كتب : محمد جمعه الشافعي
قال”نبيل أبوالياسين” الحقوقي والباحث في القضايا العربية والدولية في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الثلاثاء» لجريدة ميتا الصحفية، إن قرار محكمة العدل الدولية الذي الذي لم يصدر بعد سبقة المدعي العام “كريم خان” بتصريح أثار جدل واسع النطاق قبل إصدارة من المحكمة، والذي طلب فيه إصدار مذكرة إعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو” ووزير الدفاع “يوآف غالانت ” وثلاثة من قادة حركة حماس هو تضليل للعدالة والرأي العام وتحيز واضح لإسرائيل، ويؤكد: أن المدعي العام للجنائية الدولية خضع لتهديدات الكونغرس ويحاول تفاديها على حساب تضليل الرأي العام العالمي، وهذا يفقدة النزاهة والشفافية ويجعله غير صالح لهذا المنصب، لأن تصريح “خان” يشجع حكومة “نتنياهو”على الإستمرار في حرب الإبادة في غزة، فضلاًعن؛ أنه يُعد مساواة بين الجاني والمجني عليه وبين المحتل المغتصب للأراضي وأصحاب الأرض الذين يحررون أرضهم بمقاومة مشروعه وفق القانون الدولي .
وأضاف”أبوالياسين” لـ “ميتا الصحفية” أن تصريحات المدعي العام لمحكمة العدل الدولية تحمل في طيها، إفتراءات غير عادلة على حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” وأن هذه التصريحات تفوح منها الرضوخ لتهديدات أعضاء مجلسي النواب والشورى الأمريكي، وغيرها من تهديدات حكومة “نتنياهو ” اليمينية المتطرفة، ما جعلتة ساوىّ الحق بالباطل وبين الضحية والجلاد!؟، وأنه تبنىّ الرواية الإسرائيلية الكاذبة في أحداث “7” أكتوبر، والتي لم يستطع الإحتلال حتى الآن إثباتها، وتم دحض روايتها من قبل الصحافة العالمية لعدم توفر أي دليل يذكر حول تل المزاعم الكاذبة والمضللة للرأي العام وكشفت جميع التحقيقات زيفها .
مضيفاً؛ وأن عندما تحدث”خان” كان حديثة فاقد الإتزان وتحدث بدون عدالة وهذا، يؤكد: ماذكرناهُ عندما قام بزيارة دولة الإحتلال ولم يقم بزيارة مماثلة لـ”غزة” ما جعلتة يفتقد النزاهه والمصداقية، وأظهرت تحيزة الكامل لإسرائيل، وإتهام حركة “حماس” بأفعال قبيحه مثل الإغتصاب، وقتل الأطفال والنساء والجميع على دراية كاملة بتلك الرواية التي روج لها الرئيس الأمريكي”جوبايدن” في وقت سابق وأعتذر عنها البيت الأبيض في بيان رسمي له، كما يدرك الجميع أن حماس مقاومة إسلاميه ولايجوز بتدينها الإسلامي وخليفتها الإسلامية القيام بهذه الإفعال المشينه، والتعامل مع الأسرىّ الإسرائيليين كان خير دليل على ذلك، ولكن إذا نظرنا إلى كيفية وصول”خان” لهذا المنصب لوجدنا أن إسرائيل هي من دعمت ترشحه في العلن، وفي الكواليس ليخلف “فاتو بن سودة” التي وقفت في وجه الغطرسة الأمريكية والبلطجة الإسرائيلية، وكان الرئيس السابق “ترامب ” قد فرض عليها عقوبات غير مسبوقة عام 2021.
