كتب: محمد جمعه الشافعي
قال”نبيل أبوالياسين” رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأني العربي والدولي، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «السبت» للصحف والمواقع الإخبارية، إن مخاطر منصة التواصل الإجتماعي «تيك توك» زادت بقوة على الأسره العربية والمسلمة في الآونة الآخيرة، حيث أنها أصبحت مرتع الرذيلة والفساد، وتروج مقاطع تشجع على العري والعنف والتنمر بما يخالف الشريعة الإسلامية التي تقوم عليها البلاد، فضلاًعن؛ إنها تخالف كافة القوانين العربية وخاصةً قانون الطفل، فهل تتحرك دار الإفتاء في جميع الدول العربية لحجب هذه المنصة من دولنا العربية؟ من نابع مسؤوليتها أمام الله عز وجل لحماية الأسر وحماية عادات وتقاليد مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
وأضاف”أبوالياسين” فقد زادت جرائم العنف الأسري بالفعل في الآونة الأخيرة، وهذا ما شهدناه في الأيام القليلة الماضية من زيادة ملحوظة في الأخبار التي تتناول جرائم العنف الأسري، وشاعت بشكل كبير وخطير على مواقع التواصل الإجتماعي، وأن منصة «تيك توك» رغم أنها تعُد البؤره الرئيسية لفضح البيوت، ونشر العري وغير ذلك، إلا أن
الجزء المهم هو أن العنف متولد من إنفتاح المنصه بشكل خطير والتي تختلف في محتواها عن باقي المنصات الآخرىّ، وباتت تُعرض مواد بها عنف، وتنقل الحوادث العنيفة ما جعل هناك حالة من إستسهال القيام بالعنف دون الإهتمام بمعرفة توابعه.
مضيفاً؛ لحماية الأسر العربية والإسلامية من الفخ التكنولوجي الغربي، أو إن صح التعبير من غزو التكنولوجية السلبية الغربية لعقول أسرنا العربية، ولتجنب العنف الأسري لابد من التركيز على الإيجابيات وإبراز القدوة الحسنة للأبناء، والتركيز على العامل الديني الذي قد يساهم في تقليل المشاكل داخل الأسرة، وهذا لم يتحقق إلا بحجب أي منصة تستهدف أسرنا، وتقوم بنشر مواد منافية لآداب وعادات وتقاليد مجتماعتنا العربية والإسلامية، وما نشاهده ويشاهده الجميع الآن على منصة «تيك توك» هو تروّيج واضح وعلى الملأ لمقاطع الإباحية والعري والبلطجة، والعنف والتنمر في المجتمعات العربية والإسلامية، بل وأصبح منفذاً رئيسياً لتجارة المواد المخدرة، وتجارة العملة، ما يؤثر بشكل سلبي على المجتمع خاصةً الأطفال والشباب من الجنثيين.
حيثُ واجهت بعض الدول تهديدات بسلاح الحجب، وهناك أيضاً بعض من الدول حظرتهُ لأسباب مختلفة منهم من رأى أنه يروّج لمحتوى غير أخلاقي، وأخرىّ أكدت؛ أنه يضلل الشباب وكلاهما على صواب، وكثرت الدعوات في عدة دول عربية أبرزها في دولة الكويت وسبقها في جمهورية مصر العربية لحجب منصة “تيك توك” ففى الكويت تلقت المحكمة الكلية منذ عدة أيام قليلة دعوى تطالب بحجب المنصة، لافتة إلى أنها تنشر مواد منافية لآداب وعادات وتقاليد المجتمع الكويتي، وفق صحيفة الأنباء الكويتية، وذكرت الدعوى المقامة من أحد المحامين، أن قانون هيئة الإتصالات أجاز للهيئة حجب أي تطبيق إلكتروني يخالف قوانين الدولة ويتعارض مع مصلحتها العامة، وأشارة: الدعوى إلى أن التطبيق يبث مقاطع مخالفة للآداب ويروج مقاطع تشجع على العنف والبلطجة والعري بما يخالف قوانين الكويت.
وفي مصر تقدم بعض المحامين في بداية العام الماضي بدعوىّ ضد رئيس مجلس الوزراء ووزيري الإعلام والإتصالات، يطالب فيها بالحكم بغلق مواقع “تيك توك”وجاء في نص الدعوى، إنّ تلك المواقع مخالفة للدستور وللقانون، وكل القيم الدينية والأخلاقية، وإنتشرت من خلال منصات خادشة للحياء وللآداب العامة، وتسعى جاهدة إلى نشر الفجور والتدني والفضائح والعري، وإستنكر البعض آنذاك؛ تراخي وزارة الإتصالات في إتخاذ إجراءات حيال ذلك رغم أن القانون أجاز لها بحجب أي تطبيق إلكتروني يخالف قوانين الدولة ويتعارض مع مصلحتها العامة ويتعارض مع قيم وعادات المجتمع المصري.
