بقلم اللواء : طارق صبري
ميتا الصحفية:
مشاريع التقسيم في المنطقة وسبل المواجهة
سنستعرض الوثائق التاريخية التى استهدفت تقسيم الوطن العربى وخلق النزاعات الدائمة بين اطيافة لمعرفة مدى نجاح الغرب فى تحقيق أهدافهم فى المنطقة بعد دراسة ثقافات المجتمع وطوائفه …اولى هذه الوثائق
الوثيقة الأولى:
نداء ” نابليون ” إلى يهود العالم سنة 1799
(من “نابليون بونابرت” القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية الفرنسية في أفريقيا وآسيا إلى ورثة فلسطين الشرعيين.
أيها الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد، الذي لم تستطع قوى الفتح والطغيان أن تسلبه نسبه ووجوده القومي، وإن كانت قد سلبته أرض الأجداد فقط.
إن مراقبي مصائر الشعوب الواعين المحايدين – وإن لم تكن لهم مقدرة الأنبياء مثل أشعياء ويوئيل – قد أدركوا ما تنبأ به هؤلاء بإيمانهم الرفيع أن عبيد الله (كلمة إسرائيل في اللغة العبرية تعني أسر الله أو عبدالله) سيعودون إلى صهيون وهم ينشدون، وسوف تعمهم السعادة حين يستعيدون مملكتهم دون خوف.
انهضوا بقوة أيها المشردون في التيه, إن أمامكم حربا مهولة يخوضها شعبكم بعد أن اعتبر أعداؤه أن أرضه التي ورثها عن الأجداد غنيمة تقسم بينهم حسب أهوائهم… لابد من نسيان ذلك العار الذي أوقعكم تحت نير العبودية، وذلك الخزي الذي شل إرادتكم لألفي سنة.
إن الظروف لم تكن تسمح بإعلان مطالبكم أو التعبير عنها، بل إن هذه الظروف أرغمتكم بالقسر على التخلي عن حقكم. ولهذا فإن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل، وهي تفعل ذلك في هذا الوقت بالذات، وبالرغم من شواهد اليأس والعجز.
إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به، ويمشي بالنصر أمامه وبالعدل وراءه، قد اختار القدس مقرا لقيادته، وخلال بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة التي لم تعد تُرهب مدينة داوود. ياورثة فلسطين الشرعيين…
إن الأمة الفرنسية التي لا تتاجر بالرجال والأوطان كما فعل غيرها. تدعوكم إلى إرثكم بضمانها وتأييدها ضد كل الدخلاء. انهضوا وأظهروا أن قوة الطغاة القاهرة لم تخمد شجاعة أحفاد هؤلاء الأبطال الذين كان تحالفهم الأخوي شرفاً لاسبرطة وروما، وأن معاملة العبيد التي طالت ألفي سنة لم تفلح في قتل هذه الشجاعة.
سارعوا! إن هذه هي اللحظة المناسبة ـ التي قد لا تتكرر لآلاف السنين للمطالبة باستعادة حقوقكم ومكانتكم بين شعوب العالم، تلك الحقوق التي سلبت منكم لآلاف السنين وهي وجودكم السياسي كأمة بين الأمم. وحقكم الطبيعي المطلق في عبادة إلهكم يهوه، طبقاً لعقيدتكم، وافعلوا ذلك في العلن وافعلوه إلى الأبد)([7]).
“بونابرت”
(انتهت الوثيقة)
نستنتج مما ورد في الوثيقة التاريخية أعلاه ما يأتي :-
إن هذه الوثيقة التي وجهها نابليون بونابرت إلى يهود العالم تذكرنا بنداء الرئيس الأمريكي جورج بوش عندما احتل العراق عام2003 بأن العناية الإلهية قد اختارته لأن يحتل بغداد ومن ثم يكمل الطريق لاحتلال عدد من العواصم العربية إلا أن مشروعي نابليون بونابرت والرئيس الأمريكي قد كتب لهما الفشل بفضل إرادة الشعوب في الدفاع عن حقوقها وأوطانها.
كما تذكرنا هذه الوثيقة بالكذب والافتراء اللذين يمارسهما الاستعمار, كان نابليون يهدف إلى غزو مصر , فعند بداية نزوله في الإسكندرية في يوليو/ 1798, قام بتوجيه منشوره الشهير للمصريين الذي أشاد فيه بالإسلام ودعوتهم للتعاون معه.
أن إعلان نابليون, أن الجيش جاء لُيعلم المصريين مبادئ الثورة والتنوير وليحرره من سلطة المماليك هو مجرد ادعاء وكذب ماثله ادعاء بوش الابن بأن مجيئه إلى العراق بهدف نشر الديمقراطية.
هناك تقارير وصلت نابليون تذكر بأن المصريين سوف يستقبلون الفرنسيين بفرح بالغ. وهذا يماثل ما حصل مع الأمريكان إبان احتلالهم للعراق وقيل لهم: إن الشعب العراقي سوف ينثر الزهور على رؤوس المحتلين، وبأن أمريكا هي راعية الحرية والديمقراطية، ولكن نابليون وحملته باءت بالفشل الذريع وكذلك احتلال العراق باء بالفشل الذريع.