مملكة أتلانتس الجديدة – أرض الحكمة.
وزارة التنمية المستدامة – هيئة حقوق الإنسان والمساواة
نظرة إلى حقوق الإنسان
( الحق في إبداء الرأي — الجزء الثالث )
آفاق ومجالات حرية إبداء الرأي….
نعلم جميعاً بأن التعبير هو جوهر حرية الرأي ، وقد بكون هذا التعبير في الأمور الدينية أو الدنيوية وسأتحدث عن كل محور بشكل مختصر على النحو الآتي :
1- حرية إبداء الرأي في الأمور الدينية ، وتتمثل في الاجتهاد المشروع الذي أذن به الإسلام وحث عليه من خلال النظر في النصوص الشرعية وإعمال الفكر واستفراغ الوسع في تحصيل الحكم الشرعي من خلال الأدلة المتفق عليها ( القرآن والسنة والإجماع والقياس ) تطبيقا للقواعد الشرعية العامة .
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم علماء الصحابة على الاجتهاد وشجعهم عليه كما ورد عنه عليه الصلاة والسلام بقوله ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد )
وفي حديثه صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل عندما أرسله قاضيا إلى اليمن فقال له ( كيف تصنع إذا عرض لك القضاء ؟ قال : أقضي بما في كتاب الله ، قال فإن لم يكن في كتاب الله ، قال : فبسنة رسول الله ، قال فإن لم يكن في سنة رسول الله ، قال أجتهد رأيي ولا آلوا ، قال معاذ : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري ثم قال : الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله ) .
وكنتيجة طبيعية لحرية إبداء الرأي التي أطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعوامل كثيرة شهدتها مسيرة التشريع الفقهي
* – تم تصنيف كثير من العلوم التي تدعم وتقوي ملكة الاستنباط والاجتهاد ومنها علم اللغة العربية وعلوم التفسير وأصول الفقه .
* – شجع الخلفاء الاجتهاد واهتموا بالعلماء واحاطوا مجالس العلماء بكثير من الاهتمام والرعاية .
* – نشوء المذاهب الفقهية سواء على المستوى الفردي كسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي . أو المستوى الجماعي كالمذاهب الأربعة المشهورة ومذهب الشيعة ومذهب الإباضية .
2- حرية إبداء الرأي في الأمور الدنيوية …
لعل أبرز ما تظهر به حرية الرأي هو في الأمور العامة السياسية والإجتماعية وقد تكون في الأمور العلمية .
بقلم الدكتور أسامة الصرايرة
رئيس هيئة حقوق الإنسان والمساواة