متابعة : محمد جمعه الشافعي
إن موضوع مقالي اليوم يتناول أهم أركان وجوانب المجال الرياضي وأهميتةُ في نمو الإقتصاد، والذي يعرض كل جزء فيه بشكل مفصل ومرتب عن جوانب هذا الموضوع، بالأضافة لموضوعات أخرىّ سياسية متعلقة بسياق ماسبق، ونبدأ بالرد على الحملة التي نراها شرسة على المملكة العربية السعودية مؤخراً، تحت ذَرِيعة ما أسماه إنتهاكات حقوق الإنسان، وكأنهم عُينوا حراساً على الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهم في الأصل «جذور الإستبداد» هؤلاء الذين ينتقدون الصفقات الرياضية للمملكة، ووصفها بعض الحاقدين من الغرب بأنها غسيل رياضي ضخم لولي العهد السعودي”محمد بن سلمان”!، ماهي إلا حقد وكرة دفين ليس للمملكة العربية السعودية فقط بل لأي دولة عربية تتقدم في أي مجال من المجالات سواء كانت رياضية، أو إقتصادية أو غيرها من المجالات.
ونرىّ نحن أن جميع الصفقات الرياضية التي قامت بها السعودية منذ أوائل عام 2021، جميعها موفقة وناجحه كما نرىّ أن السعودية تميزت منذ تولي ولي العهد السعودي الشاب الجسور “محمد بن سلمان” تميز غير مسبوق عن كافة الإدارات المتعاقبة للمملكة حتى”أَلْقَوْا السعوديين في يَدِهِ زِمامَ أُمورِهِمْ” وربحت البيعه لأن كما ذكرنا في مقالات سابقة بأن الدول تتقدم وتنهض بخبرة الكبار وحماسة الشباب، وحماسة ولي العهد السعودي حماسة شبابية تتمتع بنهج سياسي جديد متواكب مع المرحلة الراهنة، ومتواكب أيضاً مع تطلعات الشعب السعودي والتطوير التكنولوجي، فضلاًعن؛ الرؤية الشبابية لدىّ ولي العهد في إدارتة الجاسورة التي نهضت بالمملكة في جميع المجالات بشكل غير مسبوق وكأنه بَدَا بوادر رؤية المملكة 2030.
وهنا نقول: إن الرياضة أصبحت الآن تساعد في نمو إقتصاديات الدول الكبرىّ، وتعتبر في البعض من روافد الإقتصاد أي كـ “مجرىّ مائي يصب في مجرىّ آخر يكون تدفقه عادةً أكبر من تدفق المنبع عند نقطة إلتقاء محددة” وتكون أحد مصادر الدخل القومي بالإضافة للفوائد غير الإقتصادية أيضاً، وذلك بتطور البنية التحتية بالأحياء، وتطور المجتمعات، وتحسين بناء الصحة الجسدية والنفسية للمجتمع، فضلاًعن؛ أن الرياضة والإقتصاد تَوْأمَانِ يتلازمان مع بعضهما البعض “تعلُّقاً لا إنفكاك فيه”.
وأن الصناعة الرياضية تُعد دورة إقتصادية متكاملة، كما أن الرياضة تُعد من أهم الأبواب الإستثمارية المغفلة عند بعض الدول، والتي قد تساهم في حل مشكلات إقتصادية كبيرة تعاني منها أغلب الدول النامية، وتتجاوز عوائدها المجال الرياضي لتشمل مناحي إجتماعية وصحية، إلا أن هذه الرياضة لايمكن أن تقوم بلا تمويل بسبب حاجة الأنشطة الرياضية لمستلزمات، ومنشآت خاصة وأجهزة فنية أخرىّ تساعد على التدريب أي بالمعنى الصحيح هي نظام إقتصادي متكامل، وإذا تأملنا بعمق سر التسابق المحموم لإستضافة البطولات الدولية مثل تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم أو الألعاب الأوليمبية، وكذلك حجم الصرف الكبير على شراء اللاعبين وبناء المنشآت الرياضية سنجد أن الدافع والمحرك الأساسي لهذه العملية هو الاقتصاد وهذا ما فعلتة إدارة”بن سلمان” ولي العهد السعودي الرشيدة مؤخراً.
