تحدث الصحفي محمد جوده عن يوم عيد الشرطة معربا عن سعادته بهذا اليوم العظيم والمجيد فى تاريخ الشرطة المصرية ووزارة الداخلية وتاريخ مصر.
وقال جوده أن هذا اليوم الذي حاول البعض تحويله ليصبح يوما بائسا لتشويه الشرطة والنيل منها في ٢٥ يناير ٢٠١١، حتى يتحول هذا اليوم من عيدٍ للشرطة إلى هدم وانهيار لهذا الكيان المهم في بلدنا مصر الحبيبة.
واضاف في حديثه أن الذين عاصروا تلك الأحداث لعلهم يتذكرون كم كان مطلوبا إهانة الضباط وحرق مقرات أقسام الشرطة، وكان ظهور أي ضابط بملابسه الرسمية يعرضه للخطر، وهذا الأمر لم تشهده بلدنا في أي حقبة من حقب تاريخها الحديث والمعاصر، وهو ما يثير علامات استفهام كثيرة، كشفت عن بعض إجاباتها السنوات التي تلتها، وتساؤلات أخرى لم نجد لها إجابة، لكن ربما تحمل لنا الأيام كل إجاباتها، حدث كل هذا تحت مسمى الربيع العربي، الذي لم يترك سوى الفوضى والخراب في البلاد التي اجتاحها، وعناية الله وحدها هي التي حفظت هذا البلد مما كان يدبر له.
وتابع:- وكانت العلاقة بين الشعب المصري وجهاز الشرطة قد نجح البعض في إحداث الفجوة المطلوبة بينهما، وكانت أقسام الشرطة قد أحترقت، وظل التوجس بينهما قائما، وعندما تولت عصابة الإخوان حكم مصر عملت على مزيد من الفوضى في جهاز الشرطة، ووصل الأمر لخروج مظاهرات لضباط شرطة تطالب بحقهم في إطلاق اللحى، صور هزلية كثيرة شاهدناها على مدى عام أوجعت قلوبنا، لأن كل محاولات الإهانة والتقليل من أبناء هذا الجهاز المهم هي ضرب لهيبة وصورة الدولة المصرية العظيمة.
واستطر قائلاً:- هذا الوضع أصبح محزنا لجميع المصريين، حتى جاءت ثورة 30 يونيو، وأذكر هنا يوم 3 يوليو، عند قصر الاتحادية وكان الجميع مترقبا وقلقا لما سيؤول إليه مصير بلدنا والكل ينتظر بيان القوات المسلحة، وكلما مرت طائرة هليكوبتر أو سيارة جيش كان التهليل والهتاف للجيش يصل لعنان السماء، ولأول مرة يمر رجل شرطة على دراجة بخارية، وكانت المفاجأة موجة عارمة من التشجيع والتهليل، حينها شعرت وغيري كثيرين إن مصر تستعيد كيانها ووحدتها من جديد.
وأستكمل :- وعاد تماسك الشعب والجيش والشرطة، مره أخري، وعادت مصر المختطفة من جماعة الإخوان حتى ابتلينا بسيل من الغدر والخسة وعمليات إرهابية إجرامية، كان أبناء مصر في الجيش والشرطة هم شهدائها وضحاياها، ومنذ ذلك الحين وعيد الشرطة مناسبة بقدر ما هي تثلج صدورنا باستقرار الأمن وبتضحيات خيرة شباب مصر من أجل حمايتها، فهو يوم صعب مؤلم بأسر الشهداء أبناء في عمر الزهور، وزوجات شابات ترملن مبكرا وأمهات مكلومات وآباء يغالبون حزنهم بالوطنية والوجولة في أرقى معانيها.
وأختتم حديثه :- وكان المشهد الحزين خلال الاحتفال بعيد الشرطة للأطفال المشاركين في الحفل وقد فقدوا الأب الظهر والسند، ومسحة الحزن وألم اليتم يخيم على وجوههم، والحائط الكبير في متحف الشرطة والمشهد الحزين لصور مئات الشهداء الأبطال من رجال الشرطة، يجعل هذا اليوم عيدا مستحقا للشرطة ورجالها البواسل، حما الله مصر وشعبها من كل سوء وتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.