لمعهد كوينسي بواشنطن في تحليل إخباري لها، قالت: إن إسرائيل ظلت منذ تأسيسها في عام 1948 تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً بإعتبارها واحدة من أقرب حلفائها، وأضافت: المجلة أن واشنطن قدمت مساعدات غير مقيدة لـ”إسرائيل” أكثر من أي دولة أخرىّ على الإطلاق، حيثُ تجاوزت قيمتها 130 مليار دولار، وكشف معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أيضاً أن 79% من الأسلحة المحولة لإسرائيل في الفترة ما بين عام “2018، 2022” زودتها بها واشنطن،
وحلت ألمانيا في المركز الثاني بنسبة بعيدة بلغت 20% من الأسلحة، وجاءت إيطاليا في المرتبة الثالثة بنسبة 0.2% فقط، وفق معهد ستوكهولم الدولي.
وأوجه رسالة في مقالي هذا: إلى مالك منصة”X” تويتر سابقاً نصها، إلى السيد “إيلون ماسك” نعلم بأنك رجل أعمال، يهمك الربح قبل كل شيئ ونتفهم ذلك جيداً ونشكرك على حيادك الإيجابي خلال الحرب “العدوان الإسرئيلي”على غزة التي إستمرت نحو 50 يوماً، وهو الحياد الذي سمح للحقيقة بشكل كبير أن تصل إلى العالم بأكملة، فكانت سبب في تغيير العديد من الإنطباعات الخاطئة لدىّ شخصيات مرموقة ومؤثرة وناشطين كُثر حول العالم ، فضلاً عن أغلبية الشعوب الغربية التي إعتادت على سماع رواية واحدة من جنب الإحتلال.
عزيزي “ماسك”لقد قمت مؤخراً بزيارة “تل أبيب”ولا يلومك أحد على ذلك، ولا نعطي لأنفسنا الحق في مناقشة الأسباب التي دفعتك أو أرغمتك على الزيارة “،
ولكن من العدل والمنطق يفرضان عليك زيارة “قطاع غزة” أيضاً للإطلاع على حجم الدمار الهائل الذي أحدثتةُ آلة الحرب “الإسرائيلية” الهمجية، ولاسيما؛ أن حركة حماس المسؤولة عن إدارة قطاع غزة قد وجهت لك الدعوة رسمياً لزيارة غزة حتى تتضح لك الصورة كاملة، من الجانبين، وبالتالي يكون لديك الفرصة الكاملة لتقييم الموقف وتكوين إنطباعات وقناعات صحيحة، لذا؛ نأمل أن تلبي دعوة حركة حماس لزيارة غزة.
كما أوجه رسالة: إلى جمهورية مصر العربية المتمثلة في الرئيس”عبد الفتاح السيسي” ودولة قطر المتمثلة في الأمير”تميم بن حمد آل ثاني” بمواصلة الجهود لإستمرار الهدنة والتي يعقبها وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، حقناً لدماء الأبرياء وتوفير المساعدات الإغاثية والإنسانية اللازمة بشكل كافٍ ومستدام للتعامل مع المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي يتعرض لها أشقاءنا من الشعب الفلسطيني، وأذكركم قادة وزعماء وملوك الدول العربية والإسلامية والعالم بأسرة بأن الشعب الفلسطيني شعب صامد ويعاني منذ أكثر من “70” عاماً ويلات هذا الإحتلال والقتل والقمع والعزلة والحصار، لذا؛ يستحق الآن أن تتكاتف معه جميع الدول العربيةً ودول العالم أجمع وشعوبها في هذه اللحظات الدقيقة، وأن يقف المجتمع الدولي داعماً له في مطالبة العادلة المشروعة، وحقه في إقامة دولتةُ المستقلة.
وأؤكد: في مقالي بأن المشروع الصهيوني أصبح الآن في خطر عظيم، وهذا من قراءتي للوضع الحالي من حجم الإهتمام الأمريكي الهائل بحليفتها “إسرائيل” على كل المستويات لاسيما؛ رئيس أمريكا والمخابرات ووزارتي الخارجية والدفاع، وبكل الإمكانات وبكل التفاصيل وعلى مدار الساعة هذا كله دلالتةُ هو أن المشروع الصهيوني في خطر غير مسبوق، وأن القيادة السياسية في “تل أبيب”مشتته ومتصلبة ومنفصلة عن الواقع تماماً، وأن إنحيازها لغرور القوة الغاشمة والغطرسة الواهية لن يجرها وحدها للهاوية، وإنما قد يجرف معها حلفاءها وعلى رأسهم الولايات المتحدة، فالحروب على مدار التاريخ من السهل إشعالها لكن من الصعب التنبؤ بمآلاتها أو نهايتها، والفلسطينيون أصحاب الأرض هم الذين سينتصرون في النهاية.
وأختم مقالي: بمناشدة قادة الدول العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم لقد حان الوقت أن تتحدوا لإنهاء أسوأ وأطول إحتلال عرفه التاريخ الحديث ، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس، أنتم الآن أمام لحظة تاريخية لم تتكرر ويتوجب عليكم جميعاً ومشتركين أن تقوموا ببناء جسراً يتجاوز وقف إطلاق النار في غزة إلى عملية سياسية حقيقية يستثنىّ منها الولايات وكل ما شاركها في جرائم الحرب التي إرتكبت في قطاع غزة، تفضي بسلام شامل وعادل ودائم في فلسطين.