وكانت أبرزها صفقة “كريستيانو رونالدو” التاريخية، التي حظيت بتهليل وترحيب واسع النطاق من كافة الشعوب العربية، و تم الكشف عنها في 30 ديسمبر 2022، حيثُ أعلن حينها نادى النصر السعودي في بيان صحفي له، عن تعاقده مع النجم البرتغالى، بعقد لمدة موسمين ونصف الموسم، فى صفقة إنتقال حر، حتى عام 2025، بعد أن فسخ “رونالدو “عقده مع فريقه السابق مانشستر يونايتد، وأضاف البيان: آنذاك؛ أنه يمتد عقد “كريستيانو رونالدو” مع النصر حتى عام 2025، وسيرتدي القميص رقم 7 مع نادي النصر،
وتابع؛ بيان نادي النصر أنه تمت مراسم توقيع العقد، في العاصمة الإسبانية مدريد، وكانت الصفقة مدتها موسمين، ونصف الموسم مقابل 200 مليون يورو في الموسم الواحد بالإضافة إلى الحوافز حتي 2025.
وتوالت بعدها صفقات نادي النصر السعودي، وتم الإعلان عن أن “ساديو ماني” ينضم رسمياً للنصر السعودي في 2 أغسطس الجاري، وذكر؛ حينها أن”ساديو ماني”النجم السنغالي وجناح نادي بايرن ميونيخ الألماني، أصبح رسمياً أحد لاعبي نادي النصر السعودي الذي أعلن آنذاك؛ أن عقد ماني، قائد أبطال أفريقيا يمتد حتى عام 2027، وأن الرئيس التنفيذي أحمد الغامدي هو من مثّل نادي النصر في التعاقد،
ويعتبر ماني ثاني أكبر نجم يوقع معه النصر بعد كريستيانو رونالدو، وهو المحترف الرابع الذي يوقع مع النصر في إنتقالات هذا الصيف.
وعلى صعيد رياضي أخر متصل، فقد شاهدنا صفقات نادي الإتحاد السعودي أيضاً، والتي توحيّ بأن جميعها بتوجيهات من ولي العهد السعودي، وفق مصدر رفيع المستوىّ، وكان أبرزها اللاعب “كريم بنزيما” الذي يعُد أول الصفقات التي أعلن عنها الإتحاد خلال سوق الإنتقالات الصيفية الجارية 2023، وأعلن حينها نادي الإتحاد بطل الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم في 6 يونيو 2023، التعاقد مع الفرنسي كريم بنزيما من ريال مدريد الإسباني حتى عام 2026.
ونشر الإتحاد مقطع فيديو آنذاك؛ لـ”بنزيما” على “تويتر” يستعرض مشواره ومهاراته، وأظهر اللاعب الفرنسي وهو يوقع العقد ويرفع قميص النادي الذي كتب عليه 2026، وأعلن حينها بطل السعودية البنز إتحادي، الحظ في ليلتة حينها” كريم”، وقال: بنزيما آنداك في الفيديو “أنا متحمس أشوفكم في جدة، وكانت قيمة الصفقة 200 مليون يورو لمدة 3 سنوات، وفق ما كشفتةُ التقارير الصحفية عن التفاصيل المالية لعقد بنزيما مع الإتحاد، حثي يحصل على راتب سنوي يقدر بـ200 مليون يورو لمدة 3 سنوات، ليصل الإجمالى إلى 600 مليون يورو، بينما يحصل على 20 مليون يورو، للترويج لملف إستضافة السعودية لكأس العالم 2030.
وذكر نادي الإتحاد بطل الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم، عبر حسابه على منصة إكس “تويتر سابقاً، في 31 يوليو الماضي أن لاعب الوسط البرازيلي “فابينيو “إنضم لصفوفه بتعاقد يمتد حتى عام 2026، ولم يعلن حينها كل من ليفربول والإتحاد عن قيمة الصفقة، إلا أن تقارير صحفية بريطانية قدرتها بمبلغ 40 مليون جنيه إسترليني يدفعها الإتحاد إلى النادي، وعنونة الصحف حينها”من ليفربول إلى جدة… الإتحاد السعودي يعلن ضم البرازيلي فابينيو”، وجاء في التفاصيل أن
لاعب البرازيلي يقبل كأس بطولة دوري أبطال أوروبا، يونيو 2019، وفق”رويترز”
وأصبح فابينيو رابع لاعب من الدوريات الأوروبية الكبرىّ ينضم للاتحاد هذا الصيف بعد الفرنسي كريم بنزيما من ريال مدريد الإسباني ونجولو كانتي من تشيلسي الإنجليزي والبرتغالي جوتا من سلتيك الاسكتلندي.