وعلى صعيد أخر متصل: فقد وجهت مدينة نيويورك في وقت سابق أيضاً موظفيها لحذف موقع”تيك توك” من هواتفهم الرسمية، وبذلك تنضم نيويورك للحكومة الفيدرالية، وأكثر من نصف الولايات الأمريكية في حظر تطبيق التواصل الاجتماعي المملوك لدولة الصين، وقال: المتحدث بأسم عمدة المدينة آنذاك”إريك آدامز”، إن أبرز مسؤولي الأمن المعلوماتي في المدينة قرروا أن “تيك توك” يمثل تهديداً أمنياً للشبكات التقنية في المدينة، وأمرت الحكومة الفيدرالية موظفيها بحذف الـ”تيك توك”من الهواتف المحمولة التي قدمتها لهم الحكومة في بداية العام الجاري 2023، وأصدرت أكثر من نصف الولايات الأمريكية أوامر حظر مشابهة.
وأشار”أبوالياسين” إلى أن «تيك توك» يعُد موقع مخالف للدستور وللقانون المصري خاصة، وكل القوانين والدساتير العربية بشكل عام، فضلاًعن؛ أنه مخالف للقيم الدينية والأخلاقية والإجتماعية أيضاً، وإنتشرت من خلاله مقاطع خادشة للحياء وللآداب العامة وزادت في الأيام الآخيرة بشكل خطير ومخيف، وتسعىّ هذه المنصة جاهدة إلى نشر الفجور والتدني والفضائح والعري بشكل علني لدرجة أننا أصبحنا نرى مشاهد للكثير ببث مباشر من داخل غرف النوم ويتركون البث ويغرقون في النوم هم واطفالهم، وأخرىّ لكثيراً من الفتيات لجأن إلى العُري، وتصوير فيديوهات لهن تحرض على الفسق، لتحقيق أكبر نسبة إنتشار وشهرة.
.
مشبراً: إلى أنّ منصة التواصل الإجتماعي «تيك توك» لم تقتصر على التواصل بين الأشخاص وبعضهم البعض من خلال تبادل الثقافات والمعرفة، أو التسلية فقط، بل إمتدت لإستخدامات أخرىّ رخيصة، تتعلق بجمع الأموال، والتي تهدف إلى تقديم محتوىّ مرئي يفيد الشخص مادياً كلما حصل على عدد متابعات أكثر، مما جعل نشر الرذيلة أصبح على على الملأ مع إنعدام الحياء وهذا ما خُطط له مسبقاً لإفساد المجتمعات العربية والإسلامية، وجر شباب الأمة من الجنثيين إلى هذا الفخ الخبيث.
ولفت”أبوالياسين” إلى حكم الشرع في من ينشر الرذيلة من خلال منصات التواصل الإجتماعي والقنوات والفضائية، فقد بينه الله عزل وجل في القرأن الكريم وقال سبحانه وتعالى”إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ “النور:19″، وهؤلاء يحملون من الإثم والأوزار مثل ما على مَن إنحرفوا وإنجروا بسببهم ما لم يتوبوا إلى الله، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً.
لافتاً؛ إلى أن أصحاب هذه المنصة والقائمين على إدارتها، يعتبرون فسقة ومجرمين، ويجب على ولي أمر البلاد والقائمين عليها منعهم وردعهم، ويأتي هذا من خلال حجب هذه المنصة، لأن من الواجب الشرعي والوطني أيضاً على ولي أمر البلاد، والمسلمين حفظ دين الأمة وعرضها ومالها،
وهؤلاء الفسقة موقع «تيك توك» يفسدون دين الشباب وضعاف العقول والإيمان، ويبتزونهم، ويتسببون في إنتهاك أعراض الناس بنشر الرذيلة والدعوة إليها عبر قنواتهم.
متواصلاً: وقد وعد الله عز وجل أولئك الذين يحبون إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم على، مجرد محبة إشاعة الفاحشة بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة فما بالك بمن يشيعها ويذيعها عبر قنواتهم، ومن يتغافل عنها أو يتجاهلها من المسؤولين عن إدارة البلاد، لذا؛ يجب على الأنظمة العربية والإسلامية التي لاتوجد عندها تشريعات بتشريع قانون يُجيز لوزارتي الإتصالات والإعلام بحجب هذا المنصات والقنوات التي تخالف القانون والعادات والتقاليد المتبعه، وعلى دار الإفتاء في جميع الدول العربية والإسلامية، ولاسيما الأزهر الشريف الإهتمام بهذا الآمر وعدم الإكتفاء بالشجب والإستنكار فقط بل السعي جاهدين لحث القائمين على إدار البلاد بإتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمه لحماية مجتماعتنا من تدمير واضح وأكيد لعاداتنا وتقاليدنا في دولنا العربية والإسلامية.