ومتواصلاً: وبشأن حديث”خان” عن أنه لايجوز أخذ المدنيين رهائن، أوضح: له بأنه من المعروف أن جميع من قاطني دولة الكيان الصهيوني “إسرائيل” هو عسكري، ولايوجد مدني واحد فالجميع خدم ويخدم في العسكرية ويحملون السلاح، ولايجوز ترك الأطفال دون أمهاتهم اللواتي خدمن في جيش الإحتلال، ومن خلال تصريحات المدعي العام لم نراهُ تحدث عن أسباب أحداث “7” أكتوبر
ولم يذكر في حديثة عن الآلاف من الأسرىّ الفلسطينيين قاطني السجون الإسرائيلية ولا عن بشاعة تعذيبهم، ولم نراه أيضاً يتحدث عن جرائم الإحتلال في القدس والقتل والتنكيل لعقود دون محاسبة والإفلات من العقاب بحماية أمريكية من خلال”فيتو” القتل، ولم يتطرق في حديثة عن حصار غزه الذي فرضه الإحتلال المجرم منذ “17” عام، ولم يتفوه بكلمة عن المجازر المستمره كل يوم لقرابة ثماني أشهر من قتل أطفال ونساء والتمثيل بجثث المدنيين.
كما أضاف”أبوالياسين” لـ “ميتا الصحفية” أن المدعي العام لمحكمة العدل الدولية، تصرفاتة أثارت غضب الكثير وحديثة لا يتصف بالعدل ولا بتحقيق العدالة، فعندما يتجاهل في حديثه التدمير المتعمد لـ”غزة” والذي يسعىّ الإحتلال المجرم أن يجعلها غير صالحة للحياة الطبيعية ويجعلها معدومة لمقومات الحياة، ولم يتحدث عن إستمرار الإستيطان ومصادرة أراضي الفلسطينيين وتدمير منازلهم في الضفة الغربية، ولم يذكر في حديثة إستخدام جيش الإحتلال النازي أسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين الأبرياء، وتغافله المتعمد عن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرهم التي تمد جيش الإحتلال بأسلحة لقتل الفلسطينيين في جريمة الإبادة الجماعية، ومشاركتهم جميعاً في جريمة التجويع الممنهجة للشعب الفلسطيني في غزة ، وتجاهلة تدمير المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ومراكز “الأونروا”.
مضيفاً؛ أن المدعي العام لمحكمة العدل الدولية “كريم خان” أمس أثبت أنه لا يصلح لهذا المنصب ليس بعد تصريحات اليوم “الأثنين”، ولكن منذ زيارتةُ لـ” تل أبيت ” من عدة أشهر وتجاهله زيارة غزة المدمرة، فضلاًعن؛ تجاهلة في حديثة قتل الأطباء والصحافيين والبعثات الدوليه بالإغاثة والطعام، ولم يتحدث عن منع إسرائيل من دخول الصحافة الدوليين لتوثيق ماحصل ويحصل في غزة، وغلق مكتب قناة الجزيرة التعسفي لإخفاء الجرائم التي ترتكب هناك، ولم يكون عادلاً عندما ساوىّ بين جيش مدجج بأعتىّ الأسلحة من طيران ودبابات ومشاة مقابل مقاومه تدافع عن ارضها وعرضها بأسلحة بدائية ومحلية الصنع، والذي يثير الدهشة أنة يعلم جيداً أن الإحتلال هو قائم على إحتلال غير شرعي وأن غزه محتلة والمحتل هو المسؤول عن جميع جرائمة، بل حاول “خان” أن يتناسىّ القانون الدولي، وخالفه في أن المقاومه هي داخل دولة محتله وأن القوانين لاتمنع من ذلك.
متواصلاً: ومساواة الإحتلال المجرم الذي وجوده في الأراضي الفلسطينية غير شرعي بالمقاومة الفلسطينية التي تحرر أرضها بطرق شرعية وفق قانون الآمم المتحدة، وعندما يقوم “خان” بإصدار مذكرات لقيادات حماس دون سند قانوني ودون أن يفند المواد القانونية التي تسمح بذلك يعتبر مؤتمر المدعي العام منحاز للجاني وتفوح منه أنفاس الإدارة الأمريكيه وتهديدات الكونغرس الامريكي التي إستجاب لها، وكان تركيز المدعي العام فقط على الحصار والتجويع، ولم يذكر القتل للأطفال والنساء والتنكيل بالمدنيين والدمار الذي لحق بالقطاع، وأغلب حديث”خان” في المؤتمر المزعوم هو محاولتةُ الإساءة للفلسطينيين والمقاومة من أجل تشويه “حماس” أمام مناصريها في الشارع العالمي الغربي والجامعات والأحرار في جميع أنحاء العالم .