وفي وقت سابق وتحديداً في 3 يوليو أعلن إتحاد جدة رسمياً التعاقد مع اللاعب البرتغالي “جواو فيليبي جوتا”، وخاض بطل الدوري السعودي مفاوضات مع النادي الإسكتلندي من أجل ضم الجناح البرتغالي، بصفقة بلغت قيمتها قرابة الـ25 مليون جنيه إسترليني حسب تقارير سابقة آنذاك، وإنضم الدولي البرتغالي، إلى صفوف النمور بعقد يمتد حتى عام 2026 وكان جوتا قد انضم لصفوف سلتيك بشكل دائم في الصيف الماضي، ومن المقرر أن بدأ على راتب سنوي يبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني، والجدير بالذكر أن الجناح البرتغالي قد شارك في 43 مباراة مع سلتيك الموسم الماضي بجميع المسابقات ، ونجح في تسجيل 15 هدفاً كما قدم 12 تمريرة حاسمة وفق التقارير الرياضية.
وأشير: في مقالي إلى أبرز الإنتقادات الغربية والتي نعتبرها بصفتي باحث في الشأن العربي، بأنها تدخل سافر في الشأن الداخلي العربي بصفة عامة والسعودي بصفة خاصة، حيثُ إنتقد “كينيث روث” المدير التنفيذي لمنظمة هيومن راتيش ووتش الأمريكية، قائلاً: غسيل رياضي ضخم لولي العهد السعودي السعودية أنفقت ما لا يقل عن 6.3 مليار دولار في الصفقات الرياضية منذ أوائل عام 2021 ، أي أكثر من أربعة أضعاف المبلغ السابق الذي أنفقتهُ على مدى ست سنوات ، في محاولة لصرف الإنتباه عن سجلها الحقوقي، وأضاف؛ يدعي ولي العهد السعودي أنه يقوم بتنويع الإقتصاد من خلال الإستثمار في الرياضة ، لكن من المؤكد أنه يبدو أنه يلقي بالغثيان في محاولة “غسيل الرياضة” لحكمه القمعي، وفق تغريدة له على موقع التواصل
”X” تويتر سابقاً.
وجاء هذا بموجب مقال نشرتة صحيفة “الجارديان” الأمريكية وشيرها “كينيث روث” على صفحتة بمنصة “X” بأن السعودية أنفقت ما لا يقل عن 6 مليار دولار على “الغسيل الرياضي” فيما وصفهُ النقاد بأنها محاولة لصرف الإنتباه عن سجلها في مجال حقوق الإنسان
وإستمرت المملكة العربية السعودية في إنفاق المليارات من صندوق الإستثمارات العامة على مدار العامين ونصف العام الماضيين، وفقاً لتحليل أجرته صحيفة الغارديان حسب زعمها، حيثُ أنفقت على الرياضة على نطاق غيرى تماماً لعبة الجولف الإحترافية ، وغيرت سوق الإنتقالات الدولية لكرة القدم، وفق الصحيفة.
وذكرت الصحيفة في المقال التي نشرتة أن يوم الإثنين الماضي، قدم نادي الهلال السعودي عرضاً قياسياً عالمياً لكابتن المنتخب الفرنسي “كيليان مبابي”، بقيمة 300 مليون يورو، في الإستثمار الذي تبلغ قيمتها 6.3 مليار دولار، والتي يُكاد بأن يعادل الناتج المحلي الإجمالي للجبل الأسود أو جزيرة بربادوس، وأضافت: الصحيفة أن
منظمات حقوقية، بما في ذلك “جرانت ليبرتي، ومنظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش”، تصف مثل هذا الإنفاق بـ “الغسيل الرياضي” وتمويل الأحداث الرياضية ذات الأسماء الكبيرة من أجل تشتيت الإنتباه عن السجل السيئ لحقوق الإنسان، وفق ما جاء في المقال، ووصفت
قبول الشخصيات الرياضية والعلامات التجارية عروض التعامل مع المملكة العربية السعودية بالصفقات على الرغم من الإنتهاكات المستمرة، والمتدهورة لحقوق الإنسان في المملكة، بالتحول المقلق في الموقف الأخلاقي.
