على هامش الهجمات الإرهابية التى وقعت في باكستان بالأمس
بقلم : يوحنا عزمى
لماذا كل تلك الطاقة المرعبة من العنف والتطرف والإرهاب الديني في المجتمعات الإسلامية وحدها ؟
ولماذا كل هذا القتل وسفك الدماء وازهاق أرواح الأبرياء كما رأينا اخيراً في باكستان اثناء اداء الناس لصلاتهم في أحد المساجد بمناسبة ذكري المولد النبوي الشريف ، عندما قام الإرهابيون ممن يحسبون علي هذه الجماعات الدينية المتطرفة بتفجيرهم بدم بارد دون وازع او رادع من ضمير او أخلاق ؟
وراينا اشلاءهم المتناثرة في كل مكان في مشهد صادم ومروع ولا يمت إلي اي ضمير أخلاقي او إنساني بأدني صلة.
هل السبب لهذا العنف المفرط في لا إنسانيته ووحشيته ، هو التأويل الخاطئ لاحكام الدين علي غير المقاصد الحقيقية التي نزلت من اجلها لهداية واسعاد البشر ؟
هل هو بسبب تسييس الدين وتوظيفه لأغراض خبيثة هي ابعد
ما تكون عن طبيعة الإسلام الوسطية المتسامحة لخدمة اجندات ومخططات خارجية تري مصالحها في إغراق هذه المجتمعات الإسلامية في مستنقع الفوضي والزج بها في دوامة صراعات
دينية وطائفية لا تنتهي كما رأينا خلال العقدين الأخيرين ؟
ام ان السبب في هذا العنف هو غياب العدل والسلام الإجتماعي وانتشار الفقر والجهل والتخلف في العديد من تلك المجتمعات الإسلامية مما يجعل منها مرتعا خصبا للعنف والتطرف والإرهاب مما لا يجعل لثقافة التسامح والاعتدال دور مؤثر فيها ؟
أم أخيراً لأن الدين هو محور حياة كل تلك المجتمعات ، وشاغلها المستمر ، حتي ما تعلق من ذلك بالقشور والشكليات ، وهو الوتر الحساس الذي تلعب عليه هذه الجماعات الإرهابية التي تتخذ من الدين غطاء لها وستارا لتحركاتها ، وطريقا للمزايدة به علي بعضها وليصبح بعضها بفعل تلك المزايدات المغرضة الأسد عنفا والاكثر تطرفا من غيرها كداعش مثلا ؟
وإذا كان الأمر كذلك ، فما هو السبيل إلي اجتثاث هذا الشر والبلاء من منابعه وجذوره ؟
وهل هذه هي مهمة رجال الدين وحدهم ، ام ان حدود المواجهة لهذه الجائحة المدمرة تظل اوسع واكبر بكثير من دور رجال الدين ورجال الأمن وحدهم علي أهمية دورهم ؟