والذي يثير السخرية أن”خان” طالب بإصدار مذكرة إعتقال لـ”2″ من حكومة الإحتلال و”3″ من قادة حماس، ونتساءل هنا لماذا لم يطالب بإعتقال جميع أعضاء حكومة الإحتلال الإسرائيلي وقيادات الجيش الذين طالبوا بمحو غزه من الأرض، ومنهم من طالب بالقاء قنبله نوويه، وبعضهم طلب بمنع دخول المساعدات وتجويعهم!؟، هل هذه هي العدالة أم عدالة الصهيونية الكاذبه التي تحاول ان تفرض سطوتها على كل هيئات الأمم المتحده، فهل نسي المدعي العام أن قادة حماس كانوا سجناء في الإحتلال ولاقوا من العذاب والويلات الكثير؟،
وهل نسي”خان” قيام جيش الإحتلال بإغتيال عدد كبير من قادة المقاومة قبل وبعد السابع من أكتوبر؟، وهل نسي أن قوات جيش الإحتلال قتلت عائلات وأبناء وزوجات قادة المقاومة؟، وهنا نقولها على الملأ للجميع المدعي العام لمحكمة العدل الدولية” كريم خان” منحاز للإحتلال الصهيوني لايصلح أن يكون مدعياً عاماً على الإطلاق.
وعلى صعيد أخر متصل، رد “أبوالياسين” على “بريطانيا “التي تتحدىّ الجنائية الدولية عقب المؤتمر الصحفي للمدعي العام وتعلن بكل بجاحة إستمرارها في دعم الإحتلال الإسرائيلي بتصدير السلاح له، قائلاً؛ إن هؤلاء مجرمين يدعمون جرائم الحرب وجرائم الإبادة، وهزيمة إسرائيلي المذله و إستمرار الإحتجاجات الطلابية في الجامعات البريطانية المتضامنة مع غزة أفقدهم صوابهم وجعلت تصريحاتهم تفوح منها العنصرية ضد العرب والمسلمين، مناشداً؛ الدول العربية والإسلامية “فلتسمع وتشاهد قادة هذه الدول كيف يستهترون هؤلاء بحياة العرب والمسلمين!؟،
وفي نفس السياق ؛ أستعرض عليكم، موقف رئيس مجلس النواب الأمريكي”مايك جونسون”، الذي قال؛ إن مجلس النواب قد يصوت على فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية للحصول على مذكرة إعتقال ضد”نتنياهو”.
وقال “غرانت شابس” وزير الدفاع البريطاني، إن طلب مذكرات الإعتقال بحق”نتنياهو وغالانت” لن يؤثر على إستمرار تصدير أسلحتنا إلى إسرائيل،
وأكد؛ “شابس”. في تصريح له مساءأمس الأثنين نقلتة قناة “بي بي سي” إننا ندعم إسرائيل كدولة بغض النظر عن الأفراد، وسنستمر في الوقوف إلى جانب إسرائيل إلى النهاية، ويأتى ذلك الموقف تأكيدا لموقف بريطانيا الدائم في دعمها الأعمىّ للإرهاب الإسرائيلي وجرائم الحرب، ودعمها المستمر لحكومة المتطرفين اليمينية التى يترأسها “بنيامين نتنياهو”، ومن خلال متابعتنا عن كثب شاهدنا بريطانيا التي منحت العام الماضي تراخيص لتصدير بيع المعدات الدفاعية لإسرائيل، بما لا يقل عن 52.5 مليون دولار وتشمل الأسلحة ذخائر وطائرات مسيرة وطائرات هيلكوبتر وبنادق هجومية.
وفي وقت سابق شاهدنا وزير الخارجية البريطانى “ديفيد كاميرون” الذي قام بتصريح مشابه لذلك بعد دخول الإحتلال الإسرائيلي لـ”رفح”، إذ صرح حينها بأن مجرد الإعلان عن تغير المملكة المتحدة لنهجها بشأن صادرات الأسلحة، فإن ذلك سيجعل حماس أقوىّ ويجعل صفقة الرهائن أقل إحتمالاً، ويتساءل الجميع لماذا تستميت جيمع الدول الغربية وفي مقدمتهم بريطانيا وأمريكيا لدعمهما المطلق للإحتلال الصهيوني ولم نرئ أي دول من إجمالي “52” دولة عربية وإسلامية دعمها للفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية التي تدافع عن أرضها وفق القانون الدولي الذي كفل هذا لها !؟.