في نفس السايق نشرت صحيفة “ذي إيكونوميست” البريطانية على صفحاتها الرئيسية “السعودية تنفق ثروة هائلة على الرياضة” وتقول؛ إن هذا سيساعد في تنويع إقتصادها، والنقاد يسمونه “الغسيل الرياضي” وجاء في التفاصيل أنه في 11 أغسطس، حيثُ أكبر مسابقة كرة القدم في المملكة العربية السعودية، ودوري المحترفين السعودي، إنطلق موسم 2023-24، وبطولة الموسم الماضي لم تحدد بالضبط نبضات السباق، فقط 9300 مشجع حضروا المباريات في المتوسط، لثلاثة من المواسم الخمسة الماضية، وكان الهداف هو عبد الرزاق حمدالله، المغربي الذي لم يلعب مع أي من الأندية الكبرىّ في العالم.
متواصلة؛ ولكن هذا الموسم قد يكون مختلفاً، حيثُ وقع فريق”حمدالله”، الإتحاد ، للتو على كريم بنزيمة، الفائز بجائزة الكرة الذهبية 2022 لأفضل لاعب في العالم من ريال مدريد، ونجولو كانتي لاعب وسط تشيلسي، وكريستيانو رونالدو، الحائز على جائزة الكرة الذهبية خمس مرات، إنتقل إلى النصر نادٍ سعودي آخر، في يناير من مانشستر يونايتد، وإنضم إليه هناك جناح ليفربول السابق، ساديو ماني، بينما وقع كابتن ليفربول، جوردان هندرسون، لصالح الاتفاق، والقائمة تطول، وأنفقت فرق الدوري السعودي أكثر من 480 مليون دولار على الرسوم هذا الصيف، مما جعلها من بين أكبر المنفقين في كرة القدم العالمية، وفق ماجاء في الصحيفة.
وعلى الصعيد السياسي فقد عنونة الصحف الإسرائيلية مساء أمس “الأثنين”وتحديداً صحيفة “هآرتس” على صفحاتها «بالنسبة للفلسطينيين ، التطبيع الإسرائيلي السعودي سيكون كارثياً»، وأفتتحت ما نشرتة لعقود، دافعنا عن إسرائيل ضد مزاعم الفصل العنصري ولم نعُد نستطيع الآن، متواصلة لا توجد فرصة في أن يوافق تحالف”نتنياهو” المتطرف حتى على الفتات التي تهدف إلى “تسهيل” الحياة الفلسطينية تحت الإحتلال، ولن تعمل أموال محمد بن سلمان أيضاً، بغض النظر عن الطريقة التي تقوم بتدويرها، فإن الصفقة الإسرائيلية السعودية ستدمر آخر نفوذ كبير في العالم العربي لإقامة دولة فلسطينية، في حين أنه تم الرد على هذا من قبل السعودين بحملة ”#سعوديون_ضد_التطبيع” ونشر فديو في ساعات متأخرة من مساء أمس يرجع للملك فيصل يؤكد؛ فيه بأن أبناء المملكة سيكونون أول من يشارك في تحرير فلسطين.
وأختم: مقالي هذا بموقف ولي العهد السعودي”محمد بن سلمان” بتعيين سفيراً فوق العادة غير مقيم لدىّ الأراضي الفلسطينية، وقنصلاً عاماً للمملكة في مدينة القدس، والذي لقىّ ترحيب واسع النطاق وتهليل”تَلأْلأَ مِنَ الفَرَحِ” من الشعوب العربية ولاسيما الشعب الفلسطيني،
وقالت: وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية
في بيان لها إننا نرحب بقرار العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبد العزيز”، وولي عهده الأمير “محمد بن سلمان”، تعيين السفير نايف السديري سفيراً مفوضاً، وفوق العادة غير مقيم لدى فلسطين، وفق”وفا”، وأضافت؛ الخارجية أن توقيت القرار يعكس إهتمام المملكة العربية السعودية الشقيقة بالقضية الفلسطينية، بإعتبارها إحدىّ الأسس التي تعتمد عليها سياسة المملكة الخارجية عربياً وإسلامياً ودولياً، وإمتداداً لمواقف المملكة التاريخية والأخوية الداعمة للقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا المشروعة.