وتساءل”أبوالياسين” ما هو رأي دار الإفتاء وعلماء الدين في هذه الشأن؟، لا توجد أي ديانه تُشجع على مقارنة أنفسنا مع الآخرين، فـ الله عز وجل يريدنا أن نكون الأفضل له، وليس للآخرين لذا؛ نحن بحاجة ماسه إلى أن نرىّ أنفسنا كيف ينظر إلينا الله، وليس كيف يرانا الإنسان، وإذا أخذنا كلمة “متابع” على سبيل المثال في “تيك توك” وغيرهُ من مواقع التواصل الإجتماعي، فكيف نحدد كلمة “إتبع” في الدين الإسلامي مثلاً؟ هل أصبح الفرد يتبع فرد؟، أو يأخذه كمثال له في الحياة اليومية؟ هل أصبحت قيمة الإنسان محصورة بعلاقات رقمية ومتابعة حسابات، أو حتى عدد التعليقات والإعجاب؟، ففي الديانة المسيحية نجد أن قيمة الفرد الذاتية توجد في علاقتةُ مع يسوع المسيح، وكيف يتبع تعاليمهُ إنما إبتكرت هذه الوسائل لإبعادنا عن المعنى الحقيقي لكلمة أنا أتبعك.
وأكد”أبوالياسين” في تصريحة الصحفي على أن منصات التواصل الإجتماعي أصبحت تغير مجرىّ الدول، وتشعل الحروب وتسيطر على عقول الناس لبقاء أمم على حساب إزالة آمم أخرىّ، والهدف السياسي الأساسي التي أنشأت عليه منصات التواصل الإجتماعي ولا سيما “تيك توك”هو المعرفة المطلقة عن الفرد، وعن حياته الشخصية وعن رأيه وتحركاتةُ،”فـ” المستخدم هنا يعُد رقم من مجموعة والمجموعة هي فئة من الناس، والناس هم الأمم، والأمم تُشكل الدول، فمع تكاثر عدد المستخدمين وزرع فتن، وأفكار لا تليق بالإنسانية بأَيَّة حال وبأَيِّ شَكْل من الأَشكال، ويمكن تحويل أي فكرة إلى فتنة، وبعض زعماء دول العالم يسيطرون على عقول الناس من خلال شبكات التواصل الإجتماعي، وهذا يمثل خطراً عليهم قبل الآخرين.
متواصلاً: فبدل من أعطاء مساحة للتعبير عن آراءهم في الشوارع بطرق سلمية أصبح يعبر المستخدم عن رأيه من خلال تعليقات، لا تبني أوطان ويتم إستخدمها وتحريفها من قبل الأخرين وتأجيجها ضد مصالح الدول، وللأسف أصبحت صور الحروب في بعض الدول والدمار الذي حل بها، والإدمان أمر طبيعي، فضلاًعن؛ تعوّد العقل على سهولة إستيعاب صورة طفل مشرد أو جائع، أو مدمن مخدرات، وكأنها قصص موجودة فقط على منصات التواصل الإجتماعي، وليس في الواقع وربما يغضب الناس لبعض اللحظات وفي اليوم التالي، يكملون حياتهم بشكل طبيعي!!، ومن خلال متابعتنا عن كثب في هذا الشأن لاحظنا حتى إذا تحدث الإعلام عن الموضوعات التي ذكرناها، يتعاملون مع الأمر بطريقة طبيعية، لأن عقلهم أصبح مبرمجا لمسح هذه الصور والتهيؤ لصور جديدة من هذا النوع، وهذا ما قامت عليه تلك المنصات وخاصةً “التيك توك”.
مؤكداً؛ أنه أصبح
الإنسان فقد مشاعره وهويته الحقيقية، لذا؛ يجب علينا الإهتمام بالجوانب السلبية وتوعية أطفالنا وشبابنا لكي لا نقع جمبعاً في فخ عبودية السلبيات المرتبطة بإستخدام منصات التواصل الإجتماعي، فسعادتنا مرتبطة بطفولتنا وبسن بلوغنا وتكوين قيمة ذاتنا، ولنقوم ببناء سعادتنا بأنفسنا يومياً تأتي من خلال التفكير في خياراتنا وجعلها أفضل لنا، فلماذا لا تقوم هذة المنصة “تيك توك”وغيرها من شبكات التواصل الإجتماعي لنشر صورة راقية عن الإنسان، تليق بقيمتةُ الإجتماعية والحضارية، لتقوية الجيل الصاعد بدل من تضليله بأمور أخرى تزيد من قلة الثقة بالنفس والتحير والتَشَتَّتَ الفكري.