وختم”أبوالياسين” بيانه الصحفي لـ “ميتا” حيثُ قال؛ وفي ظل مجريات الأحداث والمتغيرات التي تطرأ على العالم، ولا سيما؛ في الشرق الأوسط، نشاهد كذبة كبيرة أخرىّ حيثُ ؛ تواصل إسرائيل وصف هجومها في رفح، وما حولها بأنها “عملية محدودة” ضد المقاومة، ولكن صور الأقمار الصناعية الأخيرة أظهرت دماراً متزايداً وأشارت إلى أن هناك توغلاً كبيراً قد بدأ بالفعل في رفح وغلق مكتب قناة الجزيرة كان هدفه التغطية على هذا التوغل، ومحاولة إخفاءه عن العالم، وحكومة إسرائيل في زمن الحرب تتنامى مع تزايد الإحباط من “نتنياهو” وقدم”بيني غانتس”، وهو عضو وسطي في القيادة، لرئيس الوزراء إنذاراً نهائياً يطالب بخطة لمستقبل حرب إسرائيل.
وقدم “غانتس”، إنذاراً لرئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” يوم السبت، وصف بالتهديد العلني، قائلا؛ إنه سيترك الحكومة إذا لم تضع قريباً خطة لمستقبل الحرب في غزة، وفي حين أن رحيل” غانتس” لن يطيح بحكومة الطوارئ في البلاد في زمن الحرب، فإن هذه الخطوة ستزيد من الضغط على الإئتلاف الهش الذي زود حكومة
” نتنياهو” اليمينية المتطرفة بدفعة من الشرعية الدولية، وستجعل رئيس الوزراء أكثر إعتماداً على الحكومة شركاؤه المتشددين والإستمرار في الإبادة الجماعية دون أن يأبوا لمذكرات الإعتقال المتحملة من محكمة العدل الدولية رغم أن “غانتس” في كلمة متلفزة له قال؛ إذا إخترتم طريق المتعصبين، وجر البلاد إلى الهاوية، فسنضطر إلى ترك الحكومة.
وأكد”أبوالياسين” لـ “ميتا” على أن إجتباح رفح والتوغل فيها كما وضحت صور الأقمار الإصطناعية لا يساعد حكومة “نتنياهو” على تحقيق النصر ولا تحقيق أي هدف من أهدافها المعلنه، فقد يكون من مصلحة “نتنياهو” تسوية رفح بالأرض، لأن أي شيئ يطيل أمد الحرب يبقيه في منصبه، وتبعده عن تهم الفساد المعلقة، لكن هذا ليس في مصلحة إسرائيل، ونبه “أبوالياسين” من أنه ليس فقط إلى عدد قتل المدنيين العزل والأبرياء الذين تقتلهم القوات الإسرائيلية، بل إلى الدمار الذي تخلقه، ومن المحتمل أن يكون للصراع في غزة تأثير على الأجيال القادمة، وزيادة العداء لكل من دعم وتواطؤ مع هذا الإحتلال المجرم ضد الفلسطينيين في غزة.
مؤكداً: بعد أن ضغط الرئيس الأمريكي”جوبايدن” للنجاة من إحتمالية تورطة في جريمة الإبادة في غزة على إسرائيل للتراجع عن غزو شامل لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، يشعر بعض مؤيدي إسرائيل بالخيانة، ويتساءلون: كيف يمكن لإسرائيل أن تحمي نفسها وتضمن أمنها إذا لم تتمكن من القضاء على قادة المقاومة الفلسطينية؟، ولماذا نضحي بآلاف الأرواح من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، دون التوصل إلى نهاية نهائية للحرب التي من شأنها أن ترسي الأساس لإعادة بناء غزة؟،
وإنهم يثيرون أسئلة مشروعة، لكنني أعتقد أنهم يسيئون فهم دوافع “بايدن” المخادعة التي يعتبرها منصارية بأنها إنسانية بحتة!!؟، وتهدف ببساطة إلى تجنب حمام الدم في رفح!؟.