الشمس تميل إلي الغروب وهي تجلس بجوار زوجها في السيارة سعيدة برؤية الشوارع منذ فترة طويلة لم تخرج من منزلها ظلت تتابع المحلات طوال الطريق باهتمام وشغف وخاصة الملابس المعروضة تنظر بتركيز وإنبهار علي بدل العرسان وفساتين الزفاف والسهرة تضحك وتشير قائله سنختار هذة سيكون مثل البدر عندما يرتديها وزوجها يرنو لها في هدوء ويربت علي يدها بحنان ويتابعها في صمت أخذت تحدثه عن أختيار أبنهما الرائع لعروس فاتنة من أصل طيب ومغالاة أهلها في نفقات الزواج ثم فجأة تبكي قائله ستسرقه مني ويبتعد ولن أراه إلا في المناسبات وهو يؤكد لها إن هذا لن يحدث ابدا يفتح مذياع السيارة فتنبعث موسيقي هادئة فتغمض عينيها وتدندن مع اللحن وتسأله إن كان لون ردائها يروق له فيهز رأسه بالموافقة مادا يده ليمسك بيدها ويقبلها في رقة وقفت السيارة في إشارة مرور أقترب بائع الفل فابتاع لها عقدين حضنتهم والدموع تذوب بفرحتها ولم يتوقف كلامها عن تفاصيل الفرح وزهرة القرنفل البيضاء التي ستزين بها حلته ثم سكتت وأمسكت بحقيبتها تبحث في لهفة سألها بأشفاق عما تبحث ردت من خلال دموعها صورته كانت معي لقد أختفت مؤكد انه أخذها ليهديها لها هو يحبها أكثر مني أنا أكرهها وهذا الزواج لن يتم وبدأت في النحيب أوقف السيارة وأخذ يهدئ من روعها ثم أستأنف السير حتي توقف أمام بناية عالية سألته باستغراب فأجاب وهو يغلق باب السيارة ويتجهاإلي المصعد سنقوم بزيارة صديقي لدعوته لحضور الفرح أمسك بيدها جيدا وهو يدق الجرس فتح الباب رجل يرتدي ملابس بيضاء قائلا تفضلا هو في الإنتظار دخلت تتلفت باضطراب وهويحضن يدها برفق لتطمئن قام لاستقبالهما وبدأ الزوج في تقديم زوجته بكلمات دافئة ودار الحوار حول ميعاد ومكان الزفاف أكد الصديق علي حضوره وسروره خاصة وهو لم يره من سنوات أسرعت بفتح حقيبتها قائله معي صورة حديثة له أخرجتها فتغيرت ملامحه وضغط علي ذر الجرس دخل الرجل ذو الملابس البيضاء فطلب منه أصطحابها للخارج وتقديم واجب الضيافة لها فقال زوجها بود سأنفرد به قليلا في موضوع هام بعد خروجها أمسك الطبيب صورة سونار الجنين مستمعا بكل جوارحه إلي الزوج وهو يروي تفاصيل حالتها بعد وفاة وليدهما في مهده وعلمها بانعدام فرصتها في الحمل مرة أخري.